بازگشت

السبب الرئيسي لاعتقال الامام


عندما خطط هارون لجعل ولاية العهد و خلافة الدولة وراثية لولده الأمين و من ثم المأمون، و من بعدهما للمؤتمن، كان يفكر، بينه و بين أعوانه، عن أهم العقبات التي يمكن أن تظهر في وجه تحقيق هذه الرغبة، و تساءل عن المانع من تنفيذ تلك الخطة، و يبدو أنه لم يطل في تفكيره طويلا حتي قادته شهوة السيطرة و الملك الي اعتبار [1] الامام موسي بن جعفر عليه السلام هو المانع، فأعطي أمرا باعتقاله فور وصوله الي المدينة، و قد كان يحيي البرمكي قال لبعضهم: أعتقد أن الخليفة سيأمر، خلال اليوم و الغد، باعتقال موسي بن جعفر، قال: كيف؟ قال: كنت في رفقته عندما ذهبنا لزيارة الرسول في مسجد النبي، و عندما سلم



[ صفحه 95]



علي النبي بقوله: السلام عليك يا ابن العم يا رسول الله، قال: «أعتذر اليك [2] فأنا مضطر لتوقيف ابنك موسي بن جعفر، فان المصالح تقتضي ذلك، و ان لم أفعل تكن فتنة في بلادي، فلمنع هذه الفتنة، و لأجل مصالح البلاد العليا [3] ، اضطر للقيام بهذا العمل، يا رسول الله أعتذر اليك» [4] .


پاورقي

[1] وصل الي هذا الرأي بالتعاون مع أركان حكومته و علمائه و ذوي المراكز الحساسة لديه، الذين دعاهم من كل أنحاء البلاد الاسلامية لأخذ البيعة لأولاده من بعده، فأوغروا صدر هارون بالوشايات ضد الامام عليه السلام، و يذكر التاريخ أنه قد وفد الي هارون، محمد بن اسماعيل، قائلا له: خليفتان في عصر واحد، عمي موسي بن جعفر بالحجاز و الرشيد في بغداد، و كانت الصور المخيفة تتراكم منه في نفسه حتي تبلغ ذروتها في بعض المواقف الحساسة التي كانت تزيد من غضب و حقد هارون علي الامام عليه السلام، و منها حادثة قبر النبي صلي الله عليه وآله و سلم، التي ذكرناها سابقا، و التي صمم هارون، بعدها، علي التخلص النهائي من الكاظم (ع) كما يدعي الرواة. [راجع تاريخ المسعودي، (ج: 2)].

[2] نلاحظ هنا أن هارون يعتذر، و كأنه يستطيع أن يكذب علي الله تعالي و النبي (ص)؟!.

[3] لا تزال هذه النغمة (الذريعة) سائدة حتي أيامنا الحالية في أوساط الحكام و القيادات في بلادنا العربية و الاسلامية، التي تتذرع دائما بالمصلحة العليا للبلد من أجل تحقيق مصالحها الخاصة في الرئاسة و الحكم و البقاء علي رأس السلطة و الوقوف في وجه كل من تسول له نفسه حتي في مجرد التفكير برفض الواقع القائم بوعيه و قلبه.

[4] راجع: ارشاد الشيخ المفيد، و تاريخ المسعودي (ج: 2)، و سيرة الأئمة، للشهيد مطهري (ص: 145).