بازگشت

الوليد العظيم


الامام موسي الكاظم بن الامام جعفر الصادق بن الامام محمد الباقر بن الامام علي زين العابدين بن الامام الحسين سيدالشهداء بن الامام علي بن أبي طالب أميرالمؤمنين (عليه السلام).

و هو الامام السابع من أئمة أهل البيت (صلوات الله عليهم). ولد - في أشهر الأقوال - في السابع من شهر صفر الخير عام 128 ه عند سحر يوم



[ صفحه 14]



الأحد أو الثلاثاء في «الأبواء» أحد منازل الطريق بين مكة و المدينة، و ذلك لدي عودة الامام الصادق من الحج [1] .

ولدي ولادته الشريفة أمر الامام الصادق (عليه السلام) أحد أصحابه باطعام الناس ثلاثة أيام ابتهاجا بهذا الحدث السعيد [2] .

و كان وليدا مباركا، تبوأ مقعد الامامة، و تسلم ارث النبوة، ملئت به القلوب بهجة و اغتباطا، و عمرت به البشائر أفقا و رحابا، و سارت الركبان باطلالته احتفاء و احتفالا.

أمه: حميدة بنت صاعد الأندلسية، مثال المرأة المسلمة الملتزمة، و رمز النساء الصالحات حتي عرفت به «المصفاة» فيما أثر عن الصادق أنه قال: «حميدة مصفاة من الأدناس كسبيكة الذهب» [3] .

و كان في ملامحه العامة: أزهر الا في الغيظ [4] أسمر اللون [5] «حسن الصوت حسن القراءة» [6] و كان «رابط الجأش» [7] و تمرس قراءة القرآن العظيم بخشوع و امعان «و كان اذا قرأ يحزن و يبكي، و يبكي السامعون لتلاوته» [8] .

و أجمعت مصادر ترجمته المتقدمة بأنه لقب ب «الكاظم» حتي عاد علما له، و اكتفي به عن اسمه الشريف، و اشتهر ذلك شهرة عظيمة، و قد لقب به لكظمه الغيظ، و تجاوزه عن المسيئين.



[ صفحه 15]



و كنيته «أبوالحسن» و «أبوالحسن الأول» و «أبوالحسن الماضي» و عرف ب «العبد الصالح» لفرط عبادته، و «النفس الزكية» و «الوقي» و «زين المتهجدين» و «الأمين» و «الصابر» و «الزاهر» سمي به لأنه زهر بأخلاقه الشريفة، و كرمه المضي ء التام [9] .

و له كني و ألقاب سواها، منها:

«أبوابراهيم» و «أبوعلي» و «أبواسماعيل» و الراجح أنها كني متأخرة التأريخ، و قد أطلقت عليه بعد ذلك عندما أصبح أبا لهذا أو ذاك من الأولاد [10] .

و قد وجد من ألقابه سبط ابن الجوزي فأضاف اليها: «السيد» و «الطيب» و «المأمون» [11] .

و هي ألقاب تحكي عظيم منزلته، و كرم أرومته، و مدارج كماله النفسي. و عرف بعد وفاته ب «باب الحوائج» عند القاصي و الداني لا سيما العراقيين بخاصة، حتي قال الشاعر:



باب الحوائج.. ما أتته مروعة

في حاجة.. الا و لبي حاجها



و قال الآخر فيه و في حفيده الامام محمد الجواد:



لذ ان دهتك الرزايا

و الدهر عيشك نكد



بكاظم الغيظ «موسي»

و بالجواد «محمد»



يقول الاربلي (ت 694 ه): «و يعرف في العراق بباب الحوائج الي الله، لنجح المتوسلين الي الله تعالي به...» [12] .



[ صفحه 16]




پاورقي

[1] ظ: الشيخ المفيد / الارشاد / 307، الطوسي / التهذيب / 6 / 81، الكنجي الشافعي / كفاية الطالب / 309، الذهبي / سير أعلام النبلاء 6 / 270.، الاربلي / كشف الغمة 3 / 2، ابن شهر آشوب / المناقب 3 / 437، البحار 48 / 7.

[2] ظ: المجلسي / بحارالأنوار / 48 / 4.

[3] أبوالفرج / مقاتل الطالبيين / 499، الطوسي / التهذيب / 6 / 81، المفيد / الارشاد / 307، الكليني / الكافي / 1 / 477، ابن شهر آشوب / المناقب 3 / 437.

[4] ابن شهر آشوب / المناقب 3 / 437.

[5] ابن الصباغ / الفصول المهمة / 214.

[6] الطبرسي / الاحتجاج / 215.

[7] ابن عنبة / عمدة الطالب / 185.

[8] الشيخ المفيد / الارشاد / 319، ابن شهر آشوب / المناقب 3 / 437.

[9] ظ: ابن شهر آشوب / المناقب / 3 / 437 و بقية المصادر.

[10] ظ: محمدحسن آل ياسين / الامام موسي بن جعفر / 16.

[11] سبط ابن الجوزي / تذكرة الخواص / 357.

[12] الاربلي / كشف الغمة 3 / 2.