بازگشت

الوفاء بالوعد


حينما قام الأب بعد حديثه لليوم الخامس. كان وضعه علي غير ما يرام نتيجة للحديث عن استشهاد الامام الكاظم موسي بن جعفر عليه السلام. و استعراض وفيات آل البيت النبوي الاطهار و أسبابها. حيث هيج ذلك أحزانه. و حينما استلقي علي فراشه لم يزل تفكيره بكل تلك الأحداث. مما جعل كل ذلك دافعا عن عينيه الكري و النوم. فجعل يتقلب علي فراشه تلقب السقيم. حتي مضي من الليل أكثره. و لا يعلم كيف نام و متي بعدها.

و كعادته في الاستيقاض مبكرا. استيقض هذا الصباح. و أيقض ابنيه الكبير و الأوسط معه. و أديا صلاة الصبح.

فقال الأب مخاطبا ابنه الأوسط و هو يبتسم: ما رأيك يا ولدي ان أفي لك بما وعدتك.

فقال الابن الأوسط بسرور: انذهب لزيارة الامامين الكاظمين يا أبي؟

فقال الأب: ان شئت فأنا جاهز.



[ صفحه 62]



فقال الابن الأوسط: و هل في ذلك سؤال يا أبي؟ أو تعتقد اني لا اتمني ذلك من صميم قلبي؟

فقال له الأب مداعبا: ما رأيك لو أخذنا معنا أخاك الأكبر؟

و ما أن قال الأب ذلك حتي فر الوالدين سريعا لتغيير ملابسهما دون أن ينبسا ببنت شفة. فابتسم الأب من سرعة ذهابهما. و بدأ بتغيير ملابسه استعدادا للسفر الي الكاظمية.

و تهيأ الجميع. و ودعوا الأم. و قبلها الأبناء قبل خروجهم. و هي تردد أكثر من مرة: أسألكم الدعاء. حماكم الله و سلمكم جميعا.

خرج الأب و خرج معه ولديه.

و كما هو لبس بخاف أن الطريق من النجف الي الكاظمية يستغرق من الوقت في السيارة حوالي ثلاث ساعات. و هذا يعني أن الوقت طويل. و يحتاج الي حديث يشغل الانسان به نفسه كي لا يشعر بالملل. فقرر الأب أن يشغل نفسه و أبناءه بحديث ما داموا في الطريق. كي لا يتسرب الملل الي نفوسهم.

و لم تمض نصف ساعة علي خروجهم من البيت. حتي بدأت السيارة التي استقلوها بالسير متوجهة الي مدينة الامامين الطاهرين موسي بن جعفر (الكاظم) و محمد بن علي (الجواد) عليه السلام.

و بينما هم في الطريق اذ قال الأب لأبنائه: كما تعلمون يا أبنائي ان مدينة الكاظم أو أحيانا تسمي الكاظمية أو مدينة الكاظمين: ما سميت بهذه الأسماء الا نسبة للامامين موسي الكاظم و محمد الجواد.



[ صفحه 63]



فقال الابن الأوسط: و لماذا سموا بالكاظمين يا أبي؟

فقال الأب: كظم الغيظ صفة أتصف بها كل امام يا ولدي. الا أن الامام موسي بن جعفر عليه السلام قد شاع هذا اللقب عليه أكثر من غيره من الأئمة الاطهار لأنه قد كظم غيظه رغم و ما وجد من الحكام من الظلم و الأذي الكثير. حتي أحس الناس جميعا بذلك. و لذلك أطلق عليه الكاظم. و مثله كان حفيده الامام محمد بن علي الجواد كاظما للغيظ كما هو حال آبائه و اجداده. و لكون موسي بن جعفر كان يطلق عليه ذلك فقد لقب الامامين معا بالكاظمين.

ثم تابع الأب حديثه قائلا: و قبل أن تنشأ هذه المدينة. فقد كانت ارضها مقبرة لكل قرشي يتوفي في بغداد. و لذلك كان يطلقون عليها مقابر قريش. و لكون الامامين عليه السلام دفنا فيها سكنها كثير من محبي آل البيت الاطهار حبا بهم و تبركا بجوارهم. و من ساعتها عمرت و صارت مدينة مباركة مقدسة. كما هو حال كل المدن التي دفن فيها واحد من آل البيت عليه السلام.

فقال الابن الأوسط: كما هو حال مدينة النجف و كربلاء و سامراء و غيرها.

فقال الأب: نعم يا ولدي. هكذا أنشئت هذه المدن.

