بازگشت

تأملات حول الواقع الحضاري الاسلامي الراهن (تحديات الواقع و آفاق المستقبل)


تعرضنا في بداية هذا الكتاب، و بشي ء من التفصيل، لجملة الظروف و التغيرات السياسية و الاجتماعية و الحضارية العامة التي عاصرها الامام موسي الكاظم عليه السلام، و تمكن في خلالها، مع شيعته و تلامذته و أصحابه، من ممارسة دور حضاري نموذجي في مواجهتها و التصدي لها، و بالتالي الدفاع عن منظومة القيم و التشريعات الحضارية الاسلامية.

و يبدو لنا أن تلك الظروف و الأوضاع لا تزال تفعل فعلها في تمزيق و تشتيت الأمة روحيا و مفاهيميا، متلبسة قوالب و اطارات جديدة في ذات الاتجاه و ضمن الجوهر و المحتوي نفسه.

فنحن نواجه، في لحظتنا الراهنة، حضارة عملاقة غالبة و قاهرة هي الحضارة الغربية بكل ما فيها من منظومات تفكيرية و أنساق معرفية، تريد اظهار جدارتها (استعلائيتها) علي النماذج الحضارية المستضعفة الأخري.

في هذا السياق نتساءل: كيف يمكن لمجتمعاتنا العربية و الاسلامية أن تستنهض ذاتها في ظل الخلافات السياسية و الأزمات الاجتماعية و الثقافية القهرية السائدة التي تحكم العالم من خلال ما اصطلح علي تسميته «بالنظام العالمي الجديد»؟!.



[ صفحه 61]



ما هو الدور الهام الذي يجب أن تضطلع به ثقافتنا الاسلامية في مواجهة أزمة القيم الحادة التي بدأت تنشر روائحها عبر أنظمة الاعلام و شبكات الاتصالات الحديثة التي تحاول - و قد نجحت الي حد ما في محاولتها هذه - تعميم نظام قيم غربي (عصري) يتخذ من غرائز الانسان و شهواته الدنيئة هدفا له في حجم الحياة كلها؟!.

في الواقع قدم الغرب [1] ، في هيئته الجديدة، الي البشرية رؤية و نظرة كونية جديدة للعالم، و نمطا للحياة حديثا، و لقد ظهر ذلك علي هيئة مذاهب و تيارات فلسفية و اجتماعية و اقتصادية كالليبرالية و الاشتراكية.

لقد حفلت ظروف الغرب و أحواله خلال الفترة الممتدة من القرن السادس عشر حتي الثامن عشر [2] بالكثير من الصور و التغيرات و المشاهد التي تستحق الوقوف عندها و التأمل بها و دراسة بعض مواقعها التاريخية:

1- تم التخلص من قيود الكنيسة الدينية و تسلطها الأرعن علي حياة الناس الاجتماعية، و بنتيجة ذلك بويع العقل الانساني كمصدر وحيد لتشخيص المعرفة و القيمة و الحقيقة.

2- حل العلم التجريبي محل الدين في أذهان الناس، و بات هو الأساس في تفكيرهم و حل مشاكلهم المادية و حتي النفسية، فأصبحت اللذة و الترف المادي مصدر السعادة و المني للانسان و هدفه الأساسي في هذه الحياة.

3- و كنتيجة طبيعية لذلك، أصبح الله تعالي فكرة مجردة و خالية من أي معني في أذهان الناس و حياتهم، و أصبح التمتع بالملذات الحسية و الثروات



[ صفحه 62]



المادية، من أقصاها الي أقصاها، أهم حافز و باعث للنشاط البشري.

لقد وصل الانسان الي درجة من الاعتقاد هي أنه، و بفضل جهده و اعتماده المطلق علي علقه، يستطيع أن يبني جنة أرضية فيها ما لذ طاب من الرفاه و المتع و اللذات، و من الطبيعي أن تقدم، في مثل هذه الأجواء النفسية و المادية، الاحتياجات المادية علي غيرها، و أن تكون هي الأصل و غيرها الفرع، و بتعبير أدق: أن تصبح رغبات الانسان أساس الأفكار و الأخلاق و القيم في الغرب الحديث.

