بازگشت

في التجارب


كل حادثة تمر علي الانسان تكسبه علما أو عظة تسمي تجربة و لذا ورد في الحديث ان في التجارب علم مستحدث.

و أحد أبنية العلم الحديث قائمة علي التجربة.

حيث يستكشف من خلالها القوانين العلمية و القواعد النظرية.

و لا يمكن أن تكون التجربة الحسية هي السبيل الوحيد للعلم و الاعتقاد و المعرفة بل هناك سبيل آخر لها و هو الوحي.

لكن في مجالات الحياة المختلفة تشكل التجربة رافدا للعلم. كما ينص الحديث الشريف علي ذلك. و المعارف الحياتية تعتمد علي عدة وسائل منها:

1- التوجيه و التعليم و الاقتباس.

2- و منها المعايشة و الوجدان.

و حديث الامام الكاظم عليه السلام يتناول هذا الجانب حيث يقول: كفي بالتجارب تأديبا.

حيث تمر علي الانسان حوادث كثيرة و العاقل من استفاد



[ صفحه 94]



منها و جعلها أمامه يتزود منها معرفة و عظة.

و يكمن أن تقسم الحوادث المؤدبة الي أنواع:

1- ما يسبب الأذي و علي الانسان أن يتجنب أسبابه حتي لا يتكرر الألم في حياته الا ما كان خارجا عن القدرة كالموت. فان علاجه الصبر و الاسترجاع.

2- و بعضها يعود بالنفع و الفائدة و علي الانسان تكرارها حتي تكون حياته ذات معني و يري الزيادة في عمره.

3- و بعضها يقود الي معرفة من تعايش و تكشف جوهر الناس، فعندما نعيش مع الناس من أصدقاء أو غيرهم في فترة من الزمان يكون عيشنا و تعاملنا معهم تجربة نستفيد منها و نقرر بعدها اختيار الصالح و الموافق.

و عندما لا نعي التجارب ربما كررنا الخطأ في حياتنا لذا يقول الامام عليه السلام: و بمرور الأيام عظة. و بأخلاق من عاشرت معرفة [1] .


پاورقي

[1] الأمالي للشيخ الطوسي، ج 1، ص 206.