ثم ساد الأب و أبناءه صمت قصير اتاح لكل واحد منهم أن يسرح بفكره بما يريد التفكير فيه. ثم قال الأب: في زمن الأيام الصادق عليه السلام و الكاظم عليه السلام كان رجل من الشيعة يدعي علي بن يقطين. و يقال أنه كان وزيرا لهارون الرشيد. و قد استأذن عليه رجل من الشيعة أيضا يدعي ابراهيم و كان جمالا. فلم يأذن له لكونه كان جمالا.



[ صفحه 64]



و في تلك السنة كان علي بن يقطين قد حج. و حينما دخل المدينة المنورة استأذن علي الامام موسي بن جعفر عليه السلام. فلم يأذن له الامام عليه السلام. و في اليوم الثاني رأي علي بن يقطين الامام موسي بن جعفر عليه السلام خارج الدار فقال للامام: يا سيدي. ما ذنبي؟ فقال له الامام موسي بن جعفر عليه السلام: حجبتك لأنك حجبت أخاك ابراهيم الجمال. و قد أبي الله أن يشكر سعيك. أو يغفر لك ابراهيم الجمال.

قال علي بن يقطين: فقلت: يا سيدي و مولاي. من لي بابراهيم الجمال في هذا الوقت. و أنا بالمدينة و هو بالكوفة؟

فقال الامام عليه السلام له: اذا كان الليل. فامض الي البقيع وحدك. من غير أن يعلم بك أحد من أصحابك و غلمانك. و تجد نجيبا هناك مسرجا. فاركبه و أمض الي الكوفة.

فوافي علي بن يقطين البقيع. و ركب النجيب. و لم يلبث أن اناخه علي باب ابراهيم الجمال. بالكوفة في مدة قصيرة. فقرع الباب. و قال: أنا علي بن يقطين.

فقال ابراهيم الجمال من داخل الدار: و ما يعمل علي بن يقطين الوزير ببابي؟ فقال له علي بن يقطين: ما هذا. أن امري عظيم. و آلي عليه أن يأذن له. فلما دخل علي بن يقطين قال: يا ابراهيم. أن المولي عليه السلام (يعني الامام الكاظم عليه السلام). ابي أن يقبلني أو تغفر لي. فقال ابراهيم الجمال: يغفر الله لك.

فآلي علي بن يقطين علي ابراهيم الجمال أن يطأ خده. فأمتنع ابراهيم من ذلك. فآلي عليه ثانيا. ففعل ابراهيم. فلم يزل ابراهيم يطأ خده و علي بن يقطين يقول: اللهم اشهد.



[ صفحه 65]



ثم انصرف علي بن يقطين و ركب النجيب. و رجع الي المدينة من ليلته. و أناخه بباب المولي موسي ابن جعفر عليه السلام. فاذن عليه السلام له و دخل. فقبله.

ثم قال الأب: هكذا يجب أن يكون حق الأخ علي أخيه. و الصديق علي صديقه. و القريب علي قريبه. و من يتكبر علي الآخر فلن يري من الله تعالي و رسوله آل البيت الاطهار عليه السلام الرضا و القبول.

ثم قال الأب: و هكذا أيضا كان الأئمة الأطهار يربون شيعتهم و يعلمونهم كي يكونوا مسلمين بكل ما تحمل الكلمة من معني. و بكل ما يحمل الاسلام من قيم و مبادي ء.

الابن الأكبر: و هل كل ذلك كان لعدم الأذن من علي بن يقطين لابراهيم الجمال يا أبي؟

الأب: أتدري يا ولدي ماذا يعني عدم الأذن هذا؟ الابن الأكبر: ماذا يعني يا أبي؟

الأب: أنه يعني يا ولدي أن علي بن يقطين رأي نفسه أكبر من أن يدخل عليه ابراهيم الجمال. لكونه أعظم منه شأنا من شؤون الدنيا. أما شؤون الآخرة فلا يعلم الا الله من هو الأفضل منهما. و من كان يري نفسه هكذا فهو من الكبر. و الكبر كما هو معلوم: اعظام النفس و رؤيتها فوق الغير.

و هو صفة مذمومة توصل بحاملها الي الهلكة و سوء المنقلب. و قد قال تعالي: (سأصرف عن ءاياتي الذين يتكبرون). [1] و قال تعالي: (ادخلوا



[ صفحه 66]



أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوي المتكبرين) [2] و قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل كبر.

ثم قال: الأب: هذا من جانب. أما من الجانب الآخر. فقد سبب علي بن يقطين أذي لابراهيم الجمال حين رفض استقباله و الأذن له.

الابن الأكبر: و كيف سبب له الأذي يا أبي؟

الأب: أو لنتعرف ما هو الأذي؟ و كيف يتسبب؟ و من خلال ذلك نعرف هل كان علي بن يقطين قد سبب الأذي لابراهيم أم لا؟

ثم قال الأب: الأذي: هو أي قول أو فعل يؤدي الي الضرر. سواء كان ذلك الضرر مادي أم معنوي.

