التواضع
و حتي يصل العقل الي المعرفة الحقائق و يهضمها يحتاج الي وسيلة أخري و هي التواضع..
و التواضع من العقل يعني عدم اعطاء الانسان لنفسه الحق في أن يضع تلك الحقائق الكبري، و عدم اعطائه الثقة الزائدة التي يتعدي بها عن الفهم الموضوعي و الادراك المستدل للمسائل المختلفة.
اننا أمام حالتين تجاه فهم الحقائق الدينية:
1- الثقة الخارجة عن حد الاعتدال.
2- الثقة الخارجة عن حد الفهم.
لكن هناك حالة ثالثة هي التواضع أمام العلم بل أمام النص أو الحقائق العلمية. فنأخذها كما هي و نسلم لها أولا بالأحقية و الأهمية حتي نفهم مقاصد الشريعة.
و بهذا يكون التواضع الوسيلة الأمثل لنفهم من خلالها النصوص و ندرك أبعادها.
يقول الامام عليه السلام: يا هشام لكل شي ء مطية و مطية العقل التواضع.
و منه نفهم أن أساس المعرفة التواضع للعلم و الدليل و حتي يكون التطور في حياة الانسان مستمرا يجب التواضع لمنطق النص، و ابعاد الاجتهادات المخالفة للمنطق و الحق.
[ صفحه 93]
ان هذا التعصب و الاصرار و العناد نابع من الحالة الأنانية و الذاتية الملازمة لكل انسان فان من أعجب برأيه أمام المنطق و الحجة و الدليل هالك لا محالة و حالة الاعجاب و التعصب للرأي انما تزول بالتواضع.