بازگشت

العنوان الروحي و المعنوي


عاشت أمتنا الاسلامية - كما أسلفنا - جو الاسترخاء و السكون، و قامت أنظمتها القيادية الحاكمة برفع راية الدعوة الي هذه السياسة (سياسة التعب و الترف) عبر أجهزتها الاعلامية الرسمية، ضمن خطة منظمة و عمل مدروس أرادت، من خلاله، تغيير المعالم الباقية من الصورة النقية و الناصعة للواقع الرسالي الاسلامي [1] ، و تركيز مفاهيم و مضامين اعتقادية و فكرية جديدة علي مقاس و حجم أهواء و مصالح السلطات القائمة.



[ صفحه 48]



و قد ظهرت أبعاد و نتائج تلك الممارسات علي المستوي الروحي و المعنوي، في انشداد الناس، نفسيا و ذهنيا، الي الأثقال الأرضية و الملذات الدنيوية علي حساب انطفاء الشعور الملتهب بالقيم و الأصول الأخلاقية الرفيعة، و الاحساس العميق بالارتباط بيوم المعاد كمبدأ توازني دقيق - اذا صح التعبير - بين الأولي و الآخرة.

و قد كان للامام موسي عليه السلام دور أساسي في تنمية مشاعر الناس و احساسهم العالي بوجودهم المسؤول علي المستوي الروحي، من خلال توعيتهم بضرورة رفع درجة احساسهم بالله تعالي الي مستوي العمل و السلوك و الممارسة اليومية الواعية، و تركيزه العميق علي دور الدعاء و العبادة في انماء شخصية الانسان المسلم، في تحقيق التوازن العملي بين دنياه و أخراه.


پاورقي

[1] وجع الحرية، (ص: 93) م. س، مخطوط.