بازگشت

في مملكة هارون الرشيد


ولي هارون الرشيد الملك في ربيع الامام سنة 170 ه، و مات لليال خلت من جمادي الآخرة سنة 193 ه، و قد امتدت خلافته ثلاثة و عشرين عاما [1] .

و قد اتسعت رقعة الدولة الاسلامية في عصره اتساعا عريضا، فضربت بأطنابها غربا و شرقا و جنوبا و شمالا، فمن حدود البحر الأبيض المتوسط و مشارف البحر الأحمر حتي افريقيا، و من مضايق البسفور و بحر قزوين حتي أزبكستان و بخاري و سمرقند، و من شواطي ء الخليج و مضارب الهند و السند حتي تخوم الصين. يضاف الي هذا كله الجزيرة العربية من أقصاها الي أدناها، و هي مساحات واسعة اشتملت علي نصف العالم تقريبا، حتي أثر عنه مخاطبا السحابة «حيثما تمطرين ففي ملكي..».



[ صفحه 158]



و قد صدق بتعبيره عن سلطانه بأنه ملك، فهو من أعتي الملوك و ان تظاهر برقة القلب، و هو من أقسي الجبابرة و ان بدا بطيبة البري ء، و هو من أترف الحاكمين و ان تجلبب برداء الزهد و اظهار الورع، و هو من المخططين البارزين لاقامة السلطة بقوة الحرب، و حماية الملك بسفك الدماء.

و قد كان القلقشندي مهذب التعبير في رواية خطابه للسحب: «اذهبي الي حيث شئت بأنني خراجك» [2] .

و قد حكي هذا التعبير ما في قلب الرشيد من الاعتداد بالمال و الخراج، لا بالاسلام و دولته، فأحتجان الأموال، و تكدس الأرصدة هو الذي يوفر له حياة البذخ و العبث، و هو الذي يحقق له موائد الفسق و اللهو و الطرب، و السيطرة علي المال من المهمات الأساسية في ملكه، يستعين به في شراء الضمائر، و القضاء علي المعارضين، و الترفيه عن ولاته و بطانته و حواشيه و جواريه، و الاغداق علي المغنين و المخنثين و القيان.

يقول الأستاذ باقر شريف القرشي:

«وجبي له الخراج من جميع الأقاليم الاسلامية، و صارت عاصمته بغداد عروس الدنيا، و مستودع أضخم بيت للمال في العالم... و انتشر فيها الثراء الفاحش و التضخم النقدي عند التجار و الموظفين و الندماء و المطربين و المجان، و تناثرت فيها القصور الرائعة التي شيدت علي طراز هندسي جميل مزيج من الذوقين العربي و الفارسي، و صارت بغداد بما فيها من الحدائق الغناء زينة الشرق، و أعظم عاصمة لأهم امبراطورية شاهدها التأريخ» [3] .

و لا تحسبن هذه الامبراطورية جاءت لتطبيق مبادي ء الاسلام أو تحكيم شريعة السماء، و انما استغلت استغلالا فظيعا للاستعلاء في الأرض،



[ صفحه 159]



و افترضت لتلبية رغبات المجون العابث، فالشعب المسلم علي قارعة الطريق يتشكي البؤس و الحرمان و فقد الحياة الكريمة، و قصور الخلفاء تعج بالقيان و الجواري و الغلمان، و أنفقت واردات الدولة في تشيد القصور الفارهة، و بددت الميزانية العامة في اغراق أتباع النظام بالأعطيات الضخمة، و اتخام وعاظ السلاطين بالهبات الطائلة، و كان لسوق المجان و الفسوق نصيب مما قرره السلطان، و كانت الثروات اثرة بين هؤلاء و هؤلاء. و قد قدر الدكتور عبدالجبار الجومرد واردات الدولة ب «مليارين و مائتين و عشرين مليون دينارا، و تسعمائة و ستين ألف دينار» [4] .

و هذا القدر العظيم في الميزانية يجعلها أضخم ميزانية في العالم آنذاك بالنسبة للقيمة النقدية المتداولة و قيمة الأسعار، فقد ذكر الدكتور أحمد أمين الأسعار في الأسواق، فذهب أن الكبش يباع بدرهم، و الجمل بأربعة دنانير، و التمر ستون رطلا بدرهم، و الزيت ستة عشر رطلا بدرهم، و السمن ثمانية أرطال بدرهم، و أجرة البناء الأستاذ بخمس حبات، و الحبة ثلث الدرهم، و الدانق سدس الدرهم [5] .

و في هذا الضوء كان ما أبداه الجهشياري دقيقا حينما اعتبر واردات الدولة عبارة عن: خمسمائة مليون درهم و مائتين و أربعين ألف درهم [6] .

و ذلك بالدرهم الفضي المتعارف عليه في ذلك العصر.

