بازگشت

الامام موسي الكاظم




الشعرعي... و العواطف ضلع

و أمامك الفكر المحلف يخشع



و تمر السنة البيان بليغة

فاذا أتتك ثني الزمام المطلع



ماذا أحدث عنك يابن محمد

و لأنت أسمي... و المكانة أرفع



شرف علي شرف يضمك مجده

و حقيقة تبقي... و ذكر أروع



يستقبل التأريخ منك مواهبا

بالعبقرية تستفيض فيكرع



العالم العلوي فيها ناطق

و الكوكب الأرضي فيها يصدع



فكأن (عيسي) في تراثك عائد

و الشمس قد ردت... و ذاتك (يوشع)



و عصا (ابن عمران) الكليم بكفه

فكأن (موسي) جنب (موسي) يرفع



ما نار (ابراهيم) الا جذوة

خمدت لنور من جبينك يسطع



و عليك من نور النبي صباحة

في المشرقين سناؤها يتشعشع



و من (الامام المرتضي) آثاره

و بنوه تثري... و الأئمة تتبع



سر الشهادة من (حسين) رمزه

ألق بسجنك يستطيل فيلمع



و عصارة (للمجتبي) من سمه

أحشاؤه كحشاك اذ تتقطع



ذرية من بعضها... قد أنجبت

بعضا فمن (كسري) هناك و (تبع)





[ صفحه 260]



يابن النبي المصطفي... و وصيه

حقا... و من في حبه نتذرع...



لله من كيد الزمان و غدره

و من الحساب... و ما به نتوقع



باب الحوائج و الامام المرتجي

في النائبات... و من به نستشفع



موسي بن جعفر... و هي أعظم نسبة

نفحاتها بطيوبه تتضوع



ما مر ذكرك في الرؤي الا هفا

مني الفؤاد... و سال هذا المدمع



فرحا بحبك... فالضمير يشدني

حبلا... و يدفعني الولاء فأدفع



لله أمر باصطفائك انه

رمز الوجود... و سره المستودع



ما سعرت منك الكفاح جوانح

الا و طيفك للطغاة المفزع



حتي انطوي ذاك الضلال، و ما انطوي

الا و قبرك للهداة المفزع



تتعفر الجبهات في أعتابه

وقعا... و تلثمه القلوب فتخشع



و يزين سدته (الجواد) طلاقة

فيهش مكلوم... و يوسر مدقع



نور علي نور... و تلك مشيئة

لله.. أن طاب الجناب الممرع



فكأنه النجم المحلق في السما

يعنو له طرف... و يومي ء اصبع



يتموج الضوء البهي بأفقه

و يفوح مجمره الذكي و يفرع



و تؤمه غر الملائك سجدا

و تحل ساحته الملوك فتركع



يا أيها البطل الموحد أمة

و الليل داج... و الطريق مروع



عاصرت جمهرة الطغاة.. فما وني

عزم.. و لا وهن الجهاد الأروع



تحيا من المحن الصعاب.. و ترتمي

غضبا علي المتجبرين يوزع



و تقيتك الأزمات صلب عقيدة

عصماء.. لا تلوي و لا تتزعزع





[ صفحه 261]



حتي دعاك السجن تعرك قيده

و تعيش وحدته.. و نهجك مهيع



متلفعا بضراوة من بأسه

صلت الجبين... و رب تاو يهطع



قضيت عمرك بالسجون... و انه

مجد بكل كريمة يتلفع



حتي سقيت السم تجرع كأسه

غصصا... و ترتقب الخلاص فتكرع



صبرا علي مضض الحتوف... و انما

طبع الزمان بكل حر مولع



ما قيمة الدنيا اذا هي زينت

بالأمنيات.. و طال دهر ممتع



ابمثل (موسي) تستخف عصابة

و هو الهزبر المستميت المصقع



رجل العقيدة و الهدي بنهاره

و بليله قديسها المتورع



ما مر في خلد... و لا في مسمع

مثل له... و الوتر أني يشفع



يتدفق القرآن في نبراته

و هو الامام العبقري الأورع



دنياه تزخر بالعطاء... و عمره

خصب.. و عمر ذوي الدخائل بلقع



ما مرت (الخمسون) الا توجت

بالطيبات.. و فاض ذاك المنبع



بعلوم آل محمد... و تراثه

و بما يلذ السامعين و يمتع



فكأن روح (محمد) في جنبه

و هدي (علي) في يديه مجمع





[ صفحه 263]