بازگشت

العلم


و أشار الامام الي العلم و أهمية انتشاره في المجتمع، محوا للجهل، و قضاء علي الأمية، و سبيلا الي تحريك الوعي الآتي من طريق المعرفة... و لقد اتصل بالحاكمين - ابتداء بالمنصور، انتهاء بهارون الرشيد، متوسلا اليهم بالمحافظة علي الجامعة، و بتوسيع مدارجها في كل أرجاء الأمة، من أجل تعميم فوائدها التثقيفية - الإجتماعية... و لكن الحكام، ما كانت لهم الاستجابة الي ملتمسات الامام، لغاية أصبحنا ندركها، و كان منهم الجواب الوسيع، بفتح بواباب السجن في وجه الامام... لا بوابات الجامعات التي أصبحت مقفلة!!! و بقي الامام يقول - ساعة يتمكن من القول - و أنت، يا حائز العلم، أكان وسيعا أم ضئيلا... لا تحجزه في سرك، بل انطلق به الي الغير، و انقله اليه، حتي يتم للمجتمع استيعابه... و لم يكن في مثل هذا القول، غير تلميح الي الحكام المجرمين، كيف انهم لا يريدون إلا اطفاء شموع العلم، حتي لا يستنير بها مجموع الشعب البائس، فيحرق بها القوائم التي تقوم فوقها سدانة العرش!!!

أما الإمام - فانه بدوره - كان يفتح بوابة داره المحاصرة برقابة السر، و يشرح لزواره الوافدين اليه استفسارا عن معميات و مبهمات... لقد كان السعيد الفاتح لهم داره، و صدره، و كل ذهنه الذي وسعه فيه أبوه الإمام الصادق... لقد كان الامام يحفظ في قلبه كل ما جالت به سقوف و جدران الجامعة، من علم مقروء و مشروح، و من بيان سليم نضحت به كل رفوف الجامعة!!!



[ صفحه 180]