و الآن: حينما تحسس انسان بفقرة مثلا أو بأي شي ء آخر تقلل به من شأنه و تظهر له أنك أوفر حظا منه في امتلاك ما فقده. ألا يسبب له هذا التصرف احراجا أو أذي؟

فقال الابن الأكبر: بالتأكيد يا أبي؟

فقال الأب: و هذا ما حصل يا ولدي. فقد سبب له الأذي لكونه لم يأذن له لكونه جمالا أي حسسه بكونه أعلي منه مقاما و عملا. و قد قال الله تعالي في كتابه العزيز: (و الذين يؤذون المؤمنين و المؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا و اثما مبينا (58)) [3] .

الابن الأوسط: ماذا تعني: بغير ما اكتسبوا؟



[ صفحه 67]



الأب: أي بغير ذنب اذنبوه.

ثم قال الأب: و من حديث لرسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال فيه: من آذي مؤمنا فقد آذاني. و من آذاني فقد آذي الله. و من آذي الله فهو ملعون في التوراة و الانجيل و الزبور و الفرقان. و في خبر آخر: (فعليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين). [4] .

ثم قال الأب: و أحيانا يكون الاذي بنظرة و ليس بفعل. كأن ينظر الي أخيه نظرة تؤذيه.

فقال الابن الأكبر: و كيف تؤذيه النظرة يا أبي؟

الأب: اذا كانت نظرة احتقار. أو ازدراء. أو نظرة حقد. أو غير ذلك من النظرات التي توذي. و قد قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في مثل تلك النظرات: (لا يحل للمسلم أن يشير الي أخيه بنظرة تؤذيه).

و لهذا يا أبنائي أمر الامام موسي بن جعفر عليه السلام علي بن يقطين أن يعتذر لابراهيم الجمال و يستغفره علي ما فعله معه. و لأن علي بن يقطين قد عرف عاقبة ما تصرف به مع ابراهيم. آلي عليه حينما ذهب اليه أن يطأ خده. و حينما قال علي: اللهم اشهد. كان يقصد بذلك: اللهم اشهد بكوني قد شعرت بذنبي و ها أنذار أرضي أخي المسلم و استسمحه و استغفره.

و ما ان أنهي الأب حديثه عاد الصمت اليهم مرة أخري. و آجال كل واحد منهم بفكره هنا و هناك.

و لم يمض وقت طويل حتي قال الابن الأكبر لأبيه: اذا كانت أذية المؤمن تسبب أذي لله تعالي و لرسوله. و يكون جزاء فاعلها أنه



[ صفحه 68]



قد احتمل بهتانا و اثما مبينا. و أنه ملعون في التوراة و الأنجيل و الفرقان. فكيف يكون أمر من آذوا ائمة آل البيت النبوي الأطهار الذين جعلهم الله حجة علي عباده؟

فقال الأب: جزاؤهم يا ولدي في أقل تقدير ليس بأقل من الذين يؤذوا المؤمنين.

فقال الابن الأكبر: تري أي أذي آذوا به آل البيت عليهم السلام؟ و أي ارهاب ارهبوهم به حينما كانوا يرسلون عليهم ليهددوهم بالقتل أو السجن؟

فقال الأب: روي الكفعمي في هامش كتاب البلد الأمين أن الخليفة العباس موسي الهادي قد هم بقتل الامام موسي بن جعفر عليه السلام. فرأي عليه السلام جده رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في المنام فعلمه دعاء يدعو به. و أن الله تعالي سيقضي علي عدوه.

فقال الابن الأكبر: و ما هو الدعاء يا أبي؟

فقال الأب: هو دعاء الجوشن الصغير. ثم قال الأب: ما رأيكم لو قرأناه معا؟

فقال الابن الأكبر: نعم يا أبي. لنقرأه.

فقال الأب بعد أن أقام جلسته تأدبا. و فعل أبناءه مثله: بسم الله الرحمن الرحيم.

الهي. كم من عدو انقضي علي سيف عداوته. و شحذ لي ظبة مديته. و أزهف لي شبا حدته. و داف لي قواتل سمومه. و سدد الي (نحو) صوائب سهامه. و لم تنم عني حين حراسته. و أضمر أن يسومني المكروه. و يجرعني زعاف مرارته. فنظرت الي ضعفي عن



[ صفحه 69]



احتمال الفوادح. و عجزي عن الانتصار ممن قصدني بمحاربته. و وحدتي في كثير ممن ناوأني. و أرصد لي. فيما لم عمل فكري في الأرصاد لهم بمثله. فايدتني بقوتك. و شددت ازري بنصرتك. و قللت لي حده. و خذلته بعد جمع عديده و حشده. و أعليت كعبي عليه. و وجهت ما سدد الي من مكائده اليه. و رددته عليه. و لم يشف غليله. و لم تبرد حزازات غيظه. و قد عض علي أنامله و أدبر موليا قد اخفقت سراياه. فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب. و ذي اناة لا يعجل. صل علي محمد و آل محمد. و أجعلني لنعمائك من الشاكرين. و لآلائك من الذاكرين.

