بازگشت

العمل


أما العمل - فإن الامام قد أولاه اهتماما ملحوظا، لأنه شأن ارتباطي بحياة الأمة، و خطها النامي بها الي شبع، و اكتفاء، و نوع من استقرار... و لقد ربطه بفاعلية الاقتصاد الذي قصد به الاحتفاظ بمجاني العمل - مهما تغزر هذه المجاني - من دون تهديدها بتبذير غير لائق لها... و لقد عني بالتبذير اندفاعا نحو ميوعة، أو خلاعة تهدمان البيوت و القصور مهما تكن محصنة... و لم يكن يقصد بالقصور غير الاشارة الي العرش الذي يملأه الظلم، و الفجور، و الخلاعات المتلبسة بالعهر، و كلها موائد الحكام المتسلسلين من السفاح، و من أعهرهم و أمكرهم هارون الرشيد الطافح باللؤم، و الكذب، و البهتان!!! و لا أظن الامام موسي - الآن - و هو في ظل من ظلال الذكر - إلا و شرذمة من شراذم الكفر، تقتحم بستان النخيل الذي ورثه من أجداده الفقهاء، لتسوقه مخفورا الي السجن الذي هو في إدارة الفضل بن الربيع، و قد عطف عليه - هذا الفضل - و تركه حرا مكرما في دارته التي أنشأ فيها الامام الآن، دراسته التلميحية الأخيرة، و كان عنوانها، مكارم الأخلاق.