بازگشت

المقدمة


بسم الله الرحمن الرحيم

الكتابة عن سيرة الأئمة الأطهار عليهم السلام من أهم و أخطر المسائل التي تبحث و يكتب فيها.

تظهر الخطورة فيها حالة وجود توجه معين أو ميل خاص يرغب الكاتب أن يسقطه علي السيرة.

في حين يجب أن تعرض سيرة الامام المعصوم كما هي، و اعتبار كل قول أو فعل أو موقف اتخذه الامام سنة للمسلم تهدي الي سواء السبيل.

كما يجب تحري الصحيح من هذه السيرة لأن بعض كتب التاريخ و أحوال الرجال في الماضي قد تلاعبت بها أيدي الكتاب و المؤرخين خصوصا في حياة الأئمة الأطهار و تناقضت بشكل صريح مع العصمة و الطهارة و التي فضلهم الله بها حيث أذهب الرجس عنهم و طهرهم تطهيرا.



[ صفحه 12]



و تحري الصحيح من السيرة و الكتابة عنها تحليلا أو سردا بشكل موضوعي يرفعان جانب الخطورة من الاجحاف بحق المعصوم أو محاولة تحميل سيرته ما لا تحتمل.

و أما جانب الأهمية فانا نسلم أن الله جعل الأئمة الأطهار عليهم السلام سادة و قادة للعباد يسيرون بهم الي الله.

و هم نور الله الذي يهدي به الخلق الي الحقيقة و هم كسفينة نوح تنجي من مخاطر الانزلاق، و أمواج الفتن و تيارات الحياة المضلة، من ركبها نجا و من تخلف عنها غرق و هوي.

و لما كانوا كذلك: وجب أن يستنير المسلم بهداهم، و يعرف سيرتهم، و يستضي ء بأنورا سلوكهم حتي يكونوا القدوة و المثل له في الحياة.

و مع محاولات تغييب معالم شخصية المسلم، و طمس تأثير الوحي من حياة المسلمين بفعل التدافع الفكري و الحضاري في هذا الزمان و محاولات التشكيك أو الايهام في جداوئية الرسالة لهذا اليوم و قابلية الشريعة لهذا العصر، و اشاعة الشبهات في عصمة حاملها و من أوحي له بها صلي الله عليه و اله و سلم. يكون لزاما علينا أن نبين معالم الدين السمحة بذكر سيرة المعصومين الذين هم تجسيد واقعي وحي لتعاليم الرسالة.. و الرسول.

و مع عدم وجود ما يكفي من الكتب حول سيرة بعض المعصومين أو الجهل بسيرة بعضهم. و غياب سيرة معالم شخصية بعضهم عن أذهان المسلم كان لزاما الكشف الموضوعي عن هذه



[ صفحه 13]



السيرة الناصعة. و محاولات دراستها و فهمها.. و تقريبها الي الأذهان.

ان الأئمة الأطهار عليهم السلام بعد الحسين بن علي عليه السلام عاشوا ظروفا صعبة و ذلك في بعدين:

1- مضايقات من قبل أعدائهم و منافسيهم من قبيل المراقبة و السجن و الايذاء.

2- محاولات التشكيك و الغاء الدور الريادي لهم و انكاره من البعض الآخر.

و لذا كان لزاما علي الواعين من أبناء الأمة و الحريصين علي نهضتها و أصالتها أن يحملوا راية الدفاع و الذب عن الشخصيات الربانية التي جسدت أروع الأمثلة في الذود عن حريم الرسالة و هم في الدرجة الأولي آل رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم الذين قال عنهم كما رواه مسلم في صحيحه عن زيد بن أرقم قال: قام رسول الله يوما خطيبا فينا بماء يدعي خما بين مكة و المدينة، فحمدالله و أثني عليه و ذكر و وعظ ثم قال:

«أما بعد ألا أيها الناس انما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي عزوجل و اني تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله عزوجل فيه الهدي و النور فخذوا بكتاب الله استمسكوا به، فحث علي كتاب الله و رغب فيه، و أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي».

انطلاقا من هذه الناحية وجدت نفسي مندفعا لتجديد



[ صفحه 14]



بحث مختصر عن الامام الكاظم عليه السلام و اعادة النظر فيما كتبت قبل عشرين عاما حول مقتطفات من سيرته المضيئة.

و قد قسمت البحث الي فصول مختصرة الغرض منها أن تكون في متناول الجميع، و تحتوي هذه الفصول علي:

ولادته و نبذة عن ألقابه و سيرة مختصرة عن أهم أولاده و بناته.

ثم شي ء من التفسير الوارد عنه مضافا الي معاناة أهل بيته و تناول الفصل الأخير عن المحنة التي عاشها و قضي بعدها شهيدا.

و اني أسأل الله أن يوفقني لاستكمال هذه البحوث المختصرة و أكتب حول السيرة المضيئة للمعصومين من بعده و هم الرضا و الجواد و الهادي و العسكري و الحجة المنتظر سلام الله عليهم أجمعين.

راجيا أن يكون هذا الجهد القليل عنوان مودتي للآل الكرام.

محمود السيف



[ صفحه 15]