فأين تري مصرف هذه الايرادات الضخمة من قبل السلطان؟

ان هذه الايرادات الكبري لم تكن لتصرف في وجوه البر و الاحسان، و لا لنشر تعاليم الاسلام، و لا لاعمار البلاد، و لا لتلبية احتياج البائس



[ صفحه 160]



الفقير، و لا في وجوهها المشروعة الا لماما، و انما كانت تبذر في سبيل الرغبات الخاصة، و المسلمون بين جائع و عريان، و شريد و طريد، و العلماء في فقر وفاقة و اذلال، وقادة الفكر و المعرفة في بؤس و شقاء، و عامة الناس كالعبيد في ذل و اضطهاد، يفترشون الأرض و يلتحفون السماء، الا تلك الطبقة الأرستقراطية من الولاة و أبناء السلاطين و فقهاء البلاط، فانها في نعيم من العيش الرغيد!! و هذا المال الذي هو مال المسلمين زكاة و خراجا، يتقاسمه المغنون و الجواري و الغلمان في هبات جزيلة متتابعة، فقد غني دحمان الأشقر الرشيد فطرب لذلك و قال له: تمن علي، فتمني علي الرشيد ضيعتين واردهما أربعون ألف دينار فأعطاه اياهما [7] .

و أنشده أبوالعتاهية أبياتا، غناها للرشيد ابراهيم الموصلي، فأعطي كل واحد منهما مائة ألف درهم، و مائة ثوب [8] و غناه يحيي المكي فأطربه، فقال الرشيد: أعطوه ما في ذلك البيت، فكان فيه ما قيمته خمسون ألف درهم [9] و غناه يحيي المكي أيضا بيت من الشعر، فسكر عليه حتي أمسي، و أمر له بعشرة آلاف درهم [10] .

و غني اسحاق الموصلي للرشيد بأبيات وصف فيها بستانا بظهر الحيرة قيمته أربعة عشر ألف دينارا، فأمر له الرشيد بأربعة عشر ألف دينار، فاشتراها [11] .

و غناه ابراهيم الموصلي صوتا من مختاراته، فطرب له الرشيد طربا شديدا، و استعاده عامة ليله... فأمر له بمائتي ألف درهم [12] .



[ صفحه 161]



و غناه ابراهيم الموصلي بعد أن أطلقه من الحبس بهذا البيت:



تضوع مسكا بطن نعمان

اذ مشت به زينب في نسوة خفرات



فأمر له بثلاثين ألف درهم [13] .

و هذا غيض من فيض سقناه علي سبيل المثال لتبذير أموال المسلمين علي الغناء و مجالسه فحسب، فما بالك في اعداد تلك المجالس و تهيئة مرافقها و متطلباتها و ما يقتضي لها من الأشربة و الأنبذة و آلات الطرب و الفرش الوثير و الوسائد و الستائر، و ما يتبع ذلك من الانفاق لدي اصطفاف الموائد؟؟

أما الجواري و شراؤها، فقد بلغ حد الاسراف في الأسعار، و المغالاة في استزادة منها، و أسوق اليك هذا النموذج في عدد ما في القصر لنوع خاص من الجواري تشرف عليه زوجته أم جعفر، و قد أقبلت في زهاء ألفي جارية من جواريها!!

و سائر جواري القصر، عليهن غرائب اللباس، و كان قد استقل بجارية عنها في غاية الجمال و الكمال!! فأقبلت جواري أم جعفر في قبال جواريه الأخريات، و هن في لحن واحد:



منفصل عني... و ما قلبي عنه منفصل

يا قاطعي اليوم لمن نويت بعدي أن تصل



فطرب الرشيد، و قام علي رجليه حتي استقبل أم جعفر قائلا: لم أر كاليوم قط. ثم نادي مسرورا الخادم قائلا: يا مسرور لا تبقين في بيت المال درهما الا نثرته، فكان مبلغ ما نثره يومئذ: ستة آلاف ألف درهم [14] .

و اذا لم يكن هذا عبثا بأموال الدولة فكيف يكون العبث؟



[ صفحه 162]



و مع هذا كله، و فوق هذا كله، فان الرشيد يسمي أميرالمؤمنين!! فيا لله و للمسلمين، فأي أمير هذا الذي يعيش بين خابية وزق، و يحيا بين قينة و مغنية، و يحظي بجارية و جارية، و يشتمل قصره الملكي العامر علي آلاف الجواري من مختلف الجنسيات!!

و لك أن تعجب من بخله علي طبقات الشعب، و لك أن تعجب من سخائه علي المجان و المخنثين و مرتزقة الشعراء، فقد كان يجيز بعض الشعراء في قصائدهم عن كل بيت بألف دينار [15] و أعطي لأعرابي من باهلة أنشده بيتين ذكر فيهما ولديه الأمين و المأمون مائة ألف درهم [16] .

و كان أشجع السلمي ثقيلا علي الرشيد، فأنشده قصيدتين طرب لهما الرشيد، فقال له:

يا أشجع؛ لقد دخلت الي و أنت أثقل الناس علي قلبي، و انك لتخرج و أنت أحب الناس الي.

قال أشجع: ما الذي أكسبتني هذه المنزلة؟

قال الرشيد: الغني؟ فأسأل ما بدا لك.

