بازگشت

مع أبي حنيفة النعمان


روي أنه دخل أبوحنيفة المدينة، و معه عبدالله بن مسلم. فقال له: يا أباحنيفة! ان هاهنا جعفر بن محمد من علماء آل محمد، فاذهب بنا اليه نقبس منه علما.

فلما أتيا اذا هما بجماعة من علماء الشيعة ينتظرون خروجه اليهم أو دخولهم عليه، فبينما هم كذلك اذ خرج غلام حدث، فقام الناس هيبة له، فالتفت أبوحنيفة فقال:

يا بن مسلم من هذا؟

قال: موسي ابنه.

قال: و الله أخجله بين يدي شيعته.



[ صفحه 70]



قال له: لن تقدر علي ذلك.

قال: و الله لأفعلنه. ثم التفت الي موسي فقال:

يا غلام أين يضع الغريب في بلدتكم هذه؟

قال: يتواري خلف الجدار، و يتوقي أعين الجار، و شطوط الأنهار، و مسقط الثمار، و لا يستقبل القبلة، و لا يستدبرها، فحينئذ يضع حيث شاء.

ثم قال: يا غلام! ممن المعصية؟

قال: يا شيخ لاتخلو من ثلاث:

اما أن تكون من العبد و من الله، و الله أقوي الشريكين، فليس للشريك الأكبر أن يأخذ الشريك الأصغر بذنبه.

و اما أن تكون من العبد، و ليس من الله شي ء، فان شاء عفا، و ان شاء عاقب.

قال: فأصابت أباحنيفة سكته كأنما ألقم فوه الحجر.

قال بن مسلم: فقلت له: ألم أقل: لا تتعرض لأولاد رسول الله.

و في ذلك يقول الشاعر:



لم تخل أفعالنا اللائي نذم بها

احدي ثلاث معان حين نأتيها



أما تفرد بارينا بصنعتها

فيسقط اللوم عنا حين تنشيها





[ صفحه 71]





أو كان يشركنا فيها فيلحقه

ما سوف يلحقنا من لائم فيها



أو لم يكن لالهي في جنايتها

ذنب، فما الذنب الا ذنب جانيها [1] .


پاورقي

[1] الاحتجاج، ج 2، ص 159.