حول العقل
في وصيته لهشام بن الحكم الذي كان بحق المدافع عن الامامة في أشخاصها و هديها يبين الامام عليه السلام مكانة العقل في حياة كل مسلم، و أنه معتضد بالشريعة و الذي يرتشف من أنوارها و الكاشف لمراميها و مقاصدها.
و يكشف الامام في وصيته الخالدة لهشام بن الحكم دورين للعقل:
1- أنه يعتمد علي العلم و المعرفة.. و هما الحقائق التي جاء بها الأنبياء و الرسل عن الحق تبارك و تعالي.
[ صفحه 90]
فالعلم أولا ثم العقل الذي يقوم بدور هضم تلك الحقائق و التمييز بينها و بين غيرها من الأوهام و الخرافات و الأكاذيب.
و حيث ان العلوم التي يتلقاها الانسان كثيرة، و مصادرها مختلفة يحدد الامام العلم و المعرفة الدينية التي هي أساس منهاج سعادة الانسان، و طريق الصواب في الحياة، يحدد مصدرها بالوحي و لا يمكن للانسان أن يهتدي و يسير في الصراط المستقيم من دون هدي الأنبياء فهم الحجة الظاهرة.
و أما العقل فيقوم بدور التمييز بين معارف الأنبياء و بين غيرها من المعارف و لذلك يشكل العقل الحجة الباطنة في داخل الانسان.
2- أن حقيقة العقل و التعقل تكشف البعد الحقيقي في طريقة الاسلام لاعتماد الايمان و التسليم به.
و التي تقوم علي أساس الاقتناع الداخلي و الايمان المستقر كي يندفع الانسان ذاتيا الي تطبيقها.. و في المقابل يعتبر الشارع المقدس العقل معذورا و منجزا فيما يتوصل اليه اذا اعتمد ذلك الهدي.
يقول الامام عليه السلام:
يا هشام: ما بعث الله عزوجل أنبياءه و رسله الي عباده الا ليعقلوا عن الله عزوجل، فأحسنهم استجابة، أحسنهم معرفة، و أعلمهم بأمر الله عزوجل أحسنهم عقلا، و أكملهم عقلا أرفعهم درجة في الدنيا و الآخرة.
[ صفحه 91]