قال: ألف ألف درهم، قال الرشيد: ادفعوا له [17] .

هذه الهبات الضخمة لشعراء مغمورين؛ فما بالك في شعراء الطبقة الأولي؟

أما تبذير الرشيد و اسرافه في شراء الجواهر و الأحجار الكريمة، و القلائد الثمينة فما لا رأت عين و لا سمعت اذن، فكان خاتمه بمائة ألف دينار [18] .



[ صفحه 163]



و قد اشتري جواهر معدودة بمائتي ألف دينار، فوهبها لدنانير البرمكية [19] .

و كان عند الرشيد قضيب زمرد أطول من ذراع، و علي رأسه تمثال طائر من ياقوت أحمر لا تقدير لثمنه نظرا لنفاسته، و قد قوم الطائر وحده بمائة ألف دينار [20] .

و قد شاركته السيدة زبيدة بملحظ الاسراف في الجواهر و سواها... فأمرت أن يتخذ لوصائفها من الدر المثقوب بالتصليب، ثم اتخذت الخفاف المرصعة بالجوهر تلبسها في قصرها، و اتخذت سبحة من يواقيت رمانية كالبندق، اشترتها بخمسين ألف دينار [21] و اشترت غلاما يضرب علي العود بثلاثمائة ألف درهم [22] و غناها ابن جامع هي و الرشيد بثلاثة أبيات، فأمرت زبيدة أن يدفع لابن جامع المغني عن كل بيت مائة ألف درهم [23] .

و وهبت زبيدة لمنصور النمري جوهرة لوصفه مدينة السلام، اغراءا بالرشيد للرجوع اليها، اذ كان يستطيب المقام بالرقة، فأرادت عودته لبغداد، فعمل النمري بيتين استحسنهما الرشيد، فوهبت له جوهرة، ثم دست من يشتريها منه بثلاثمائة ألف درهم [24] .

و صنعت لها بساطا من الديباج جمع صورة كل حيوان من جميع الأجناس، و صورة كل طائر من الذهب، و أعينها من يواقيت و جواهر، أنفقت عليه نحوا من ألف ألف دينار [25] .



[ صفحه 164]



يضاف الي هذا العبث بذخ البرامكة المستطير، و اسرافهم في العطاء للشعراء و الزعماء و الأتباع و وعاظ السلاطين، حتي عرف عنهم أنهم من الأجواد، فبذروا واردات الدولة في مآربهم و أغراضهم و شهواتهم و ملذاتهم، و ما يكسبهم شهرة وصيتا، عدا موائدهم العامرة بأنواع الأشربة و الأطعمة، يضاف اليها أندية الخمرة و الطرب.

و اذا عدنا الي الرشيد رأيناه مولعا بالخمر، و يدعو خواص جواريه اذا أراد أن يشرب، و ربما تولي السقاية بنفسه [26] .

و قد ذكر السيوطي عن الذهبي أن الرشيد كان صاحب أخبار و حكايات في اللهو و اللذات المحظورة و الغناء [27] .

و للتأريخ و الحقيقة المرة، فان الرشيد لم يكن ذا حراجة في دين، و لا أثر من تقوي لديه، و انما هو الرياء المقنع بالدجل السياسي، فقد أخرج السلفي في الطيوريات بسنده عن ابن المبارك، قال:

«لما أفضت الخلافة الي الرشيد، وقعت في نفسه جارية من جواري المهدي. فراودها عن نفسها، فقالت: لا أصلح لك؛ ان أباك قد طاف بي. فشغف بها، فأرسل الي أبي يوسف فسأله: أعندك في هذا شي ء؟

فقال: يا أميرالمؤمنين؛ أو كلما ادعت أمه شيئا ينبغي أن تصدق؛ لا تصدقها فانها ليست بمأمونة».

قال ابن المبارك: «فلم أدر ممن أعجب: من هذا الذي قد وضع يده في دماء المسلمين و أموالهم يتحرج عن حرمة أبيه؟

أو من هذه الأمة التي رغبت بنفسها عن أميرالمؤمنين!!



[ صفحه 165]



أو من هذا فقيه الأرض و قاضيها، قال: اهتك حرمة أبيك، واقض شهوتك، و صيره في رقبتي» [28] .

هذه صورة اجمالية عجلي من صور هارون الرشيد في البذخ و الاسراف، و سأثبتك صوره في القتل و الارهاب، و صوره في الغدر و الفتك، فما يغني عنه دفاع ابن خلدون و عده له من أئمة المسملين، و ما يغني مناصرة الدكتور عبدالجبار الجومرد له، فنفي عنه شرب الخمر، و لعب النرد، و ما الي ذلك مما هو مستهتر به [29] .

بينما لم نجد عصرا بلغ به العبث و التهتك الذروة كعصر الرشيد، و قد ساد به اللهو و المجون فغمر البلاد و أفسد العباد، و عمت المحرمات الشرعية ديار الاسلام و أقاليمه بستار رقيق من الادعاء الديني.

