يوم النصر و الانتصار
افتح اذا ما جئت ذاك البابا
و انظر فنصر الله مد جوابا
قط الرؤوس رؤوس حيات البلا
و اختار من أيار ذاك رضابا
يسقي شغاف العبقرية حكمة
و ينير دربا للعلا أوابا
دافت به الويلات قد ركابها
و استأصل الشر المنيخ ركابا
رفع اللوا من ثوب جده أصفرا
و اختط آيا يدفع الأسبابا
قد شاءها الله العلي لحزبه
و لحزبه النصر ارتقي الأبوابا
من كربلاء يخط نهجا صالحا
و لكربلا من خيرة أصحابا
جد أيها الشعر استقم في وصفه
يوم هو النصر المبين أصابا
و تهاوت الأعقاب تدفع بعضها
هربا و نجم في السما قد آبا
في كفه القدسي يحمل راية
تزهو و بسم الله مد خطابا
مستأثرا بالحق بدء كلامه
و كذا الختام به المنار كتابا
كم لوحت تلك البيارق شمسها
لتنير من عتم القلوب اهابا
فبكل بيت للشهادة مضرب
و بكل حرف للثكول انتابا
و بكل صدر قد تحرق لاعج
من دمع طفل يحرق الأهدابا
كم هدم الباغون كم راشت بهم
كف الضلالة أسقفا و ترابا
و الله شاء لدحرهم يوما به انداحوا
يلوذ فرارهم أعتابا
تركوا جنازير الضلالة و ابتغوا
في جنح ليل مأمنا أو بابا
هربا من النار التي قد أحدقت
ترمي بهم كالسيل رد جوابا
[ صفحه 460]
عشرون عاما كم طغت أحداقهم
كم أحرقوا كم دمروا كم غابا
في قعر زنزاناتهم كم عذبوا
كم قتلوا كم شردوا أترابا
و تفنن الارهاب بين أكفهم
ثملا و بالتياركم قد خابا
و الله شاء بخزيهم درسا لهم
ويل لهم ويل البغاة كتابا
يا للجنوب تكللت جبهاته
بالغار بالنصر المبين أجابا
في قلع جذر الغاصبين و من لهم
كانوا الأداة لشرهم أذنابا
يا وجه (عامل) يا قلاع سموه
يا باب فاطمة و من قد نابا
يا صور يا صيدا و يا نبطية
يا كل شبر في ثراك أصابا
يا قلعة و النهر تحت نعالها
ينساب يغسل للحصي أعقابا
صمدت بك العلياء و افتر الندي
و اخضوضر العشب الندي أهابا
للتين للزيتون للحبق الذي
في كل حنية تلة قد طابا
و اغرورقت قمم الهشامة أغدقت
نورا يضي ء مفاوزا و هضابا
من كف (نصر الله) باركت السما
بدم الشهيد و أشرعت أبوابا
لجنان رب ترتقي اذ أرقلت
خطوا و مدت كالسحاب رقابا
و من الجنوب الي الجنوب تعهدت
غسل الثري من كل رجس نابا
فاسق اليراع وريد قلبي و التمس
نسغ الشهادة عزة و مآبا
يا أيها المدثرون كرامة
بوئتم العلياء و الأقتابا
و تباركت بكم البلاد جنوبها
و شمالها و سهولها و قبابا
و جبالها، أطفالها و شيوخها
و أجنة و نساءها و شبابا
فالله أيدكم بنصر سؤدد
(حسن و نصر الله) مد شهابا
[ صفحه 461]