بازگشت

قمع التحرك الثوري


و كان سوء الادارة العباسية سياسيا و اجتماعيا و دينيا، و حياة البذخ و السرف و التبذير، و اجراءات القمع الدموي، و العمل بسنن الجبارين، كل ذلك قد أثار مشاعر الأحرار و الأخيار ضد النظام العباسي في عصر الامام (عليه السلام).

فأني تلفت رأيت مظاهر الابتعاد عن الاسلام، و طمس آثار شريعة الرسول الأعظم، و اعادة الخلافة ملكا عقيما، و مسخ المبادي ء الأخلاقية، و تفجر المناخ الاجتماعي بثورة عارمة من العبث و المجون و اباحة الخمور، و منع الناس حقوقهم في بيت المال، و استباحة ذمم الأولياء، و استطالة وعاظ السلاطين، و كبت الحريات العامة، و اشغال الناس بالبعوث في



[ صفحه 178]



جبهات القتال، و تعطيل القرآن و اطفاء السنن، و جعل الخراج دولا بين الظلمة و أعوان الظلمة، و تسخير الناس خدما و وخولا في مرافق الدولة و مصالح الطغاة، كل أولئك الفقرات الضخمة كانت عوامل استياء منتشر لطبقات شعبية و دينية من المجتمع، و كان الجيل الواعي لمشكلات هذه التداعيات ممن يريدون الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و اقامة الفروض، و ممن يحاولون استنقاذ الحقوق الانسانية قد أنكروا تلك البدع و الأضاليل، و حاولوا التغيير قدر المستطاع، و لكن السجون كانت بانتظارهم، و معتقل «المطبق» الرهيب الذي لا يعرف فيه الليل من النهار يزج بالمئات من الشباب المتحفز، و لم يطل الأمر علي هذا الضيم المتوالي، فتوالت الانتفاضات، و بدأ التحرك الثوري المسلح و هو يقدم الشهداء قوافل، و الضحايا زرافات و وحدانا، حتي طفح الكأس بما فيه.

و كان ردة فعل العباسيين كأعتي ما يتصوره الفكر الانساني قمعا و ابادة و تقتيلا، و أسرا و تغريبا و تشريدا، كما سنشاهد هذا من خلال الأحداث الثورية و انعكاساتها السلبية علي الحاكمين.