بازگشت

في رحاب الامام موسي بن جعفر


أما القصيدة الثانية للمؤلف في الامام، فعنوانها:



بضريحه أنخ الركابا

و افتح من البركات بابا



(موسي بن جعفر) من أشا

د بكل مكرمة قبابا



هو باب (حطة) للذنو

ب فعنده ازدلفوا اقترابا



من عنده فصل الخطا

ب.. فليس يبلغه خطابا



و به حمي الله (العرا

ق) من المكاره أن يصابا [1] .



و بتلكم الأعتاب فال

تمسوا دعاء مستجابا



و بظلها ادرئوا العقا

ب.. و عندها اطلبوا الثوابا



فبها نجاة اللائذين

حمي، و قربي، و انتجابا



أنزل بساحته المني

و اظفر بأفضلها طلابا



و أقم بحضرته الزكية

مستجيرا أو متابا



هي بقعة قدسية

بالمجد عامرة جنابا



روح الجنان يفوح من

جنباتها أرجا مذابا



و شذا الامامة بالكرا

مة.. ينضح الطيب انسيابا



سبحان ربك... ما أعز

شموخه... صقرا... عقابا



يجتاح كل طريدة

و يبز ناطحة سحابا





[ صفحه 264]



(باب الحوائج) ما أتا

ه - قاصدا - أحد فخابا



رجل الصلابة و الأصا

لة ما استلان و لا استجابا



يتجرع الغصص العظا

م و يصطلي المحن الصعابا



المستميت بحيث كل

الناس تضطرب اضطرابا



حتي اذا ضاق (الرشيد)

به مقاما... و استرابا



أحصي له الأنفاس لو

مر النسيم بها لآبا



و رماه بالحكم الرهي

ب يعيش نفيا... و اغترابا



متنقلا بين السجو

ن كأن فيهن الرغابا



يحيا حياة الشامخي

ن تعض بالقيد الرقابا



و تكبل الأصفاد و ال

أغلال أطرافا غضابا



و يطالها بالعسف و الار

هاب أعصابا صلابا



حتي اذا انقلب الزما

ن... و لا حق الدهر الذئابا



قلبت موازين الحيا

ة و مست الشمس الضبابا



فاذا الطغاة بمأزق

يحتر بالذل العذابا



و لو ارعويت مصيرهم

أثرا... و عودا... و اختطابا



لعلمت أن الله بال

مرصاد... أعجزهم غلابا



حتي تعود ديارهم

قفراء موحشة... يبابا



و ينزل النقمات بالل

عنات تنصب انصبابا



من كان يؤخذ بالحنا

ن.. غدا سيأخذه اغتصابا



حتي يعود كيانه

ظفرا لمنتقم و نابا



و يصب فوق الرأس من

غصص الحميم لظي مذابا





[ صفحه 265]



كالمهل يغلي في البطو

ن.. و حسبه منه شرابا



و المتقون بجنة

فيحاء.. ظلا و انجذابا



تجري بها الأنهار بال

ألبان تنساب انسيابا



و الخمر و العسل المصفي

راق مصطحبا و طابا



و «الحور» في جنباتهم

أدني من القوسين قابا



من «قاصرات الطرف عين»

لا اكتحالا أو خضابا [2] .



و أجل منها... قطفهم

رضوان ربك و الثوابا



هذا هو الحرم الذي

من حوله طوفوا احتسابا



و القبة الزهراء فوق

ضراحه التبر التهابا



و منائر ذهبية

غمرت أشعتها الهضابا



تهدي المضلين السبيل

.. و تستبيح الارتيابا



ما الشمس اذ تبدي السنا

الا كضاربة نقابا



و اذا بدت شهب السما

ء رأيت بينهما حجابا



و تساقط الأمطار يبعث

من لآليها الرطابا



يجلو ملامح ضوئها

كالفجر لطفا و انسكابا



و كأن مثقلة الغيوم..

