بازگشت

في طي الأرض


1 - عن اسماعيل بن سلام و ابن حميد، قالا: بعث الينا علي بن يقطين فقال: اشتريا راحلتين و تجنبا الطريق، و دفع الينا مالا و كتبا، حتي توصلا ما معكما من المال و الكتب الي أبي الحسن موسي عليه السلام و لا يعلم بكما أحد.

قالا: فأتينا الكوفة فاشترينا راحلتين و تزودنا زادا، و خرجنا نتجنب الطريق، حتي اذا صرنا ببطن الرمة [1] شددنا راحلتنا و وضعنا لها العلف و قعدنا نأكل، فبينا نحن كذلك، اذا راكب قد أقبل و معه شاكري [2] ، فلما قرب منا فاذا هو أبوالحسن موسي عليه السلام، فقمنا اليه و سلمنا عليه و دفعنا اليه الكتب و ما كان معنا، فأخرج من كمه كتبا فناولنا اياها. فقال: هذه جوابات كتبكم.

قال: قلنا: ان زادنا قد فني، فلو آذنت لنا فدخلنا المدينة فزرنا رسول الله صلي الله عليه و آله و تزودنا زادا؟ فقال: هاتا ما معكما من الزاد، فأخرجنا الزاد اليه فقلبه بيده، فقال: هذا يبلغكما الي الكوفة، و أما رسول الله صلي الله عليه و آله فقد رأيتماه [3] .



[ صفحه 133]



اني صليت معهم الفجر، و أنا اريد أن اصلي معهم الظهر، انصرف في حفظ الله [4] .

2 - و عن محمد بن علي الصوفي، قال: استأذن ابراهيم الجمال علي أبي الحسن علي بن يقطين الوزير، فحجبه، فحج علي بن يقطين في تلك السنة، فاستأذن بالمدينة علي مولانا موسي بن جعفر عليه السلام فحجبه، فرآه ثاني يومه، فقال علي ابن يقطين: يا سيدي، ما ذنبي! فقال: حجبتك لأنك حجبت أخاك ابراهيم الجمال، و قد أبي الله أن يشكر سعيك أو يغفر لك ابراهيم الجمال.

فقال: سيدي و مولاي من لي بابراهيم الجمال في هذا الوقت و أنا بالمدينة و هو بالكوفة؟ فقال: اذا كان الليل فامض الي البقيع وحدك من غير أن يعلم بك أحد من أصحابك و غلمانك، و اركب نجيبا هناك مسرجا، قال: فوافي البقيع و ركب النجيب، و لم يلبث أن أناخه علي باب ابراهيم الجمال بالكوفة، فقرع الباب و قال: أنا علي بن يقطين.

فقال ابراهيم من داخل الدار: و ما يعمل علي بن يقطين الوزير ببابي؟! فقال علي بن يقطين: يا هذا، ان أمري عظيم و آلي عليه أن يأذن له، فلما دخل قال: يا ابراهيم، ان المولي عليه السلام أبي أن يقبلني أو تغفر لي، فقال: يغفر الله لك. فآلي علي بن يقطين علي ابراهيم الجمال أن يطأ خذه، فامتنع ابراهيم من ذلك، فآلي عليه ثانيا ففعل، فلم يزل ابراهيم يطأ خده و علي بن يقطين يقول: اللهم اشهد، ثم انصرف و ركب النجيب و أناخه من ليلته بباب المولي موسي بن جعفر عليه السلام بالمدينة فأذن له، و دخل عليه فقبله [5] .



[ صفحه 134]




پاورقي

[1] بطن الرمة: منزل لأهل البصرة اذا أرادوا المدينة، بها يجتمع أهل البصرة و الكوفة، و منه الي العسيلة.

[2] الشاكري: المستخدم أو الأجير.

[3] قوله عليه السلام: «أما رسول الله صلي الله عليه و آله فقد رأيتماه» يحتمل معنيين: الأول: انكما قربتما المدينة و القرب بحكم الزيارة. و الثاني: ان رؤيتي بمنزلة رؤية رسول الله صلي الله عليه و آله. و هذا صحيح لو كانت المسافة الي المدينة بعيدة. و استظهر العلامة المجلسي المعني الأول.

[4] رجال الكشي: 735، الحديث 821، البحار 48: 34، الحديث 5، العوالم: 130، الحديث 1.

[5] عيون المعجزات: 101، البحار 48: 85، الحديث 105، الثاقب في المناقب: 458، الحديث 4.