بازگشت

خواطر


أيها الامام الجزيل الوقار

لقد مررنا بك - في هذه الصفحات الصغيرة - و نحن نتلمسك بشوق ما شفي منا الغليل... و اني الآن بين يديك، أقر - أيها السيد المهيب - بأن الإحاطة بك الإحاطة الوسيعة، هي التي لا تزال أمامنا في الغد الوسيع... و بقدر ما نتوسع - نحن - في محارمها، يكون لنا قدر مماثل، يشفي منا ذياك الغليل!

كأني لا أقول ذلك بلساني، بل بلسان الأمة جمعاء - و قد نذرت - أنت - لها كل جهودك المبلولة بفداحة العناء، من أجل أن تحقق لها طول الصفاء، و طول الرجاء! و ها اني أقول بلسانها: لو أنها تفهمتك - بتمام الفهم - لما كان لها مثل هذا العياء!

و الآن أيها السيد، و نحن نكبس - أمامك - بالقلم الصغير، نقطة الختام، لا يبدو أمامنا إلا مثل هذه الخواطر، نعرضها تحت مقلتيك، لا لنرضيك، و أنت فوق الرضي، و فوق التصبر الآتي من خلف بهجات



[ صفحه 216]



الانتظار، بل لنرضي قصورنا في الارتفاع اليك، يا من علوت فوق كل المهانات، و قد رشقك بها العصر،... من دون أن تبالي - أنت - بكل أشكال المهانات!!!

أما الخواطر التي نقدمها بين يديك، فهي ملامح تفيض منك عليك، نقدمها علها، تؤنس فيك - يا سيد - هذه الغربة التي تطل منها الآن في إشراف وسيع علي الأمة التي هيأت لها المطلات الفسيحة، و ما عليها إلا أن تمشي اليها - هي - حين تشتد لها الأقدام الي ضبط المسير!



[ صفحه 217]