بجنبها.. خل تصابي



يتعانقان اذا بدا

شبح الأصيل لها اقترابا



فاضرب بطرفك حيث شئت

تري به الصور العذابا



نور (الجواد) و نار «موسي)

حققا العجب العجابا





[ صفحه 266]



و كذاك «أهل البيت» منزلة..

و مجدا... و انتسابا



في كل قلب منهم

جذوات حب لن تشابا



و بكل بيت قبلة

بنت المحاريب الرحابا



و لئن حججنا شطرها

فزنا بأوفرها نصابا



أنا لا أغالي... انما

أزجي علي الدهر العتابا



ألمثل هذين الامامين

الزمان نضا الحرابا؟



(و الكاظمية) روضة

غناء... تحتضن الشعابا



أما النسيم.. فانه

أرج بماء الورد ذابا



و صباحها و مساؤها

يتسابقان بها عرابا



و شبابها و شيوخها

يتباريان بها غلابا



ب «المرتضي» علما، و بالشيخ

«المفيد» لها شهابا



و طلائع الأبرار ممن

شيدو الشم الصلابا



أمناء دين الله هديا

و احتسابا و اكتسابا



الحاملين رسالة الاسلام

و العلم اللبابا



و الاجتهاد علي الجمود

يقود ثورته انقلابا



و الفكر يبرز كالسنا

سيفا... و ينزعه قرابا



أولاء أسرار الحياة

.. و كنز معدنها عيابا



قد توجوا التأريخ

اكليلا و غارا و اعتصابا



و «بآل ياسين» زها

علما و حلما و انتجابا [3] .





[ صفحه 267]



ما فيهم الا النقي

لوجه بارئه أنابا



أخلاقهم زهر الربيع

تكاد ترشفه رضابا



و العلم في نداوتهم

كالبحر تمخره عبابا



و هداة «آل الصدر» تحتضن

العقيدة و الصوابا [4] .



كانوا مع الاسلام

آسادا تحصن منه غابا



و يريك «آل الحيدري»

لكل مسألة جوابا [5] .



عازوا الي الدين الشباب

.. و أفعموا منه الوطابا



و (الخالصي) و ما اصطفت

كفاه.. سيفا أو كتابا [6] .



رجل العراق... و نجله

علم الشريعة و المهابا



و شبيبة رأد الضحي

من دون روعتها انجذابا



و كذلك المجد المؤثل

يبعث الدنيا شبابا



النجف الأشرف

محمدحسين علي الصغير



[ صفحه 269]




پاورقي

[1] قال زكريا بن آدم، و هو من وجود أصحاب الأئمة للامام الرضا: اني أريد الخروج عن أهل بيتي، فقد كثر السفهاء فيهم، فقال الامام الرضا: لا تفعل، فان أهل (قم) يدفع عنهم بك، كما يدفع عن أهل بغداد بأبي الحسن (عليه السلام)، يعني الامام موسي بن جعفر.

[2] قال تعالي: (و عندهم قاصرات الطرف عين) الصافات / 48.

[3] آل ياسين: الأسرة العلمية الشهيرة في الكاظمية، برز منها العلماء الأعلام و المراجع العظام، كان أشهرهم المرجع الأعلي الآية الكبري الشيخ محمدرضا آل ياسين (قدس سره).

[4] أل الصدر: الأسرة الموسوية العريقة في الكاظمية برز منها السيد حسن الصدر صاحب (تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام) و السيد اسماعيل الصدر و السيد محمدباقر الصدر صاحب (فلسفتنا) و (اقتصادنا) و سواهم.

[5] أل الحيدري: من أعرق الأسر العريقة في الكاظمية، برز منهم السيد مهدي الحيدري من قواد الثورة العراقية، و السيد علي نقي و السيد محمد طاهر و السيد محمد الشهير بالخلاني.

[6] الامام الشيخ مهدي الخالصي الكبير قائد الثورة العراقية، و ولده الأكبر الشيخ محمد الخالصي (قدس سره).