الهي و كم من باغ بغاني بمكائده. و نصب لي اشراك مصائده. و وكل بي تفقد رعايته. و اضبأ الي اضباء السبع لطريدته. انتظارا لانتهاز فرصته. و هو يظهر بشاشة الملق. و يبسط وجها غير طلق. فلما رأيت دغر سريرته. و قبح ما أنطوي عليه لشريكه في ملته. و أصبح مجلبا لي في بغيه. اركسته لام رأسه. و اتيت بنيانه من اساسه. فصرعته في زبيته. ورديته في مهوي حفرته. و جعلت خده طبقا لتراب رجله. و شغلته في بدنه و رزقه. و رميته بحجره. و خنقته بوتره. و ذكيته بمشاقصة. و كببته لمنخره. ورددت كيده في نحره. و ربقته بندامته. و فسأته بحسرته. فاستخذأ و تضاءل بعد نخوته. و انقمع بعد استطالته ذليلا. مأسورا في ربق حبالته. التي كان يؤمل أن يراني فيها يوم سطوته. و قد كدت يا رب لولا رحمتك أن يحل بي ما حل بساحته. فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب. و ذي اناة لا يعجل. صل علي محمد و آل محمد. و أجعلني لنعمائك من الشاكرين. و لالائك من الذاكرين.

الهي و كم من حاسد شرق بحسرته. و عدو شجي بغيظه.



[ صفحه 70]



و سلقني بحر لسانه و وخزني بموق عليه. و جعلني غرضا لمراميه. و قلدني خلالا لم تزل فيه. ناديتك يا رب مستجيرا بك. واثقا بسرعة اجابتك. متوكلا علي ما لم أزل اتعرفه من حسن دفاعك. عالما أنه لا يضطهد من آوي الي ظل كنفك. و لن تقرع الحوادث من لجأ الي معقل الانتصار بك. فحصنتني من بأسه بقدرتك. فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب. و ذي اناة لا يعجل. صل علي محمد و آل محمد. و أجعلني لنعمائك من الشاكرين. و لالائك من الذاكرين.

الهي و كم من سحائب مكروه جليتها. و سماء نعمة مطرتها. و جداول كرامة اجريتها. و اعين أحداث طمستها. و ناشئة رحمة نشرتها. و جنة عافية ألبستها. و غوامر كربات كشفتها. و أمور جارية قدرتها. لم تعجزك اذ طلبتها. و لم تمتنع منك اذ أردتها. فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب. و ذي اناة لا يعجل. صل علي محمد و آل محمد. و أجعلني لنعمائك من الشاكرين. و لالائك من الذاكرين.

الهي و كم من ظن حسن حققت. و من كسر املاق خبرت. و من مسكنة فادحة حولت. و من صرعة مهلكة نعشت. و من مشقة أرحت. لا تسأل عما تفعل و هم يسألون. و لا ينقصك ما انفقت. و لقد سئلت فاعطيت. و لم تسأل فابتدأت. و استميح باب فضلك فما اكديت. أبيت الا انعاما و امتنانا. و الا تطولا يا رب و احسانا. و أبيت الا انتهاكا لحرماتك. و اجتراء علي معاصيك. و تعديا لحدودك. و غفلة عن وعيدك. و طاعة لعدوي و عدوك. لم يمنعك يا الهي و ناصري اخلالي بالشكر عن اتمام احسانك. و لا حجزني ذلك عن ارتكاب مساخطك. اللهم و هذا مقام عبد ذليل. اعترف لك بالتوحيد. و اقر علي نفسه بالتقصير في اداء حقك. و شهد لك بسبوغ



[ صفحه 71]



نعمتك عليه. و جميل عادتك عنده. و احسانك اليه. فهب لي يا الهي و سيدي من فضلك ما أريد سببا الي رحمتك. و أتخذه سلما أعرج فيه الي مرضاتك. و آمن به من سخطك. بعزتك و طولك. و بحق نبيك محمد صلي الله عليه و آله. فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب. و ذي اناة لا يعجل. صل علي محمد و آل محمد. و أجعلني لنعمائك من الشاكرين. و لالائك من الذاكرين.

