بازگشت

والي الري


أتي اليه رجل من أهل الري. و قال: ولي علينا بعض كتاب يحيي بن خالد. و كان علي بقايا دين يطالبني بها، و خفت الزامي اياها خروجا عن نعمتي.



[ صفحه 52]



و قيل لي أنه ينتحل هذا المذهب، فخفت أن أمضي اليه فلا يكون كذلك فأقع فيما لا أحب.

فحججت و لقيت مولاي الصابر (يعني الامام موسي بن جعفر عليه السلام) فشكوت اليه حالي فأصبحني مكتوبا نسخته:

بسم الله الرحمن الرحيم

اعلم أن لله تحت عرشه ظلا لا يسكنه الا من أسدي لأخيه معروفا، أو نفس عنه كربة. أو أدخل علي قلبه سرورا، و هذا أخوك و السلام.

قال: فعدت من الحج الي بلدي. و مضيت الي الرجل ليلا و استأذنت و قلت رسول الصابر عليه السلام فخرج الي حافيا ماشيا ففتح لي بابه، و قبلني و ضمني اليه و جعل يقبل بين عيني، و يكرر ذلك.

و كلما سألني عن رؤيته، و أخبرته بسلامته، و صلاح أحواله استبشر و شكر الله ثم أدخلني داره، و صدرني في مجلسه بين يديه.

فأخرجت اليه كتابه فقبله قائما، ثم قرأه ثم استدعي بماله و ثيابه فقاسمني دينارا دينارا و درهما درهما، و ثوبا ثوبا.

و في كل شي ء من ذلك يقول: يا أخي هل سررتك فأقول أي و الله. وزدت علي السرور.

ثم استدعي العامل فأسقط ما كان باسمي و أعطاني براءة



[ صفحه 53]



مما يوجب علي منه و ودعته و انصرفت عنه.

فقلت لا أقدر علي مكافأة هذا الرجل، الا بأن أحج من قابل و أدعوا له و ألقي الصابر عليه السلام و أعرفه فعله.

ففعلت و لقيت مولاي الصابر و جعلت أحدثه و وجهه يتهلل فرحا، فقلت: يا مولاي هل سرك!

فقال: أي والله قد سرني و سر أميرالمؤمنين و لقد سر جدي رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم و لقد سر الله تعالي.



[ صفحه 55]