في مثل هذا المناخ نشأت فكرة الليبرالية الغربية حيث أتاحت الظروف المادية الجديدة بروز علاقات اجتماعية حديثة كان من أمرها - علي حد تعبير أحد الباحثين الغربيين - انتاج فلسفة جديدة أخذت علي نفسها مهمة تحسين الدنيا الجديدة، و كانت الليبرالية هي تلك الفلسفة [3] ، التي تحاول الآن - جاهدة - أن يكون لها واقع حضاري فكري و سياسي عالمي يفرض نفسه بقوة علي المجتمعات الاسلامية في سياستها و ثقافتها و اقتصادها و اعلامها، بما يتعارض - كليا و جوهريا - مع الأصول و المباني الاعتقادية و الفكرية و القيمية الاسلامية.

ان هذا التعارض و التضاد القائم ليس مشكلة بحد ذاته، لكن هناك مجموعة عناصر و عوامل جانبية تعمل علي اذكاء الصراع، و تصعيد التضاد، نشير اليها كما يلي:

العامل الأول: يتمتع العالم الغربي بنظام فكري و سياسي عريق و مستحكم البني و العلائق - كما ذكرنا سابقا - اكتسبها عبر ممارسة تجريبية دقيقة امتدت قرونا طويلة، و تم عرضها و نقدها و اظهارها و اختبارها - بجوانبها المختلفة - من قبل مئات العلماء و المفكرين.

العامل الثاني: يعرض النظام الفكري و القيمي السياسي الغربي بطريقة يساير، من خلالها، الرغبات الأولية للبشر، أي الميول التي تجعل الانسان



[ صفحه 63]



يدافع عنها و يسعي الي تحقيقها بكل قوة و عزيمة، و بخاصة ميل الانسان بطبعه الذاتي نحو «الحرية» التي يزعم الغرب أنها أساس نظامه السياسي و الفكري، و ما لها من هالة و سحر مقدسين عند أي انسان.

و بمقابل ذلك نجد أن الفكر الاسلامي يدعو الناس الي اقامة نظام أساسه الأخلاق و الفضائل التي يحصلها الانسان بالمجاهدة و المثابرة و الكدح الارتقائي نحو الله.

بناء علي ذلك، فان ما يقترحه الغرب - صاحب القوة الاقتصادية و السياسية و العسكرية و الاعلامية الطاغية - يماشي رغبات و أماني و طموحات البشر الأولي، و هنا تكمن الأزمة حيث اننا ندعو الي قيمنا و نظامنا الأخلاقي العام - الذي يقوم علي الزهد و ضبط النفس و تقوية الملكات الروحية و الأخلاقية عن طريق الجهاد الأكبر (جهاد النفس) - في ظل أجواء التحلل من الأخلاق و المبادي ء و الأصول العامة، يمتلك فيها (في تلك الأجواء) عدونا القدرة علي السيطرة و التحكم بميزان القوي في كل الأحوال [4] ، الأمر الذي جعلنا نعيش، حضاريا و انسانيا، علي هامش الحضارة الغربية التي تريد تعميم ذاتها الحضارية علي الشعوب المقهورة و المستضعفة كلها لتمارس، من خلال ذلك، غريزتها «القديمة - الجديدة و هي غريزة السيطرة و الاستحواذ التي تمظهرت منذ عصر الاكتشافات الكبري في عهد البرتغال و الاسبان، و الآن تتمظهر مرة أخري، بلباس جديد، في الامبريالية العالمية بشعاراتها الخادعة و المزيفة (رسالة الرجل الأبيض) التي دمرت [5] كل الانجازات الثمينة للفكر الانساني و للروح الانسانية و للذوق الانساني، و حتي للبيئة و الطبيعة الأرضية [6] من خلال



[ صفحه 64]



حروبها [7] و جرائمها البشعة التي كشفت عن حقيقة تلك الشعارات و تلك القاعدة التي ترتكز عليها مصالح الغرب و شعاراتها الحضارية و الأخلاقية النفعية.