يقول العلامة الدكتور مصطفي جواد (رحمه الله):

«و لو قدر لهارون الرشيد أن يبقي علي أريكة الخلافة أكثر مما بقي لانحطت الدولة الاسلامية الي مستوي سحيق أقبح الانحطاط» [30] .

و مهما يكن من أمر، فقد بدأ هارون الرشيد خلافته «باخراج من كان في مدينة السلام من الطالبيين الي مدينة الرسول (صلي الله عليه و آله)».

و كان هذا الاجراء دقيقا في نظرته السياسية، فحكم الرشيد ببغداد بحاجة الي الاستقرار السياسي، و لابد أن يصفو الجو من المعارضة، و أن تخلو الساحة من الرافضين لمظالم الحكم، و هذا التفكير لم يكن بعيدا عن ذهنية الرشيد الأمنية، و لابد له من تحقيق ذلك، فبث الرصد و العيون لتتبع أخبار الطالبيين، و تعقب تحركهم النضالي ضد النظام، بما أذكي شرارة البغضاء



[ صفحه 166]



و الضغينة بين الحيين، حتي استطال الظلم الامام موسي بن جعفر (عليه السلام) و هو غير طامح في سلطان، و لا طامع في عرش، و لامتهالك علي حكم، و كل ما يهمه هو احياء السنة و اطفاء البدعة.

و مع الاعراض الواضح للامام عن مظاهر الأبهة و الملك، الا أن الرشيد قد تحين الفرص و افتعل الحجج لاعتقال الامام مرة بعد مرة، و عرضه علي السجون تارة بعد أخري.

و مما يحز في النفس أن الرشيد قد يستوقف الامام للاستجواب و المساءلة الغليظة الجافة دون مسوغ شرعي أو عرفي، حتي استقر رأيه علي القضاء عليه.

و ربما قيل ان الرشيد بادي ء ذي بدء «أكرم الامام و عظمه» [31] و لكن ذلك ان حصل فهو نوع من الدجل السياسي المفضوح، علي أننا لم نجد شاهدا واحدا يؤكد اكرام الامام و اعظامه من قبل الرشيد، بلي قد تقهره الحقيقة فيعترف بما للامام من فضل و علم و قيادة.

و من الوضوح بمكان أن الرشيد كان حاقدا علي الطالبيين بعامة، و علي الامام بخاصة، كما تحدثنا بذلك النصوص المتواترة في أكثر من موقع و موضع حتي لا يدري البحث من أن يبدأ.

كان الامام طيلة أيام الرشيد شديد الحذر، و كانت الرقابة الصارمة من حوله تقضي بابتعاده عن أوليائه و أصحابه، حتي أن تلامذته و رواة حديثة حينما يروون احاديثه و أفكاره، قد يتجنبون التصريح باسمه الشريف، فيقول أحدهم: حدثني الرجل، و كتبت الي الرجل، و أجاب الرجل، و قد يذكر بكناه فيقال: قال أبوالحسن، و تحدث أبوابراهيم، و قد يعبر عنه بما اشتهر من ألقابه عند خاصته، فيقال: سمعت العبد الصالح، و قال السيد، و تحدث



[ صفحه 167]



العالم، و روي الكاظم، و أمثال هذا، و يدل بوضوح علي مدي الرصد الذي يعاني منه الامام و شيعته، و لعل ذلك كان بوصية منه (عليه السلام) حفظا لأوليائه من الخطر و تجنبا لمواطن التهم باستعمال الرموز الدالة عليه دون التصريح بالاسم الرفيع درءا لمكائد هؤلاء الطغاة.

و كان الطالبيون قد استتروا عن الرشيد حذر القتل و غياهب السجون، و ذلك عقب العنف الثوري الذي صارع الحكم، و كانت رده فعل الرشيد قاسية في اجراءات نفذت فيها الأحكام العرفية بأبشع صورها، و كنموذج عليها ما رواه عبيدالله البزاز النيسابوري، قال: «كان بيني و بين حميد بن قحطبة الطائي الطوسي معاملة، فرحلت اليه في بعض الأيام، فبلغه خبر قدومي فاستحضرني للوقت... و ذلك في شهر رمضان وقت صلاة الظهر، فلما دخلت عليه... أحضرت المائدة، و ذهب عني أني صائم و أني في شهر رمضان، ثم ذكرت فأمسكت، فقال لي حميد: ما لك لا تأكل؟ فقلت: أيها الأمير هذا شهر رمضان و لست بمريض، و لا بي علة توجب الافطار، و لعل الأمير له عذر في ذلك... فقال: ما بي علة توجب الافطار، و اني لصحيح البدن ثم دمعت عيناه و بكي!!

