بازگشت

في علمه باللغات


1 - عن علي بن أبي حمزة، قال: كنت عند أبي الحسن عليه السلام اذ دخل عليه ثلاثون مملوكا من الحبش، و قد اشتروهم له، فكلم غلاما منهم، و كان من الحبش، فكلمه بكلامه ساعة، حتي أتي بجميع ما يريد، و أعطاه درهما، فقال: اعط أصحابك هؤلاء كل غلام منهم كل هلال ثلاثين درهما.

ثم خرجوا. فقلت: جعلت فداك، لقد رأيتك تكلم هذا الغلام بالحبشية، فماذا أمرته؟

قال عليه السلام: أمرته أن يستوصي بأصحابه خيرا، و يعطيهم في كل هلال ثلاثين درهما، و ذلك أني لما نظرت اليه علمت أنه غلام عاقل من أبناء ملكهم، فأوصيته بجميع ما أحتاج اليه، فقبل وصيتي، و مع هذا غلام صدق.

ثم قال عليه السلام: لعلك عجبت من كلامي اياه بالحبشية؟ لا تعجب، فما الذي خفي عليك من أمر الامام أعجب و أكثر، و ما هذا من الامام في علمه الا كطير أخذ بمنقاره من البحر قطرة من ماء، أفتري الذي أخذ بمنقاره نقص من البحر شيئا؟ قال: فان الامام بمنزلة البحر لا ينفد ما عنده، و عجائبه أكثر من ذلك، و الطير حين أخذ من البحر قطرة لم ينقص من البحر شيئا، كذلك العالم لا ينقصه علمه شيئا و لا تنفد عجائبه [1] .



[ صفحه 148]



2 - و عن أبي بصير، قال: قلت لأبي الحسن موسي: جعلت فداك، بم يعرف الامام؟ قال: بخصال، أما اولاهن فانه بشي ء قد تقدم فيه من أبيه، و اشارته اليه لتكون حجة، و يسأل فيجيب، و اذا سكت عنه ابتدأ، و يخبر بما في غد، و يكلم الناس بكل لسان.

ثم قال: يا أبامحمد، اعطيك علامة قبل أن تقوم، فلم ألبث أن دخل عليه رجل من أهل خراسان يكلمه، فكلمه الخراساني بالعربية، فأجابه أبوالحسن بالفارسية، فقال الخراساني: و الله ما منعني أن اكلمك بالفارسية الا أنني ظننت أنك لا تحسنها، فقال: سبحان الله! اذا كنت لا احسن أن أجيبك فما فضلي عليك فيما أستحق.

ثم قال: يا أبامحمد، ان الامام لا يخفي عليه كلام أحد من الناس، و لا منطق الطير، و لا كلام شي ء فيه روح [2] .


پاورقي

[1] قرب الاسناد: 144، الخرائج و الجرائح 1: 312، الحديث 5، البحار 48: 100، الحديث 3.

[2] اعلام الوري: 304، دلائل الامامة: 166، قرب الاسناد: 146، الكافي 1: 225، الحديث 7، اثبات الوصية: 167، عيون المعجزات: 99، روضة الواعظين: 213، المناقب 4: 299، الخرائج و الجرائح 1: 333، الحديث 24.