نعم، ان الغرب استعماري و حاقد [8] و لا يفهم بغير لغة المصلحة و المنفعة المادية، و لا مكان للأخلاق و القيم في قاموسه السياسي و الفكري، لكن المشكلة، بالدرجة الأولي، ليست في الغرب، بل عندنا نحن، لماذا؟! لأننا نحن الذين سمحنا، من خلال عقدة النقص في داخل ذاتنا و نسيجنا الحضاري الراهن، أن يمتد الغرب في كل أوضاعنا و مواقفنا.

صحيح أنه (الغرب) يمتلك امكانات و طاقات هائلة، لكنني لا أفهم أن نسمح لهم و نمضي علي أوراقهم (في سياستنا و اقتصادنا) في أن يفرضوا ارادتهم علي ارادتنا، أن يقهروا وجودنا و يستغلوا ثرواتنا و ينهبوا خيراتنا.



[ صفحه 65]



نحن قد نفهم أن مصالح الغرب تقضي ببناء و تشييد استثمارات اعمارية و انشائية مختلفة في بلداننا (فنادق خمس نجوم) لكنني لا يمكن أن أفهم، و لا أوافق أبدا، أن يتحمل المجتمع كل المظاهر السلبية التي تترتب علي هذا العمل، لأنهم يريدون أن يجعلوا، من تلك الفنادق و الاستراحات، محطات لهو و ترف لهم. الغرب يلغي لهونا الخاص الذي يعبر عن فكرنا، يلغي موسيقانا الخاصة و أناشيدنا و شعرنا و حتي ألعاب أطفالنا، و يريد تقديم نموذجه لنا، و ليس ذلك أن نكون مثل الغربيين و انما من أجل أن نكون أداة لاستمتاعهم أو لاستثمارهم [9] ، انهم يعممون نموذجهم الذي يلغي الآخر و لا يسمحون للآخر أن ينمو و يمتد من خلال ايجابيات نموذجهم بنفسه، بمقدار ما يدفعون الآخر الي الضمور من خلال سلبيات نموذجهم، و الآن يقوم هذا الغرب، مع بعض (ممثليه؟!) [10] في منطقتنا العربية و الاسلامية، بالتسويق لنغمة «قديمة - جديدة» تقول بأنه لايمكن اللحاق بركب التقدم الغربي الا بالمحاكاة و التماهي، سواء في الحياة السياسية أو الاجتماعية أو الفكرية،. و نحن نري أن اصرار الغرب علي ضرورة محاكاته (دون التماثل معه و عدم الانسياق خلفه في كل شي ء) يعني أن نقلده و نبقي في حاجة ماسة له، لأنه لا يريدنا أن نحقق استقلالنا طالما أن التماثل يعني الاستقلالية، و المحاكاة تفرض التبعية و الاستلحاق، و السؤال المطروح، في ظل نمو مشاريع السيطرة الاقتصادية و السياسية [مشروع التسوية (السلام المنتظر) و سوق الشرق الأوسط و المتوسط، و ما الي ذلك] [11] .



[ صفحه 66]



هو، كيف نحتفظ بذاتنا الحضارية و نستعيد و نطور حقيقتنا الخاصة التي تجعلنا متماثلين و نديين - اذا صح التعبير - في سلوكنا و وعينا للآخر، في علاقات المجتمع في أنظمته السياسية و علاقاته الاقتصادية؟!.

انه سؤال اشكالي مركب و ليس بسيطا، نواجهه جميعا كمثقفين و نخبة واعية و ملتزمة، تحتاج، فيما تحتاج، الي مراجعة ذاتها، و تغيير كثير من حساباتها الفكرية و العملية، خاصة و أننا نعيش حالة ضياع و غربة كاملة لأننا خسرنا المشروع التحديثي برمته و بكل مواقعه و تفاصيله، و أفلسنا فيه بالكامل [12] ، في الحقيقة نريد أن نؤكد، بداية علي أننا كمسلمين، أصحاب مشروع و أطروحة ربانية، نتطلع الي ممارسة دور حضاري فاعل في الحياة الانسانية المعاصرة، في أن نكون منفتحين علي الآخر لا لافتراسه أو لاستغلاله و انما للتكامل به و معه، أن نحافظ علي هذا و في الوقت نفسه نعمل علي تطوير نموذجنا الخاص في الاجتماع و الاقتصاد و السياسة في ذاتنا و في العلاقة مع الآخرين، حتي مع هؤلاء الذين يحملون هذه النزعة أو الطبيعة الافتراسية الفاوستية.