الهي و كم من عبد امس و أصبح في كرب الموت. و حشرجة الصدر. و النظر الي ما تقشعر منه الجلود. و تفزع له القلوب. و أنا في عافية من ذلك كله. فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب. و ذي اناة لا يعجل. صل علي محمد و آل محمد. و أجعلني لنعمائك من الشاكرين. و لالائك من الذاكرين.

الهي و لكم من عبد أمسي و أصبح سقيما موجعا في أنة و عويل. يتقلب في غمه. و لا يجد محيصا. و لا يسيغ طعاما و لا شرابا. و أنا في صحة من البدن. و سلامة من العيش. كل ذلك منك. فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب. و ذي اناة لا يعجل. صل علي محمد و آل محمد. و أجعلني لنعمائك من الشاكرين. و لالائك من الذاكرين.

الهي و كم من عبد أمسي و أصبح خائفا مرعوبا مشفقا. و جلا هاربا طريدا. منحجرا في مضيق و مخبأة من المخابي ء. قد ضاقت عليه الأرض برحبها. لا يجد حيلة و لا منجي و لا مأوي. و أنا في أمن و طمأنينة و عافية من ذلك كله. فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب. و ذي اناة لا يعجل. صل علي محمد و آل محمد. و أجعلني لنعمائك من الشاكرين. و لالائك من الذاكرين.



[ صفحه 72]



الهي و سيدي. و كم من عبد أمسي و أصبح مغلولا مكبلا في الحديد بأيدي العداة لا يرحمونه. فقيدا من أهله و ولده. منقطعا عن أخوانه و بلده. يتوقع كل ساعة بأي قتلة يقتل. و بأي مثلة يمثل به. و أنا في عافية من ذلك كله. لنعمائك من الشاكرين. و لالائك من الذاكرين.

الهي و كم من عبد أمسي و أصبح يقاسي الحرب مباشرة القتال بنفسه. قد غشيته الأعداء من كل جانب بالسيوف و الرماح و آلة الحرب. يتقعقع في الحديد قد بلغ مجهوده. لا يعرف حيلة. و لا يجد مهربا. قد اذنف بالجراحات. أو متشحطا بدمه تحت السنابك. و الارجل. يتمني شربة من ماء. أو نظرة الي أهله و ولده لا يقدر عليها. و أنا في عافية من ذلك كله. فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب. و ذي اناة لا يعجل. صل علي محمد و آل محمد. و اجعلني لنعمائك من الشاكرين. و لالائك من الذاكرين.

الهي و كم من عبد أمسي و أصبح في ظلمات البحار. و عواصف الرياح و الأهوال و الأمواج. يتوقع الغرق و الهلاك. لا يقدر علي حيلة. أو مبتلي بصاعقة أو هدم أو حرق. أو شرق أو خسف. أو مسخ أو قذف. و أنا في عافية من ذلك كله. فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب. و ذي اناة لا يعجل. صلي علي محمد و آل محمد. و أجعلني لنعمائك من الشاكرين. و لالائك من الذاكرين.

الهي و كم من عبد أمسي و أصبح مسافرا. شاخصا من أهله و ولده. متحيرا في المفاوز تائها مع الوحوش و البهائم و الهوام. وحيدا فريدا لا يعرف حيلة. و لا يهتدي سبيلا. أو متأذيا ببرد أو



[ صفحه 73]



حر أو جوع. أو عري أو غيره من الشدائد. مما أنا منه خلو. في عافية من ذلك كله. فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب. و ذي اناة لا يعجل. صل علي محمد و آل محمد. و أجعلني لنعمائك من الشاكرين. و لالائك من الذاكرين.

الهي و سيدي. و كم من عبد أمسي و أصبح فقيرا عائلا. عاريا مملقا مخفقا. مهجورا جائعا ظمآن. ينتظر من يعود عليه بفضل. أو عبد وجيه عندك. هو أوجه مني عندك. و أشد عبادة لك. مغلولا مقهورا. قد حمل ثقلا من تعب العناء. و شدة العبودية. و كلفة الرزق. و ثقل الضربية. أو مبتلي ببلاء شديد لا قبل له به الا بمنك عليه. و أنا المخدوم المنعم. المعافي المكرم. في عاقبة مما هو فيه. فلك الحمد يا رب علي ذلك كله. من مقتدر لا يغلب.. و ذي اناة لا يعجل. صل علي محمد و آل محمد. و أجعلني لنعمائك من الشاكرين. و لالائك من الذاكرين.

