بازگشت

في الشوري


قال الامام عليه السلام: من استشار لا يعدم عن الصواب مادحا و عن الخطأ عاذرا [1] .



[ صفحه 95]



التصرف تجاه الحوادث علي نوعين:

نوع بين واضح يستطيع الانسان أن يقرر لنفسه و يتصرف مستقلا مستهديا في ذك بعلم أو تجربة أو ملاحظة من يتصرف في مثلها من عقلاء الناس.

و نوع آخر من الحوادث فيه لبس و تحير و الانسان تجاه هذا النوع من الحوادث أمام موقفين:

قسم يتردد و يتحير و لا يجد لنفسه مخرجا، فيبقي يراوح في مكانه لا يستطيع أن يهتدي الي سبيل بين.

و قسم مقتحم يتصرف بوحي عقله أمام المسائل الشائكة فتراه يصيب فيمدح.. و أخري يخطي ء في تشخيص العلاج و يندم علي ما عمله.

و الامام يشير الي الوظيفة السليمة للمسائل الحياتية المحيرة و هذه الوظيفة تتمثل في الاستشارة و هي تفيد الانسان في ثلاث موارد:

1- استشارة أهل العقل و النظر و أصحاب الاختصاص في المسائل المختلفة المحيرة و المركبة أو الغامضة التي تحتاج الي معرفة قبل الاقدام عليها و هذا يعني القرب من الصواب.

2- و الاستشارة: تقليب وجوه الآراء مع أهل الخبرة لمعرفة الخيار الأنسب و يتضمن الروية و التريث قبل الاقدام علي الأمور.



[ صفحه 96]



3- الخروج من دائرة التأنيب الداخلي و العتب من قبل الناس عند الخطأ.

فان العقلاء قد تسالموا علي أن من تحري الأمر قبل الاقدام عليه و استشار أهل الاختصاص عند غموض الأمور ثم أخطأ لا يلومونه بل يعذرونه و يجدون أنه قد يكون الخطأ في التدبير.. و ان الخسارة قد تلحق بالمستشير و هذا أمر خارج عن ارادة الانسان بعد الأخذ بأسبابها و بعد أن احتاط لها بما يناسب.

و نعود الي الحديث عن الامام الكاظم عليه السلام.

من استشار لا يعدم عند الصواب مادحا و هذا يشترك فيه المستشير و غيره.

و لكن عند الخطأ: يبين الامام عليه السلام أن العامل من دون استشارة معرض الي اللوم و التعنيف أما المستشير فيقول الامام: انه لا يعدم عند الخطأ عاذرا [2] .



[ صفحه 97]




پاورقي

[1] الدر النظيم، 670.

[2] الدر النظيم في سيرة الأئمة اللهاميم، للشيخ جمال الدين ابن يوسف بن هاشم الشامي، من أعلام القرن السابع، ص 670.