نحن لم (و لن) نسعي - حسب و عينا لحركة الاسلام الروحي و المفاهيمي - الي الاستحواذ علي الآخر و الغائه، بل الي الانفتاح عليه و التعاون معه و احترام خصوصيته الحضارية، و الشاهد الحي علي ذلك هو بقاء اليهودية و كذلك المسيحية و ازدهارها في ديارنا الاسلامية، في مقابل أن الغرب التاريخي



[ صفحه 67]



المعاصر ينظر الي الاسلام نظرة الشك و الريبة و العداء، و يمارس ضده حربا سياسية و اعلامية لا هوادة فيها، ينزع فيها الي ارادة الاستحواذ و غريزة السيطرة و ليس الي ارادة المشاركة و المساهمة و التعاون.

اننا و من خلال مراقبتنا و ملاحظتنا لواقع الحال العربي و الاسلامي و العالمي، نقترح - في اطار حركية الصراع و اللقاء بين الاسلام و الغرب كواقع قائم و أفق يستشرف بعض معالم مستقبل الحوار لا الصراع - نقترح بعض المبادي ء العامة لاجراء أي حوار لا حق بين الاسلام و الغرب، مع تشكيكنا - مسبقا - حدوث أي حوار صادق معه [13] .


پاورقي

[1] الغرب: مفهوم يشير الي فضاء جغرافي مشحون بدلالة حضارية تستند الي التراث الاغريقي الروماني المسيحي ثم تراث النهضة الأوروبية و مختلف مكتسبات الحضارة التي تولدت في قلب الحضارة الأوروبية منذ عدة قرون، ثم شملت بعد ذلك قارات أخري تغربت بفعل تاريخ قسري اكراهي، تمثل في الهيمنة الامبرايالية بمختلف النتائج التي ترتبت عليه.

[2] أي من عصر النهضة حتي الثورة الفرنسية.

[3] Harold J.Lski, The Rise Of European Liberalism, (P:13 - 14).

[4] خصوصا و أن واقع الاتصالات العالمي الراهن (و المستقبلي)، الذي يمسكه الغرب بقوة، يزيل كل الحدود و يلغي كافة الحواجز، بحيث أنك اذا استطعت - من حيث المبدأ - أن تراقب الانسان و تمنعه من التعامل مع وسائل الاعلام حاليا (من تحفظنا الشديد علي سياسة المنع هذه) فان ذلك لن يحصل في المستقبل القريب أبدا.

[5] أي التدمير الشامل لحضارات الأنكا و الأزتيك، و قد حصل الشي ء عينه بالنسبة الينا نحن في العالم الاسلامي، و بالنسبة الي شبه القارة الهندية.

[6] أصبحت قضية التلوث البيئي من أخطر الكوارث التي تتهدد وجود الانسان و الحياة علي الأرض، و عند الفحص و التدقيق نجد أن المسؤولية الكبري عن هذا الوضع البيئي الخطير و المأساوي تقع علي عاتق العالم الصناعي الغربي، و علي هؤلاء الذين يمثلون الحضارة الغربية، لقد أنتج هؤلاء حضارة كبيرة من الدبوس الي الأقمار الاصطناعية و المركبات الفضائية المسافرة الي المشتري و المريخ و غيرهما، حضارة غالية الثمن وضعت تحت تصرف الذين يتمكنون من الاستمتاع بها فقط و شراء منتجاتها، فكانت المحصلة أن 5 / 4 البشرية يدفعون ثمن انجاز حضاري مادي لا يستطيعون شراءه أو التمتع به،. بينما خمس البشرية علي الأكثر يستمتعون بكل المنتجات لمجرد أنهم يستطيعون شراءها.

