بازگشت

سمو أخلاقه وسعة صدره


يروي الرواة عنه أن رجلا من ولد عمر بن الخطاب كان بالمدينة يؤذيه، و يشتم عليا عليه السلام فقال له بعض حاشيته: دعنا نقتل هذا الفاجر، فنهاهم عن ذلك أشد النهي و زجرهم أشد الزجر، و سأل عن العمري في بعض الأيام فقيل له: انه يزرع بناحية من نواحي المدينة، فركب اليه في مزرعته فوجده فيها فدخل المزرعة بحماره، فصاح به العمري: لا تطأ زرعنا فاستمر في طريقه حتي انتهي اليه فنزل و جلس عنده و جعل يضاحكه، ثم قال له: كم غرمت في زرعك هذا؟ قال: مائة دينار، قال: فكم ترجو أن تصيب منه؟ قال: انا لا نعلم الغيب، فقال له الامام: انما قلت لك كم ترجو أن يجيئك منه، قال: أرجو أن يجيئني مائتا دينار فأعطاه ثلاثمائة دينار، و قال: هذا زرعك علي حاله، فقام العمري و قبل رأسه و انصرف، فذهب الامام الي المسجد فوجد العمري جالسا فلما نظر اليه قال: «الله أعلم حيث يجعل رسالته»، فوثب أصحابه و قالو له: ما قصتك لقد



[ صفحه 133]



كنت تقول خلاف هذا، فخاصمهم و شاتمهم و جعل يدعو لأبي الحسن موسي بن جعفر عليه السلام كلما دخل و خرج، و قال أبوالحسن لحاشيته الذين أرادوا قتل العمري:أيما كان خيرا ما أردتم أو ما أردت أو ما أردت أن أصلح أمره بهذا المقدار [1] .


پاورقي

[1] الارشاد للشيخ المفيد، (ص: 278).