الهي و سيدي. و كم من عبد أمسي و أصبح عليلا مريضا سقيما. مدنفا علي فرش العلة و في لباسها. يتقلب يمينا و شمالا. لا يعرف شيئا من لذة الطعام. و لا من لذة الشراب. ينظر الي نفسه حسرة. لا يستطيع لها ضرا و لا نفعا. و أنا خلوا من ذلك كله بجودك و كرمك. فلا اله الا أنت. سبحانك من مقتدر لا يغلب. و ذي أناة لا يعجل. صلي علي محمد و آل محمد. و أجعلني لنعمائك من الشاكرين. ولائك من الذاكرين. و أرحمني برحمتك يا أرحم الراحمين.

مولاي و سيدي. وكم من عبد أمسي و أصبح و قد دنا يومه من حتفه. و أحدق به ملك الموت في أعوانه. يعالج سكرات الموت



[ صفحه 74]



و حياضه. تدور عيناه يمينا و شمالا. ينظر الي احبائه و أودائه و اخلائه. قد منع من الكلام. و حجب عن الخطاب. ينظر الي نفسه حسرة. لا يستطيع لها ضرا و لا نفعا. و أنا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك. فلا اله الا أنت. سبحانك من مقتدر لا يغلب. و ذي اناة لا يعجل. صلي علي محمد و آل محمد. و أجعلني لنعمائك من الشاكرين. و لالائك من الذاكرين. و أرحمني برحمتك يا أرحم الراحمين.

مولاي و سيدي. و كم من عبد أمسي و أصبح في مضايق الحبوس و السجون و كربها و ذلها و حديدها. تتداوله أعوانها و زبانيتها. فلا يدري أي حال يفعل به. و أي مثلة يمثل به. فهو في ضرر من العيش. و ضنك من الحياة. ينظر الي نفسه حسرة لا يستطيع لها ضرا و لا نفعا. و أنا خلوا من ذلك كله بجودك و كرمك. فلا اله الا أنت سبحانك من مقتدر لا يغلب. و ذي أناة لا يعجل. صلي علي محمد و آل محمد. و أجعلني لك من العابدين. و لنعمائك من الشاكرين و لالائك من الذاكرين. و أرحمني برحمتك يا ارحم الراحمين.

سيدي و مولاي. و كم من عبد أمسي و أصبح قد استمر عليه القضاء. و أحدق به البلاء. و فارق أوداءه و احباءه و اخلاءه. و أمسي اسيرا حقيرا. ذليلا في أيدي الكفار و الأعداء. يتداولونه يمينا و شمالا. قد حصر في المطامير. و ثقل بالحديد. لا يري شيئا من ميناء الدنيا و لا من روحها. ينظر الي نفسه حسرة. لا يستطيع لا ضرا و لا نفعا. و أنا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك. فلا اله أنت سبحانك من مقتدر لا يغلب. و ذي اناة لا يجل. صلي علي محمد و آل محمد. و أجعلني لك من العابدين. و لنعمائك من الشاكرين. و لالائك من الذاكرين. و أرحمني برحمتك يا أرحم الراحمين.



[ صفحه 75]



و عزتك يا كريم. لا طلبن مما لديك. و لا لحن عليك. و لا مدن يدي نحوك. مع جرمها اليك.

يا رب فبمن أعوذ و بمن الوذ. و لا أحد لي الا أنت. افتردني و أنت معولي. و عليك متوكلي.

اسألك باسمك الذي وضعته علي السماء فاستقلت. و علي الأرض فاستقرت. و علي الجبار فرست. و علي الليل فاظلم. و علي النهار فاستنار. أن تصلي علي محمد و آل محمد. و أن تقضي حوائجي كلها. و تغفر لي ذنوبي كلها. صغيرها و كبيرها. و توسع علي في الرزق. ما تبلغني به شرف الدنيا و الآخرة. يا أرحم الراحمين.

مولاي بك استعنت. فصل علي محمد و آل محمد و أعني. و بك استجرت فاجرني. و اغنني بطاعتك عن طاعة عبادك. و بمسالتك عن مسألة خلقك. و انقلني من ذل الفقر الي عز الغني. و من ذل المعاصي الي عز الطاعة. فقد فضلتني عن كثير من خلقك. جودا منك و كرما. لا باستحقاق مني.

الهي فلك الحمد علي ذلك كله. صل علي محمد و آل محمد. و أجعلني لنعمائك من الشاكرين. و لالائك من الذاكرين. و أرحمني برحمتك يا أرحم الراحمين.

ثم قال الأب لأبنائه. أومؤا برؤسكم و كأنكم تسجدون و قولوا معي:

سجد وجهي الذليل لوجهك العزيز الجليل.

سجد وجهي البالي الفاني لوجهك الدائم الباقي.



[ صفحه 76]



سجد وجهي الفقير لوجهك الغني الكبير.