[7] نعطي مثلا قريبا جدا عن عقلية هذه الحضارة و هي تشن الحروب و تنشر الدمار و الخراب و الخوف و الرعب حفاظا علي مصالحها، أعني به حرب الخليج الثانية، التي شنها الغرب للسيطرة علي منابع الطاقة النفطية و الغازية في الخليج، في الوقت الذي نلاحظ أن شعوبا بكاملها تفتقر الي أبسط كمية من الطاقة لتشغيل معمل أو تسيير باخرة، بينما نجد بعض الدول الغربية تنفق مقادير ضخمة من النفط لتدفئة أحواض السباحة في بلاد باردة لمجرد الاستمتاع بالسباحة في أحواض دافئة، في حين أن ملايين البشر يموتون بردا لأنهم لا يجدون ما يتدفأون به أو يموتون جوعا لأنهم لا يجدون وسيلة نقل تنقل الطعام من مكان الوفرة الي مكان الحاجة، هذه هي بعض ملامح هذه الحضارة التي تزعم أنها عالمية، أو تريد أن تجعل نفسها أساسا لنظام العالم.

[8] أعني به الادارات السياسية الغربية.

[9] العلامة الشيخ: محمد مهدي شمس الدين، مقدمة كتاب: «الحضارة و النظام العالمي، أصول العالمية في حضارتي الاسلام و الغرب»، للدكتور: علي الشامي، صحيفة السفير: 20 / 1 / 1994.

[10] أقصد به ذلك الحشد الهائل من الشخصيات السياسية و الاقتصادية و الأمنية التابعة لأنظمتنا العربية و الاسلامية ممن تربوا في أحضان أصحاب المؤامرات و الدسائس الدولية، و عاشوا أجواء المخابرات المركزية الأمريكية و تربوا سياسيا من خلال تربية الغرب لهم و رعايته لهم و تحمله مسؤولية و صولهم الي هذا الموقع أو ذاك، أي هناك أنظمة تسيطر علي شعوبنا تمارس دور الحرس الاحتياطي للسياسات الغربية و الأمريكية بالذات.

[11] تهدف هذه المشاريع كاملة الي تكريس واقع الهزيمة و الهيمنة و الانكسار في عالمنا الثالث،. في أن يستورد و يستهلك حضارة و منجزات الآخر، و باختصار شديد: دفن أي أمل بامكانية نشوء مشروع نهضة عربية و اسلامية.

[12] حيث اننا نجحنا، خاصة علي صعيد أنظمتنا الحاكمة، في شكل و اطار التحديث، أي ربما نجح السياسيون، بهيئاتهم المختلفة، في أن ينقلوا لنا فنادق خمس نجوم، و شوارع معبدة، و أبنية جامعية و مدرسية حديثه، و مختبرات و منشآت و اعمارات مختلفة - اذا صح التعبير - ولكنهم فشلوا ذريعا في تكييف روحنا و ثقافتنا مع ما يلائمنا،. بل علي العكس لقد حاربوها و لا حقوها و صادروا كلمتها و موقفها، كما و حاولوا المجي ء بنسخة و جعلنا صورة سيئة (مشوهة) عنها، و قد فشلنا و الفشل يمتد الي كل مواقع المسلمين.

[13] لأن الغرب يقود ضد العالم الاسلامي حرب مصالح و مكاسب مادية لا حوار حضارات، أي مسألة المصالح الغربية التي تعيش الصراع مع مصالح العالم الثالث، انها حرب مصالح حقيقية. ان العالم الثالث، بما فيه العالم الاسلامي، يعمل علي أن يملك حريته السياسية و امكانات تطوير موارده الاقتصادية، و الحصول علي استقلاله الاقتصادي و الأمني، لكن الغرب لا يوافق علي ذلك. انه يريد أن يبقي أمن العالم الثالث علي هامش أمنه، و سياسته علي هامش سياسته، و اقتصاده علي هامش اقتصاده.