فقلت له: ما يبكيك أيها الأمير؟

فقال: «أنفذ الي هارون الرشيد... أن خذ هذا السيف و امتثل ما يأمرك به الخادم!! فتناول الخادم السيف و ناولنيه، و جاء بي الي بيت بابه مغلق ففتحه، فاذا فيه بئر في وسطه و ثلاثة بيوت أبوابها مغلقة، ففتح باب بيت منها، فاذا فيه عشرون عليهم الشعور و الذوائب، شيوخ و كهول و شبان مقيدون. فقال لي: ان أميرالمؤمنين يأمرك بقتل هؤلاء، و كانوا كلهم من العلوية من ولد علي و فاطمة، فجعل يخرج الي واحدا بعد واحد، فأضرب عنقه حتي أتيت علي آخرهم، ثم رمي أجسادهم و رؤوسهم في تلك البئر.



[ صفحه 168]



ثم فتح باب بيت آخر، فاذا فيه عشرون نفسا من العلوية من ولد علي و فاطمة مقيدون. فقال لي: ان أميرالمؤمنين يأمرك بقتل هؤلاء، فجعل يخرج الي واحدا بعد واحد، فأضرب عنقه، و يرمي به في تلك البئر حتي أتيت علي آخرهم. ثم فتح باب البيت الثالث، فاذا به مثلهم عشرون نفسا من ولد علي و فاطمة مقيدون عليهم الشعور و الذوائب.

فقال لي: ان أميرالمؤمنين يأمرك أن تقتل هؤلاء أيضا، فجعل يخرج الي واحدا بعد واحد فأضرب عنقه، فيرمي به في تلك البئر، حتي أتيت علي تسعة عشر نفسا منهم، و بقي شيخ منهم عليه شعر، فقال لي: تبا لك يا مشوم!! أي عذر لك يوم القيامة اذا قدمت علي جدنا رسول الله (صلي الله عليه و آله) و قد قتلت من أولاده ستين نفسا قد ولدهم علي و فاطمة؟؟

فارتعشت يدي و ارتعدت فرائصي، فنظر الي الخادم مغصبا و زبرني، فأتيت علي ذلك الشيخ أيضا فتقلته، و رمي به في تلك البئر.

فاذا كان فعلي هذا، و قد قتلت ستين نفسا من ولد رسول الله (صلي الله عليه و آله) فما ينفعني صومي و صلاتي، و أنا لا أشك أني مخلد في النار» [32] .

ان أمثال هذه المظالم الكبري هي التي استنت للطغاة و الجبابرة اللاحقين حتي القرن الحادي و العشرين: أساليب البطش و الفتك و معالم الارهاب الدموي و القتل الجماعي، فاذا كان من يسمي بأميرالمؤمنين!! هذا صنعه و وكده، فما بال هؤلاء الطواغيت الصغار، و هم لا يوصفون بأكثر من كونهم حكاما دكتاتوريين ليس غير، علي أن بعضهم قد زاد علي الرشيد أضعافا مضاعفة بوسيلة و أخري حماية للحكم الهزيل.

أما تعقب هارون الرشيد للامام موسي بن جعفر (عليه السلام) فهو من أبشع مظاهر الأجرام في تأريخ الانسانية نظرا لمكانة الامام الدينية و القيادية و اتصاله



[ صفحه 169]



برسول الله (صلي الله عليه و آله) نسبا و سببا، و كونه الرافد الذي لا ينضب لموارد الشريعة الغراء.

لقد عزل الرشيد الامام عن شيعته، و منعه من ممارسة طقوسة الايجابية، و رصد عليه حياته و أنفاسه، و استطال عليه بالسلطان، و غيبه في ظلمات السجون، و الامام صامد صابر، و الرشيد يتحين به الفرص، و يسد عليه المنافذ و المسالك، في معاناة رهيبة عبر عنها الامام في رسالة بليغة للرشيد قال فيها: «انه لن ينقضي عني يوم من البلاء الا انقضي عنك معه يوم من الرخاء، حتي نفضي جميعا الي يوم ليس له انقضاء يخسر فيه المبطلون» [33] .

و لم يكن هذا جزعا من الامام، و لكنه احتجاج صارخ عن مدي ظلامته، و تعبير ناطق عما يقاسيه دون جريرة، الا تلك المنزلة العليا التي ينعم بها في نفوس الأبرار، و الا فالمعروف عن الامام أنه كان يردد في سجنه العبارة الآتية:

«اللهم انك لتعلم أني كنت أسألك أن تفرغني لعبادتك، اللهم؛ و قد فعلت؛ فلك الحمد» [34] .

ان تعرض الامام موسي بن جعفر (عليه السلام) للأزمات الخانقة، و مظاهر الارهاب السياسي، و حياة السجون المريرة من قبل الرشيد، كفيل وحده أن يخرج الرشيد من منصب الخلافة المدعاة التي لم يمثل منها جزءا ضئيلا من الشرعية علي الاطلاق، و لم تكن تصلح له الولاية العامة علي المسلمين بحال من الأحوال، لأن ما حكم به عبارة عن أحكام عرفية طائشة صححها له فقهاء البلاط العباسي، و حياة فاجرة داعرة غض عنها الطرف القضاة



[ صفحه 170]



و المعدلون، و موائد خمور و ملاه و سهر ليال أحياها له المغنون المخنثون، و كل أولئك مشاهد حمراء أباحها حكم السيف القاطع و الجور المستديم، و كان النظام مفقودا و حياة العيارين و الشطار عامرة، و ان ضبطوا السيطرة علي الرقاب بالقسر و الاكراه.

