بازگشت

خصاله النفسية العالية


درس الباحثون و كتاب التاريخ و التراجم سيرة و حياة أئمة أهل البيت عليهم السلام و أوسعوها شرحا و تحليلا و استعراضا لخصائصهم النفسية و قيمهم الخلقية العالية، ولكنها قلة تلك البحوث التي تناولت درس حياة الامام الكاظم و عرض خصاله و فضائله الأخلاقية الرفيعة، من علم و أدب و كرم و تضحية و ايثار و مروءة و شجاعة و محبة، شكلت تراثا نفسيا و سلوكيا عاما تميزت بها شخصية الكاظم عليه السلام كانسان عاش و استشهد مدافعا عن القيم الاسلامية النقية و الطاهرة التي عاشها في عمق وعيه و عاطفته و سلوكه المتميز.

لذلك سنحاول، خلال هذا البحث، اعطاء لمحات من العناصر النفسية الخاصة بامامنا عليه السلام في مجال الممارسة الاجتماعية الراقية.

اتفق الباحثون [1] في مجال التاريخ الاسلامي أنه عليه السلام كان أعبد أهل



[ صفحه 132]



زمانه و أزهدهم في الدنيا حيث شهدت له ألقابه بعبادته، فمن زين المجتهدين الي العبد الصالح و النفس الزكية، و الصابر، و الكاظم [2] ، الي غير ذلك من الألقاب المشيرة الي صفاته المقدسة، و عبادته المتواصلة حتي أنه كان يصلي نوافل الليل اذا دخل ثلثه الأخير، و يستمر في الصلاة الي طلوع الفجر، فاذا جاء وقت صلاة الصبح صلاها ثم يشرع في الدعاء و البكاء من خشية الله حتي تخضل لحيته بالدموع و يغشي عليه أحيانا لخشوعه و بكائه [3] .

و ننقل هنا بعض مناقبه و فضائله الكثيرة:


پاورقي

[1] يراجع بهذا المضمون: المحجة البيضاء للفيض الكاشاني (ج: 4، ص: 266) و ما بعدها، و الفصول المهمة، و مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب، و كشف الغمة، و بحارالأنوار (ج: 6، ص: 66) و ما بعدها، الخ.

[2] سمي كذلك لأنه كظم الغيظ و صبر علي ما أحيط به من البلاء، و في رواية ابن الجوزي في تذكرته أنه سمي الكاظم لأنه كان اذا بلغه عن أحد سوء بعث اليه بمال يغنيه.

[3] الارشاد للشيخ المفيد (ص: 277).