و أنت أيها الامام
لقد بقيت لنا أيها الإمام - كأنك الإرث - تتلقط به الأمة هابطا اليها من بين طيات الغمام... فعلا - انك الإرث أيها الإمام - ضممت فيه كل ذاتك: و هي فهم عميق الحواشي، ما جمله إلا إطار من خشب الصبر الشديد الصلابة، كأنه خشب الأرز المتشبثة به متون القمم!
و الإرث الباقي للأمة... لقد بقي لها مصمدا - من جيل الي جيل - لأنها لم تنله منك إلا قيراطا صغيرا مذ احتجزته السجون، فمنعته من الامتداد الي كل نظر، و كل دسكرة، و كل خلية نمت فيها نطفة إنسان!
و الأمة أيها الإمام - ما امتد اليها - بعد - هذا الفهم الذي كنت تريده - أنت - لها في المنال - و بقي لك ممهورا بالوشم... و كان الفهم عندك تبليغا وفيا قائما: بالعلم، و الوعي، و الحس النامي بالمكارم، و بالأخلاق المتينة بالصدق، و الحق، و العدل، و كل الفضائل الانسانية - المجتمعية - المزينة بالعفة، و الحب، و الإخلاص المنزة من أي غبار!
انها صفاتك في الحقيقة الممتازة... عشتها - و جسدتها فيك - قدوة - و مثالا - و قولا - و فعلا... و اعتبرتها فهما تنقله الي الأمة نقلا حيا، فاعلا
[ صفحه 230]
فعله في النفوس، فعلا مستمرا، و متحركا، و ناميا، يا للممارسة!!!
ان العظمة فيك أيها الإمام - و هي الباقية في إطارك - إنك تناولت الفهم، و رحت تحييه بالممارسة... أما الصبر الطويل الذي اتشحت به - اهابا - فهو الذي مارسته، و غدا و شما لك، لا يزال باقيا لنا في الإرث الذي سيتعز به بقاء الأمة في انتظارها:
تحقيق الغد
[ صفحه 231]