و فوق هذا كله فطالما روع الحكم الآمنين، و طالما سفكت الدماء المحرمة بغير الحق، و كان الاستهتار بالقيم و التجاوز علي المبادي ء المقدسة أمرا متعارفا حتي عاد المعروف منكرا و المنكر معروفا!! كيف لا.. و قصور الخلفاء تعج بالفسق و معاقرة الخمرة، و البغاء العلني و السري يستشري و لا مانع و لا رادع و لا وازع، و قد تقدم فيها سبق نهب الأموال و اغتصاب الثروات و التلاعب بمقدرات الأمة، بلي كانت هناك شعارات يتشدق بها الحاكمون مجاراة للناس من جهة، و تثبيتا لدعائم الحكم من جهة أخري، و هدف ذلك واضح للناقد البصير، و هو يتمثل باضفاء شي ء من الشرعية جزافا علي ذلك الكيان المدعي، و ما عدا هذا الملحظ علي ضالته، فاننا لا نري صيغة حقيقية لادعاء الولاية في الدين لأولئك الذين لا يمثلون الدين لا من قريب و لا من بعيد في نظامهم السياسي القائم علي الانحلال الخلقي و التخلي عن القيم الاسلامية علي كل الأصعدة.

يقول الأستاذ محمدحسن آل ياسين:

«و كذلك اتضحت بما لا مجال فيه بشك أو تردد أيضا حقيقة أولئك المدعين للولاية الشرعية، فراغا من مواصفات التأهيل، و خلوا مما يجب أن يكونوا عليه من كفايات الاستحقاق. فلم يكن لديهم فقه بالشريعة و أحكامها، و لا علم بمعاني القرآن و الحديث، و لا ورع يردعهم عن محارم الله، و لا التزام يصدهم عن متابعة الهوي و اطاعة شهوات النفس الأمارة بالسوء» [35] .



[ صفحه 171]



و هنا تتجلي الفروق المميزة بين هذا الفراغ العقائدي الهائل، و بين تلك القدرات العلمية الرائدة، و ظواهر الانابة و الخشوع عند الامام موي بن جعفر (عليه السلام) بما يحقق ولايته الشرعية دون أولئك المتلاعبين بمثل القرآن، و قيم الاسلام، و رسالة السماء.

و لم يكن الرشيد نفسه ليجهل هذه الحقيقة الصارخة و ان تجاهلها، و لم يكن له أن يجحدها و ان ألقي بستار كثيف علي نصاعتها، فالملك عقيم كما يقول الرشيد، و لا أدل علي ذلك من اعترافه و اقراره لولده المأمون بالمنزلة العليا للامام، و أنه حجة الله علي خلقه، و خليفته الشرعي علي عباده!!

فقد حدث المأمون أن الرشيد هو الذي علمه التشيع!! و ذلك أن الرشيد جلس لاستقبال الناس، و منع أن يدخل عليه أحد الا انتسب، فدخل الفضل بن الربيع عليه و قال: علي الباب رجل زعم أنه موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام).

فقال له الرشيد: ائذن له، و لا ينزل الا علي بساطي... هذا و الأمين و المأمون و المؤتمن و القواد شهود... فاستقبله الرشيد، و قبل وجهه و عينيه، و أخذ بيده حتي صيره في صدر المجلس، و أجلسه معه فيه، و جعل يحدثه، و يقبل بوجهه عليه، و يسأله عن أحواله... «و بعد استقصاء السؤال» قال الامام موجها و ناصحا للرشيد:

«ان الله قد فرض علي ولاة عهده أن ينعشوا فقراء هذه الأمة، و يقضوا عن الغارمين، و يؤدوا عن المثقل، و يكسوا العاري، و يحسنوا الي العاني، و أنت أولي من يفعل ذلك».

فقال الرشيد: أفعل يا أباالحسن.

ثم قام الامام، فقام الرشيد لقيامه، و قبل عينيه و وجهه، ثم أقبل علي و علي الأمين و المؤتمن، فقال... بين يدي عمكم و سيدكم، خذوا بركابه،



[ صفحه 172]



و سووا عليه ثيابه، و شيعوه الي منزله، فأقبل أبوالحسن موسي بن جعفر (عليهماالسلام) سرا بيني و بينه فبشرني بالخلافة، و قال لي: اذا ملكت هذا الأمر فأحسن الي ولدي، ثم انصرفنا.

