داود بن قبيصة
عن داوود بن قبيصة قال:
سمعت الرضا عليه السلام يقول: سئل أبي عليه السلام:
هل منع الله عما أمر به؟
و هي نهي عما أراد؟
فقال عليه السلام:
1- أما ما سألت: هل منع الله عما أمر به؟ فلا يجوز ذلك. و لو جاز ذلك لكان قد منع ابليس عن السجود لآدم، و لو منع
[ صفحه 74]
ابليس لعذره و لم يلعنه.
2- و أما ما سألت: هل نهي عما أراد؟ فلا يجوز ذلك. و لو جاز ذلك لكان حيث نهي آدم عن أكل الشجرة أراد منه أكلها، و لو أراد منه أكلها لما نادي عليه صبيان الكتاتيب (و عصي آدم ربه فغوي) و الله تعالي لا يجوز عليه أن يأمر بشي ء و يريد غيره.
3- و أما ما سألت عنه من قولك: هل أعان علي ما لم يرد؟ لا يجوز ذلك و جل الله تعالي أن يعين علي قتل الأنبياء و تكذيبهم، و قتل الحسين بن علي عليه السلام، و الفضلاء من ولده.
و كيف يعين علي ما لم يرد، و قد أعد جهنم لمخالفيه، و لعنهم علي تكذيبهم لطاعته، و ارتكابهم لمخافته، و لو جاز أن يعين علي ما لم يرد لكان أعان فرعون علي كفره و ادعائه أنه رب العالمين، أفتري أراد الله من فرعون أن يدعي الربوبية، يستتاب قائل هذا القول، فان تاب من كذبه علي الله، و الا ضربت عنقه [1] .
[ صفحه 75]
پاورقي
[1] الاحتجاج، ص 158.