بازگشت

القاب الإمام


و ألقاب الإمام... أنا لا أظنها أقل من أوشحة نسجها المجتمع - بالذات - و غمر بها الامام ليرتديها، و يمشي بها - أمامه - في الساحات... أما خيطان الأنسوجة هذه، فإن الامام المرتديها كأوشحة له، هو ذاته الذي جمعها خيطانا علي معزل له، تناوله المجتمع، و راح ينسج به قدود كل و شاح... أقول ذلك لأعني أن الألقاب التي يتصف بها أي من ملقب، هي صفات تعبيرية، يتلازم بها صاحبها تحت عين المجتمع، لتكون منه، و هو منها في حقيقة الملازمة... أما الصفات هذه - و لا فرق بين أن تكون بهية أو هزيلة - فهي من خبيئة نفسية، لا يلتقط إلا بها ذياك الملقب فما هي هذي الصفات التي لملم المجتمع خيطانها عن معزل الإمام؟ و نسج بها - بالتمام - أوشحة كريمة غمر بها عنق الامام، و هي لا تزال حتي الساعة، عناوين تبني بها الأمم الناهضة حقائق وجودها المرتبط بأعز الصفات، و من أنبلها الصدق مع الذات، و العدل المشفوع بالاستقامات، و الطهر المنسول من الخلق الكريم، و الانسانية المشتقة من الكرم، و التسامح، و الحب العفيف... و كلها مقومات تطهر المجتمع السليم: من الحقد، و البعض، و كل أنواع الزني... و من الكفر الذي يبعد الله عن نعمة الإنسان!



[ صفحه 188]



أجل - ان الصفات التي وشح المجتمع بها، هي من هذا النوع الجليل الذي نوهت عنه الآن - و انها صفات غريزة تجمعت فيه، لتجعله فريدا بين الانداد... و لو لم تكن هذي المزايا غزيرة و متعددة، لما جعلته في هذه الفرادة المنوعة الصفات... و أعني: أن تلاحمها فيه، و تناسقها، و تلازمها، و تجانسها في شخصيته - هي التي نسجته بهذه الشخصية المتعددة المواهب، و المزايا، و الصفات... و أعني أيضا بالتفصيل: أن كثيرا من الأفراد يتميزون بنعمة الصدق - مثلا - و قد تساندها نعمة أخري من وزنها، من دون أن تجمعهم الي خوانها فرادة الامام المتمتعة بالصفات العديدة، و كل واحدة منها تغنيه بلون جديد من المواهب التي يندر أن يستجمعها - متوافرة فيه - أحد من الأفراد!!!

انه لمن الممتع و المستطاب - و نحن نختتم هذه السيرة المستضيئة بذاتها - أن نستعرض بعض الألقاب التي محضه بها المجتمع الذي تفاني الإمام من أجله، و لم يقبل إلا أن يموت و هو يصلي له بيوم جديد، له صبح أبيض، و شمس تنشر البهاء، في الأفق الحزين!

هنالك أربعة ألقاب استنسبت الآن عرضها، و تناولها بشي ء من الدرس، ليكون لنا منها بعض استجمام، و بعض تحسس - مع العلم أنها تصلح لأن تكون أمهات لكل الألقاب الأخري التي خصها المجتمع بالإمام، و هي تفوق العشرة بعددها - أما هذه الأربعة، فهذه هي عناوينها: الصابر - ذوالنفس الزكية - الكاظم - باب الحوائج - أما مجموعة الألقاب، فإنه تتألف من: الزاهر - العبد الصالح - السيد- الصادق - الوفي - الأمين - المستنير!!!