يقول المأمون: و كنت أجرأ ولد أبي عليه، فلما خلا المجلس؛ قلت: يا أميرالمؤمنين؛ من هذا الرجل الذي قد عظمته و أجللته؟ و قمت من مجلسك اليه فاستقبلته؟ و أقعدته في صدر المجلس، و جلست دونه، ثم أمرتنا بأخذ الركاب له؟

قال: هذا امام الناس، و حجة الله علي خلقه، و خليفته علي عباده. فقلت: يا أميرالمؤمنين؛ أو ليست هذه الصفات كلها لك و فيك؟

فقال: أنا امام الجماعة في الظاهر بالغلبة و القهر، و موسي بن جعفر امام حق، و الله يا بني انه لأحق بمقام رسول الله (صلي الله عليه و آله) مني، و من الخلق جميعا، و و الله لو نازعتني هذا الأمر لأخذت الذي فيه عيناك، فان الملك عقيم» [36] .

و مع معرفة الرشيد بهذا المقام الأسمي للامام، فان اصبع الاتهام يومي ء به للامام، مما يعتبره الرشيد منافسة في سلطان، و هو مما يلفق و يكذب به علي الامام، فقد حدث الامام نفسه قائلا: «لما أمر هارون الرشيد بحملي، دخلت عليه فسلمت فلم يرد علي السلام، و رأيته مغضبا، فرمي الي بطومار، فقال: اقرأه.

فاذا فيه كلام، قد علم الله عزوجل براءتي منه، و فيه أن موسي بن جعفر يجبي اليه خراج الآفاق من غلاة الشيعة ممن يقول بامامته، يدينون الله بذلك، و يزعمون أنه فرض عليهم، الي أن يرث الله الأرض و من عليها، و يزعمون أنه من لم يذهب اليه بالعشر، و لم يصل بامامتهم، و لم يحج باذنهم، و يجاهد بأمرهم، و يحمل الغنيمة اليهم، و يفضل الأئمة علي جميع



[ صفحه 173]



الخلق، و يفرض طاعتهم مثل طاعة الله و رسوله، فهو كافر حلال ماله و دمه... و الكتاب طويل، و أنا قائم أقرأ و هو ساكت، فرفع رأسه و قال:

اكتفيت بما قرأت، فكلم بحجتك بما قرأته.

قلت... و الذي بعث محمدا (صلي الله عليه و آله) بالنبوة ما حمل الي أحد درهما و لا دينارا من طريق الخراج، لكنا معاشر آل أبي طالب نقبل الهدية التي أحلها الله عزوجل لنبيه (صلي الله عليه و آله) في قوله:

«لو أهدي لي كراع لقبلت ذ، و لو دعيت الي ذراع لأجبت.»

و قد علم أميرالمؤمنين ضيق ما نحن فيه، و كثرة عدونا، و ما منعنا السلف من الخمس الذي نطق لنا به الكتاب، فضاق بنا الأمر، و حرمت علينا الصدقة، و عوضنا الله عزوجل الخمس، و اضطررنا الي قبول الهدية، و كل ذلك مما علمه أميرالمؤمنين...» [37] .

و لم يكتف الرشيد بهذا، و انما استدعي الامام تارة أخري، و أدخل عليه، فقال له الرشيد:

يا موسي بن جعفر، خليفتين يجبي لهما الخراج؟

قال الامام: أعيذك بالله أن تبوء باثمي و اثمك، و تقبل الباطل من أعدائنا علينا، فقد علمت أنه قد كذب علينا منذ قبض رسول الله (صلي الله عليه و آله) بما علم ذلك عندك [38] .

و مع براءة الامام مما نسب اليه، فهو يجتمع به، و يتظاهر ببره، و يسأله عن مدي حاجته، ثم يبعث اليه بصرة فيها مائتا دينار، فيعترض عليه المأمون، فيقول له: أسكت لا أم لك، فاني لو أعطيته هذا ما ضمنته له، ما كنت آمنه [39] .



[ صفحه 174]



و تارة أخري يعلل الرشيد منعه العطاء للامام بقوله:

«ما كنت آمنه أن يضرب وجهي غدا بمائة ألف سيف من شيعته و مواليه، و فقر هذا و أهل بيته أسلم لي و لكم من بسط أيديهم و أعينهم» [40] .

و منع أهل البيت حق الطبيعي من بيت المال أسوة ببقية المسلمين علي الأقل كان من الأهداف المركزية للبلاط العباسي، بل كان من أهدافه أيضا منع أوليائهم و أصحابهم و من يمت اليهم بصلة من أي نوع من العطاء، و اذا كان هذا صنيعهم مع شيعتهم، فما بالك بهم؟

و ليت الرشيد اكتفي بما صنعه مع الامام من الاستدعاء و الاستنطاق الذي لا مبرر له، و لكنه أغري به الفجرة من أولياء بني العباس، و جلاوزة النظام الحاكم. ذكر السيد المرتضي علم الهدي (ت 436 ه):

«انه حضر بباب الرشيد نفيع الأنصاري، و حضر الامام موسي بن جعفر (عليه السلام) علي حمار له، فتلقاه الحاجب بالاكرام، و عجل له بالاذن.

فسأل نفيع عبدالعزيز بن عمرو من هذا الشيخ؟

قال: شيخ آل أبي طالب، شيخ آل محمد، هذا موسي بن جعفر.

