بازگشت

باب الحوائج


و أحست الأمة، بأن الإمام - بكل ما اتصف به - هو حاجة الأمة في مبتغاها الذي لا ينتهي من سلمها الصاعد بها درجة درجة، نحو التحقيق - حتي و لو أتي هذا التحقيق بطيئا فوق الخطوط المعمية بالغبار و الهشيم!!! و الحقيقة التي لا تقبل الشك، أو انها ترفضه ملصوقا بشخصية الامام المزدهي بأشرف الألقاب، هي في أن الامام - بالذات - كان باب الحوائج كلها التي يجوع اليها مآل الأمة... فالأمة تحتاج الي فضيلة الصبر... و لقد علمها الامام حروف الصبر، و جسده ماثلا و بارزا في كل أقواله و أعماله...

و الأمة تحتاج الي الوعي - و لقد بثها الامام كل مضامينه المنبثقة من التقوي، و الأخلاق الملتزمة: بالحق، و العفاف، و الاحسان، و المعروف، و التسامح، و التغاضي عن السيئات التي لا يقوم بها إلا الجهل، و الكفر المتلبس بالزندقات!!!

و الأمة تحتاج الي عمل ينتج لها الخير الآتي اليها من بحبوحة الاقتصاد، و هكذا راح يعمل أمامها في بستانه النخيل - ساعة يسمح له تغاضي الحكام!! كما و انه راح الي كل ما يساعده به مال الأغنياء في الرعية -



[ صفحه 193]



يجمعه في صرر و أكياس - يحملها في الليل، و يوزعها علي المحتاجين، سدا لعوز كان يضنيهم، و هم الفقراء!!!

أنا ما أظن الامام - و لو تلطي بعتمات الليل - إلا و الأمة كانت تتحسسه و تكتشف انه باب الحوائج، و انه أصبح مثالا لكرم نابع من طوية نفسه الزكية - و هكذا لقبته بباب الحوائج... و حتي بعد غيابه الذي عجلت به نقطة السم!!! أصبح قبره مزارا لكل محتاج يجي ء فيقرع بابه، فينيله الإيمان بفضائل الإمام موسي، ما يطلبه ذلك الطارق.



[ صفحه 195]