بازگشت

مقدمة الناشر


منذ برأ الله الخليقة و أسكنها أرضه و سماواته و شرف الله من بينها الإنسان بما أودعه من بديع الصنع روحا و عقلا و مظهرا. اصطفي لها مبشرين و منذرين و هداة و أسوة، فأغدق عليهم من نوره و اصطنعهم لنفسه و ارتضاهم لخلقه و من بينهم الخاتم المصطفي صلي الله عليه و آله و سلم الذي الذي أنار الله به و هدي. و عند انتقاله أودع علمه و حكمه و شرائع دينه عند من اختارهم الله رعاة للأمم بعد النبي صلي الله عليه و آله و سلم فكانوا نورا من نور فاستضاءت به أبصار هديت، و عشيت عنه عيون جهلا و حنقا.

و لئن هام بنورهم أحبة و عشاق فلم يقتصر ذلك علي المسلمين فقط، بل رأي فيه غيرهم ما بهرهم فهاموا عشقا و تلمسوا أن يقتربوا منه، أو ليس هو نور الله الذي لا يخبو و ممن صرفه الوجد عن غير هذا النور (أهل البيت عليهم السلام) و تعلق به مهجة و عقلا و روحا. يصابحه و يماسيه، يستشف له فيسير فيه، يتفيي ء تلك الظلال فما وني يطمع بمزيد و النور يزداد التماعا. أديب بارع و فنان مرهف الحس وهبه الله يراعا سخره في ساحة أهل البيت عليهم السلام إنه الأديب الكبير سليمان كتاني دام علاه، فقد دني من تلك



[ صفحه 10]



العتبات العالية و ما أحلي درره و غواليه عندما يقول مخاطبا رابع الأنوار الحسن عليه السلام «انها خطواتي الصغيرة الصغيرة تنقلت بي إلي الأعتاب الكبيرة الكبيرة وقفت بها - فترات من قبل - علي عتبات ثلاث فإذا خلف كل واحدة منها محراب له عمق و له عطر و له سقف مد فوق السماوات. لقد كانت العتبة الأولي مؤدي الي رحاب أبيك و هي ملفوفة بالرضوان و كانت الثانية مبلولة بالشذا النهلان بالطهر و هي منقوشة لأمك الصديقة تجمعها الي مريم بنت عمران زنانير مقبولة عن المثل و كانت الثالثة لجدك ابن عبدالله ذلك الذي وصل الشطآن بميازيب السحب و أغدق عليها همرات السلام» و واصل سليمان ترصيع عقوده متفيئا ظل الحسين المضمخ بالنجيع القاني ثم الي عتبة زين العابدين العنقود المرصع، فباقر العلم نجي الرسول والي صادق الآل ضمير المعادلات ثم ها هو يسترفد من ساحة الكاظم الضوء المقهور الشعاع.

و نستمد من الله العمران يهب لسليمان عمرا يصل السلسلة حتي خاتمها و القلادة تكتمل دراريها. و دار الثقلين التي يجمعها بسليمان كتاني حب جارف و شوق مؤجج لأهل البيت عليهم السلام تتحف القاري ء بدرة ثمينة تقاصرت حمم دون بلوغ شأوها التي دبجتها براعة هذا الفذ المنصف. تأمل أن تواصل عطائها برفد القاري ء بكل جديد مستمدة من الله العون و هو الموفق.

دار الثقلين للطباعة و النشر

بيروت - لبنان



[ صفحه 11]