سجد وجهي و سمعي و بصري و لحمي و دمي و جلدي و عظمي. و ما اقلت الأرض مني لله رب العالمين.

اللهم عد علي وجهي بحلمك. و علي فقري بغناك. و علي ذلي بعزك و سلطانك. و علي ضعفي بقوتك. و علي خوفي بامنك. و علي ذنوبي و خطاياي بعفوك و رحمتك. يا رحمن يا رحيم.

اللهم اني ادرأ بك في نحر فلان بن فلان. و أعوذ بك من شره. فاكفنيه بما كفيت به أنبياءك. و أولياءك من خلقك. و صالحي عبادك. من فراعنة خلقك. و طغاة عداتك. و شر جميع خلقك. برحمتك يا أرحم الراحمين. انك علي كل شي ء قدير. و حسبنا الله و نعم الوكيل.

و ما أن انتهي الأب من دعائه حتي كانت السيارة قد دخلت مدينة الكاظمية. و اذا بالمنائر قد بانت شامخة مترفعة علي غيرها من المنائر كونها نصبت علي ضريحي امامين طاهرين.

و لم يمض وقت طويل حتي وصلوا مرقد الامامين موسي بن جعفر و محمد الجواد عليه السلام. فتقدم الأب أبناءه بسكينة و وقار حتي وقف علي الباب و قال:

الله أكبر. الله أكبر. لا اله الا الله و الله أكبر. الحمد لله علي هدايته لدينه. و التوفيق لما دعا اليه من سبيله. اللهم انك اكرم مقصود. و أكرم مأتي. و قد اتيتك متقربا اليك بابني بنت نبيك صلواتك عليهما. و علي آبائهما الطاهرين. و أبنائهما الطيبين.

اللهم صلي علي محمد و آل محمد. و لا تخيب سعيي. و لا



[ صفحه 77]



تقطع رجائي. و أجعلني عندك وجيها في الدنيا و الآخرة و من المقربين.

ثم ألتفت الأب الي أبنائه و قال: أدخلوا معي مقدمي ارجلكما اليمني و قولوا معي:

بسم الله. و بالله. و في سبيل الله. و علي ملة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم. اللهم اغفر لي و لوالدي. و لجميع المؤمنين و المؤمنات.

ثم دخل الأب و ابنيه حتي وصلوا باب القبة فوقفوا و قال الأب: أأدخل يا رسول الله. أأدخل يا نبي الله. أأدخل يا محمد بن عبدالله. أأدخل يا أميرالمؤمنين. أأدخل يا أبامحمد الحسن. أأدخل يا أباعبدالله الحسين. أأدخل يا أبامحمد علي بن الحسين. أأدخل يا أباجعفر محمد بن علي. أأدخل يا أباعبدالله جعفر بن محمد. أأدخل يا مولاي يا أباالحسن موسي بن جعفر. أأدخل يا مولاي يا أباجعفر. أأدخل يا مولاي يا محمد بن علي.

أأدخل يا ملائكة الله المحيطين بهذين القبرين الشريفين.

ثم دخل الأب و أبناءه و قال: بسم الله الرحمن الرحيم و الله أكبر.

و ما أن وصل الأب عند الضريح الطاهر قال:

السلام عليكما يا وليي الله. السلام عليكما يا حجتي الله. السلام عليكما يا نوري الله في ظلمات الأرض. أشهد انكما قد بلغتما عن الله ما حملكما. و حفظتما ما استودعتها. و حللتما حلال الله. و حرمتما حرام الله. و اقمتما حدود الله. و تلوتما كتاب الله. و صبرتما علي الاذي في جنب الله محتسبين. حتي آتاكما اليقين.



[ صفحه 78]



ابرأ الي الله من اعدائكما. و اتقرب الي الله بولايتكما. اتيتكما زائرا عارفا بحقكما. مواليا لأوليائكما. معاديا لاعدائكما. مستبصرا بالهدي الذي أنتما عليه. عارفا بضلالة من خالفكما. فاشفعا لي عند ربكما. فان لكما عند الله جاها عظيما. و مقاما محمودا.

ثم قبل الأب و أبناؤه القبر الشريف. و داروا حوله و هم يتوسلون و يدعون الله تعالي أن يوفقهم لما يحب و يرضي. و يصلون علي النبي الطاهر محمد و علي آله الطيبين الطاهرين. ثم صلي كان منهم ركعتين قربة الي الله تعالي.

ثم سجد الأب و أبناؤه. و قال:

اللهم اليك اعتمدت. و اليك قصدت. و بفضلك رجوت. و قبر امامي الذي أوجبت علي طاعته زرت. و به اليك توسلت. فبحقهم الذي أوجبت علي نفسك. أغفر لي و لوالدي و للمؤمنين يا كريم.

