و لما كانت الساعة التي أعلنت فيها الخروج عن الساعة التي أخبر بها بايع علي النهوض.

و حيث أن الوالي أغلظ لهما في الجواب و حذرهما من مغبة تأخر الحسن بن محمد و أن الحسين و ابن عمه يحيي كافلان غارمان.

فقد عزما علي الخروج و عملا في ذلك ليلتهم و خرجوا آخر الليل.

و جاء يحيي حتي ضرب علي العمري (الوالي) باب داره فلم يجده بعدها جاء و من استطاع اخباره من الناس فاقتحموا المسجد وقت الصبح.



[ صفحه 62]



فلما صلي الحسين الصبح خرج و أعلن دعوته للناس فبايعوه علي كتاب الله و سنة رسوله و الرضا من آل محمد [1] .

- و جمع الحسين بن علي أصحابه بعد أن أخذ منهم البيعة توجه الي الامام موسي بن جعفر يريد منه المشاركة معهم من الخروج فامتنع الامام، و أخبره بنتيجة خروجه و أوصاه.

قال:

- انك مقتول، فأجد الضراب، فان القوم فساق يظهرون ايمانا، و يظمرون نفاقا و شركا، فانا لله و انا اليه راجعون، عندالله أحتسبكم من عصبة [2] .

و كان عدد من خرج مع الحسين بن علي أكثر من ثلاثمائة رجل، حيث و افاه جمع من الناس، و خرج الي منطقة يقال لها فخ.

و فخ منطقة تبعد عن المدينة ستة فراسخ أي ما يقارب 48 كلم.

فلما خرج مع أصحابه بلغ الخبر الي الهادي في بغدد و كان قد حج تلك السنة رجال من أهل بيته منهم: سلمان بن المنصور، و محمد بن سليمان بن علي و العباس بن محمد بن علي، و اسماعيل و موسي أبناء عيسي بن موسي.



[ صفحه 63]



فكتب الهادي الي محمد بن سليمان توليته علي الحرب فاجتمعوا بذي طوي، و كانوا قد أحرموا بعمرة فلما قدموا مكة، أكملوا مناسك عمرتهم و خرجوا الي فخ - مع جيوشهم و قوادهم. و دارت رحي المعارك في منطقة فخ.

و كان الفارق بين الجيشين من حيث العدد و العدة الي جانب قوات الهادي العباسي.

و قد استشهد اثر المعركة جمع من أصحاب الحسين بن علي، ثم استشهد الحسين بن علي. أخذت الرؤوس، و حملت الي الهادي.

و كانت أكثر من مائة رأس.

و قد أحضر الامام مجلس الوالي و قواد الدولة العباسية و قد أحضرت الرؤوس في ذلك المجلس. قال الامام الكاظم ناعيا:

انا لله و انا اليه راجعون. مضي و الله مسلما صالحا، صواما قواما، آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر، و ما كان في أهل بيته مثله [3] .