بازگشت

في سجن البصرة


أخذ الامام موسي بن جعفر عليه السلام و هو قائم يصلي عند قبر جده المصطفي صلي الله عليه و اله و سلم فحمل و هو يبكي و يقول: اليك أشكو يا رسول الله ما ألقي.

و أمر هارون بقبتين.. فجعل الامام في أحدهما علي بغل و جعل القبة الأخري علي بغل آخر. و مع كل واحدة من القبتين جماعة. فمضي جماعة مع احدي القبتين علي طريق الكوفة. و أما



[ صفحه 80]



الجماعة الذين أخذوا الامام فقد مضوا به الي البصرة. و انما فعل الرشيد ذلك ليعمي علي الناس أمر أبي الحسن عليه السلام. و قد أمرهم أن يسلموا الامام الي عيسي بن جعفر بن منصور والي البصرة [1] .

و كان هارون في المدينة حيث أمر بالقاء القبض علي الامام و ابعاده منها الي البصرة.

و قد استمر سجن الامام في البصرة سنة كاملة. و كان لا يفتح عليه باب الحبس الا في حالتين: حاله يخرج منها الي الطهور. و حالة بدخل فيها اليه الطعام.

و ذكر أحد السجانين أنه كان يسمع الامام يقول في دعائه:

اللهم انني كنت كثيرا أسألك أن توفق لي خلوة و عزلة و فراغ خاطر لعبادتك و طاعتك فكيف أشكر هذه النعمة و قد استجبت دعائي و بلغتني مناي. [2] و هذه تعبر عن حالة التسليم و الرضا لقضاء الله الذي لا يرد و ما يجب أن يكون عليه المؤمن عند نزول البلاء.

و كيف يجب أن يستعين بالعبادة علي نوائب الدهر.

و قد كان هذا مكمن اهتمام السجانين و تغير نظرتهم للامام و قد روي أنه لما رأي عيسي بن جعفر عبادة الامام و دعائه و توجهه الي الله تعالي كتب الي الرشيد:



[ صفحه 81]



أنه خذه مني و سلمه الي من شئت، و الا خليت سبيله، فقد اجتهدت أن آخذ عليه حجة فما قدرت علي ذلك.

فوجه اليه من تسلمه منه و نقل الي بغداد، و حبس عند الفضل بن الربيع.


پاورقي

[1] كشف الغمة، ج 3، ص 25.

[2] كشف الغمة، ج 3، ص 25.