ثم قلب الأب خده الأيمن. و كذلك فعل أبناؤه. و قال: اللهم قد علمت حوائجي. فصل علي محمد و آل محمد و اقضها يا أرحم الراحمين.

ثم قلبوا خدهم الأيسر و قال الأب: اللهم قد احصيت ذنوبي. فبحق محمد و آل محمد. صل علي محمد و آل محمد. و اغفرها و تصدق علي بما أنت أهله.

ثم سجد الأب و كذلك أبناؤه. و قال: شكرا شكرا مائة مرة.

ثم جلس الأب و معه أبناؤه و قال:

اللهم أنت الرب و أنا المربوب. و أنت الخالق و أنا المخلوق. و أنت المالك و أنا المملوك. و أنت المعطي و أنا السائل. و أنت



[ صفحه 79]



الرازق و أنا المرزوق. و أنت القادر و أنا العاجز. و أنت القوي و أنا الضعيف. و أنت المغيث و أنا المستغيث. و أنت الدائم و أنا الزائل. و أنت الكبير و أنا الحقير. و أنت العظيم و أنا الصغير. و أنت المولي و أنا العبد. و أنت العزيز و أنا الذليل. و أنت الرفيع و أنا الوضيع. و أنت المدبر و أنا المدبر. و أنت الباقي و أنا الفاني. و أنت الغني و أنا الفقير. و أنت الحي و أنا الميت. تجد من تعذب غيري. و لا أجد من يرحمني غيرك. اللهم صل علي محمد و آل محمد. و قرب فرجهم.

ذلي بين يديك و تضرعي اليك. و وحشتي من الناس و أنسي بك يا كريم. تصدق علي في هذه المسألة. برحمة من عندك تهدي بها قلبي. و تجمع بها أمري. و تلم بها شعثي. و تبيض بها وجهي. و تكرم بها مقامي. و تحط بها عني وزري. و تغفر بها ما مضي من ذنوبي. و تعصمني فيما بقي من عمري. و تستعملني في ذلك كله بطاعتك و ما يرضيك عني. و تختم عملي باحسنه. و تجعل لي ثوابه الجنة. و تسلك بي سبيل الصالحين. و تعينني علي صالح ما اعطيتني. كما أعنت الصالحين علي صالح ما اعطيتهم. و لا تنزع مني صالحا ابدا. و لا تكلني الي نفسي طرفة عين ابدا. و لا أقل من ذلك و لا أكثر. يا رب العالمين.

اللهم صل علي محمد و آل محمد. و أرني الحق حقا فاتبعه. و الباطل باطلا فاجتنبه. و لا تجعله علي متشابها فاتبع هواي بغير هدي منك. و أجعل هواي تبعا لطاعتك. و خذ رضا نفسك من نفسي. و أهدني لما اختلفت فيه من الحق باذنك. أنك تهدي من تشاء الي صراط مستقيم.



[ صفحه 80]



ثم التفت الأب الي ابنيه و صافحهما و قال: تقبل الله مني و منكما يا ولدي. و رحمني و رحمكما. أنه أرحم الراحمين.

ثم جلسوا في الحرم قليلا. و هم بين صلاة و مناجاة و استراحة. ثم نهض الأب و هو يقول لأبنائه: هلم يا أبنائي و توكلوا علي الله. ثم سار امامهم. و أمسك بيديه شباك قبر الامام موسي بن جعفر عليه السلام. ثم قال: السلام عليك يا مولاي يا أباالحسن و رحمة الله و بركاته. استودعك الله. و اقرأ عليك السلام. آمنا بالله و بالرسول. و بما جئت به. و دللت عليه. اللهم اكتبنا مع الشاهدين.

ثم تحول الي قبر الامام محمد الجواد عليه السلام و قال:

السلام عليك يا مولاي يا ابن رسول الله. و رحمة الله و بركاته. استودعك الله. و اقرأ عليك السلام. آمنا بالله و بالرسول. و بما جئت به. و دللت عليه. اللهم اكتبنا مع الشاهدين.

ثم قبلوا الضريحين الشريفين المباركين. و خرجوا...

قضي الأب و أبناؤه بعض الوقت متجولين في أسواق الكاظمية. و اشتروا ما لزمهم شراؤه. ثم توجهوا بعد ذلك الي حيث تتواجد السيارات المتوجهة الي النجف. و عادوا الي أهلهم و مدينتهم في سلام و حفظ من الله تعالي. شاكرين لله افضاله و نعمائه.



[ صفحه 81]




پاورقي

[1] الأعراف: الآية 146.

[2] الزمر: الآية 72.

[3] الأحزاب: الآية 58.

[4] جامع الأخبار الباب السابع. الفصل الرابع.