بازگشت

شهادة الامام


و قد استشهد الامام في سجن السندي بن شاهك في يوم 25 من شهر رجب سنة 183 و عمره خمس و خمسين سنة كما أخبر سلام الله عليه أولئك النفر.

و لكن السندي أراد أن يخف آثار الجريمة، و يظهر نفسه بمظهر البري ء، فدعا جماعة من الشيعة ممن يعرفون الامام. لكي يشهدوا أنه مات حتف أنفه، و لم يقتل.يقول عمر بن واقد:

أرسل لي السندي بن شاهك في بعض الليل، و أنا ببغداد يستحضرني، فخشيت أن يكون لسوء يريده لي، فأوصيت عيالي بما احتجت اليه، و قلت أنا لله و انا اليه راجعون. ثم ركبت اليه فلما رآني مقبلا قال: يا أباحفص لعلنا أرعبناك و أفزعناك؟



[ صفحه 87]



قلت: نعم.

قال: ليس هناك الا خير.

قلت: فرسول تبعثه الي منزلي يخبرهم خبري!

قال:نعم يا أباحفص أتدري لم أرسلت اليك؟

قلت: لا.

قال: أتعرف موسي بن جعفر؟

قلت: أي و الله أني لأعرفه، و بيني و بينه صداقة منذ دهر.

قال: من هاهنا ببغداد يعرفه، ممن يقبل قوله.

فسميت له أقواما. و وقع في نفسي أنه قد مات.

قال: فبعث و جاء بهم كما جاء بي.

فقال:هل تعرفون قوما يعرفون موسي بن جعفر؟

فسموا قوما جي ء بهم. و أصبحنا و نحن في الدار نيف و خمسون رجلا ممن يعرف موسي بن جعفر عليه السلام و قد صحبه.

قال ثم قام، فدخل، وصلينا فخرج كاتبه و معه طومار فكتب أسمائنا و أعمالنا و حلالنا ثم دخل الي السندي بن شاهك.

خرج السندي الينا فضرب يده الي و قال:

- قم يا أباحفص فنهضت و نهض أصحابنا.



[ صفحه 88]



و دخلنا فقال:

يا أباحفص اكشف الثوب عن موسي.

فكشفته فرأيته ميتا فبكيت و استرجعت ثم قال للقوم:

انظروا اليه فدنا اليه واحد بعد واحد فنظروا اليه ثم قال:

تشهدون أن هذا موسي بن جعفر بن محمد.

فقلنا: نعم نشهد أنه موسي بن جعفر بن محمد.

ثم قال: يا غلام اطرح علي عورته منديلا و اكشفه ففعل.

فقال: أترون به أثروا تنكرونه.

قلنا: لا ما نري به شيئا و لا نراه الا ميتا.

قال: لا تبرحوا حتي تغسلوه. و أكفنه و أدفنه [1] .

و هكذا انتهت حياة الامام موسي بن جعفر الكاظم عليه السلام مظلوما مسموما غريبا في سجن السندي بن شاهك. بعد أن عاش من عمره الشريف أربع سنوات في ظلمات أربع من سجون بني العباس في البصرة و بغداد.



[ صفحه 89]




پاورقي

[1] بحار الأنوار، ج 48، ص 225.