بازگشت

عبادته و تقواه


كان الامام الكاظم عليه السلام كثير الصلاة و التهجد و المواظبة علي الطاعات و العبادات [1] يبيت الليل ساجدا و قائما، و يقطع النهار متصدقا و صائما، حتي أن كثيرا من حوادث اعتقاله تمت و هو يؤدي طاعة أو عبادة. مرة أصدر هارون أمره باعتقال الكاظم عليه السلام فذهب جلادوه الي الامام عليه السلام فصادف أن الامام عليه السلام لم يكن في المنزل، أين كان؟ كان في مسجد النبي صلي الله عليه وآله و سلم، حيث كان عليه السلام مشتغلا بالصلاة فلم يمهلوه حتي يتم صلاته بل أخذوه و هو في الصلاة، و جروه جرا من مسجد النبي صلي الله عليه وآله و سلم، فنظر عليه السلام الي قبر الرسول صلي الله عليه وآله و سلم و قال: «السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا جداه انظر الي أمتك ماذا تفعل بأبنائك؟» [2] .

- قالت أخت السندي: و قد سجن الامام عليه السلام في بيت أخيها - كان اذا صلي العتمة حمد الله و مجده و دعاه، فلم يزل كذلك حتي يزول الليل، فاذا زال اليل قام يصلي حتي الصبح، ثم يذكر قليلا حتي تطلع الشمس، ثم يقعد



[ صفحه 135]



الي ارتفاع الضحي، ثم يتهيا و يستاك و يأكل، ثم يرقد الي قبل الزوال، ثم يتوضأ و يصلي العصر، ثم يذكر في القبلة حتي يصلي المغرب، ثم يصلي ما بين المغرب و العتمة فكان هذا دأبه.

و كانت أخت السندي اذا نظرت اليه قالت: خاب قوم تعرضوا لهذا الرجل [3] .



[ صفحه 136]




پاورقي

[1] ابن طلحة، مطالب السؤول (ص: 83)، نقلا عن المحجة البيضاء للفيض الكاشاني (ج: 4، ص: 266).

[2] تاريخ بغداد 13 / 31.

[3] م. س.