بازگشت

مظاهر التنابذ و الخلل السياسي و صراع الأهواء


حفلت حياة الأمة في عصر الكاظم عليه السلام بمظاهر التفرقة السياسية و التشتت الفكري في الابتعاد العقائدي عن أصول التفكير و الحياة السياسية



[ صفحه 38]



الاسلامية، و الانحراف عن واقع التجربة الاسلامية الصحيحة في الحكم و الممارسة السياسية و الاجتماعية و الأخلاقية.

فقد عايش امامنا عليه السلام الفترة الحرجة في انتقال الحكم السياسي من العهد الأموي الي العهد العباسي و ما رافقه من نزاعات سياسية جاهلية أهدرت امكانات الأمة و مواهب أبنائها في اطار صراعات ذاتية جانبية ضيقة و محدودة.

و رغم ما حمله هذا الخلل البنيوي السياسي العميق و ذلك الصراع الذاتي من مصائب و أهوال علي واقع الأمة و حياة المجتمع، فانه أعطي الامام عليه السلام الفرصة المناسبة لاظهار علمه الغزير، و وفر السبل الكفيلة في أن ينزل (هذا العلم) علي أرض الواقع الاجتماعي ليمارس دوره العلمي و التربوي كأروع ما يكون.