قال: ما رأيت أعجز من هؤلاء القوم يفعلون هذا برجل يقدر أن يزيلهم عن السرير، أما ان خرج لأسوء نه، قال له عبدالعزيز: لا تفعل فان هؤلاء أهل بيت ما تعرض لهم أحد بالخطاب الا و سموه في الجواب سمة يبقي عارها مدي الدهر.

و خرج الامام، و أخذ نفيع بلجام حماره و قال:

من أنت يا هذا؟



[ صفحه 175]



فقال الامام، يا هذا ان كنت تريد النسب؟ أنا ابن محمد حبيب الله، ابن اسماعيل ذبيح الله، ابن ابراهيم خليل الله. و ان كنت تريد البلد؟ فهو الذي فرض الله علي المسلمين و عليك - ان كنت منهم - الحج اليه. و ان كنت تريد المفاخرة؟ فوالله ما (رضي) مشركو قومي مسلمي قومك أكفاء، حتي قالوا: يا محمد أخرج الينا أكفاءنا من قريش.

و انت كنت تريد الصيت و الاسم؟ فنحن الذين أمر الله بالصلاة علينا في الصلوات المفروضة تقول: «اللهم صل علي محمد و آل محمد» فنحن آل محمد، خل الحمار، فخلي عنه و يده ترعد، و انصرف مخزيا، فقال له عبدالعزيز: ألم أقل لك؟» [41] .

و هكذا كان الامام يتجرع الغيظ من خلفاء الجور، و ولاة السوء، و بطانة السلطان، و هو صابر محتسب، و كان أشدهم عليه - كما رأيت - هارون الرشيد في مجالات شتي، و ستري ما جري عليه يديه من استشهاد الامام مسموما في موقعه من الكتاب.



[ صفحه 177]




پاورقي

[1] ظ: اليعقوبي / التأريخ 3 / 139، الطبري 8 / 230.

[2] القلقشندي / صبح الأعشي 3 / 270.

[3] باقر شريف القرشي / حياة الامام موسي بن جعفر 2 / 21.

[4] عبدالجبار الجومرد / هارون الرشيد / 2 / 362.

[5] ظ: باقر شريف القرشي / حياة الامام موسي بن جعفر 2 / 29 و انظر مصدره.

[6] ظ: الجهشياري / الوزراء و الكتاب / 288.

[7] ظ: السيوطي / تأريخ الخلفاء / 116.

[8] الأصبهاني / الأغاني 4 / 74.

[9] الأصبهاني / الأغاني 6 / 187.

[10] المصدر نفسه 6 / 185.

[11] المصدر نفسه 175 - 5 / 174.

[12] كتاب التاج / 41.

[13] الأصبهاني / الأغاني 6 / 205.

[14] الأصبهاني / الأغاني 10 / 172.

[15] ظ: المسعودي / مروج الذهب 2 / 382.

[16] ظ: الطبري / تاريخ الأمم و الملوك 3 / 261.

[17] ظ: طبقات الشعراء / 252.

[18] ظ: ابن الأثير / الكامل في التاريخ 6 / 44.

[19] البيهقي / المحاسن و المساوي / 544.

[20] ظ: باقر شريف القرشي / حياة الامام موسي بن جعفر 2 / 46 و انظر مصدره.

[21] غي لسترانج / بين الخلفاء و الخلفاء / 54 - 55.

[22] مصطفي جواد / سيدات البلاط العباسي / 48.

[23] الأصبهاني / الأغاني 6 / 77.

[24] طبقات الشعراء / 246.

[25] الأبشيهي / المستطرف في كل فن مستظرف 1 / 98.

[26] الأصبهاني / الأغاني 5 / 126.

[27] السيوطي / تأريخ الخلفاء / 189 - 190.

[28] السيوطي / تأريخ الخلفاء / 193.

[29] ظ: عبدالجبار الجومرد / هارون الرشيد 1 / 267.

[30] مصطفي جواد / سيدات البلاط العباسي / 48.

[31] ابن عنبة / عمدة الطالب / 185.

[32] الصدوق / عيون أخبار الرضا 1 / 108، البحار 48 / 176 - 178.

[33] ظ: الخطيب البغدادي / تأريخ البغداد 13 / 32، ابن الأثير / الكامل 5 / 108، ابن الصباغ / الفصول المهمة / 223، المجلسي / البحار 48 / 148.

[34] الشيخ المفيد / الارشاد / 337.

[35] محمدحسن آل ياسين / الامام موسي بن جعفر / 54.

[36] ظ: المجلسي / بحارالأنوار 48 / 129 - 131 باختصار.

[37] ظ: المجلسي / بحارالأنوار 48 / 121 - 122 و انظر مصدره.

[38] المصدر نفسه 48 / 125 و انظر مصدره.

[39] المصدر نفسه 48 / 131 و انظر مصدره.

[40] ظ: المجلسي / بحارالأنوار: 48 / 132.

[41] ظ: المرتضي / الأمالي 1 / 275، ابن شهر آشوب / المناقب 3 / 431، المجلسي / بحارالأنوار 48 / 143 - 144.