بازگشت

اتساع ظاهرة الوضع في الأحاديث الشريفة


برزت، في ذلك العصر، ظاهرة الوضع و الدس في الأحاديث و ذلك لأسباب سياسية مكشوفة، و دوافع طائفية بغيضة قامت بتغذيتها و تنميتها اتجاهات مشبوهة في الواقع لم تكن هذه الظاهرة (ظاهرة الوضع) جديدة علي المجتمع الاسلامي، و ذلك بعد أن لعبت يد الأهواء، منذ عصر الرسول صلي الله عليه وآله و سلم، فأوجدت فئة من الوضاعين المستأكلين بالحديث، ارضاء لميولهم الغرائزية



[ صفحه 42]



و اتجاهاتهم السلطوية السياسية.

و من الغريب أن العلامة الكبير الأميني صاحب (الغدير) أحصي (408 674) حديثا [1] مكذوبا ملفقا أو مقلوبا لجمع قليل من الوضاعين الذين قاربوا هذا العصر - تقريبا - و الغريب أن نشهد تعبيرات [2] من قبيل ما قيل في أحمد بن عمرو أبي بشر الكندي: أنه (أحد الوضاعين الكذابين مع كونه محدثا اماما في السنة و الرد علي المبتدعة) [3] .

و في أحمد بن غالب الباهلي أنه كان (من كبار الزهاد ببغداد كذاب وضاع) [4] .

و في أحمد بن موسي الجرجاني الفرضي أنه (أحد الحفاظ: كذاب) [5] !!! حتي لتجد يحيي بن سعيد القطان يقول: (ما رأيت الصالحين في شي ء أكذب منهم في الحديث) [6] و هنا يعلق المرحوم الأميني بعد درج قائمة من وضاعي الحديث قائلا:

«فمن هنا تري كثيرا من الوضاعين المذكورين بين امام مقتدي، و حافظ شهير، و فقيه حجة، و شيخ في الرواية، و خطيب بارع، و كان فريق منهم يتعمدون الكذب خدمة لمبدأ أو تعظيما لامام أو تأييدا لمذهب، و لذلك كثر الافتعال و وقع التضارب في المثالب و المناقب بين رجال المذاهب، و كان من تقصر يده عن الفرية عن رسول الله صلي الله عليه وآله و سلم بالحديث عنه فانه يبهت الناس باختلاق أطياف حول المذاهب و رجالاتها».



[ صفحه 43]




پاورقي

[1] الغدير، (ج: 5، ص: 290).

[2] الشيخ: محمد علي التسخيري، مؤتمر الصادق (ع)، (ص: 282). م. س.

[3] الغدير، 5 / 216.

[4] الغدير، 5 / 216.

[5] م. س، 5 / 216.

[6] م. س. 5 / 217.