بازگشت

في عهد المهدي


بقي الامام الكاظم طيلة حكم الخليفة المهدي تحت الرقابة الصارمة، من قبل أجهزة النظام الحاكم، و قد قام باستدعائه عليه السلام الي بغداد أكثر من مرة [1] و هو حاقد عليه، فحبسه و أساء معاملته ثم قام باطلاق سراحه لرؤية رآها [2] ، جاء في تذكرة الخواص لابن الجوزي: أن أهل الشعر قالوا: لقد كان مقام موسي بن جعفر بالمدينة فاستدعاه المهدي الي بغداد و حبسه بها ثم رده الي المدينة لطيف رآه.

و مضي يقول: و روي الخطيب في تاريخ بغداد عن الفضل بن الربيع عن أبيه أنه قال: لما حبس المهدي موسي بن جعفر رأي، في بعض الليالي، علي بن أبي طالب عليه السلام في نومه، فقال له: يا محمد (فهل عسيتم ان توليتم أن تفسدوا في الأرض و تقطعوا أرحامكم)، [محمد: 22] قال الربيع: فأرسل الي المهدي ليلا فراعني ذلك مجيئه، و اذا هو يقرأ الآية، و كان أحسن الناس صوتا، فقال لي: علي بموسي بن جعفر، فلما جئته به قام اليه و عانقه و أجلسه الي جانبه و قال: يا أباالحسن رأيت الساعة اميرالمؤمنين و هو يقرأ علي هذه الآية، أفتؤمنني أن لا تخرج علي و لا علي أحد من ولدي، فقال: و الله ما فعلت ذلك أبدا و لا هو من شيمتي، فقال: صدقت، ثم قال: يا ربيع أعطه ثلاثة آلاف دينار ورده الي أهله، قال الربيع: فأحكمت أمره ليلا فما أصبح الا و هو في الطريق الي المدينة مخافة العوائق.



[ صفحه 89]




پاورقي

[1] راجع كتاب الكافي للكيني، و سيرة الأئمة الاثني عشر (ج: 2، ص: 329)، م. س.

[2] لاحظ الخوف و الرعب النفسي من وهج الحق الذي كان يضي ء حياة أئمتنا (ع)، الخوف و الخشية الفطرية - اذا صح التعبير - الموجودة في كينونة أي انسان، انها نقطة الضعف التي تترصد الفرصة السانحة لتظهر، لأن الحاكم كان يدرك أنه علي باطل و أن الامام علي حق، فخاف من مجرد رؤيا رآها في نومه، فحاول من بعدها أن يثبت حسن نواياه تجاه الامام عليه السلام باطلاق سراحه.