بازگشت

في استجابة دعواته


1 - عن أبي عبدالله محمد بن خالد البرقي، قال: حدثنا حماد بن عيسي الجهني، قال: دخلت علي أبي الحسن موسي فقلت: جعلت فداك، ادع الله أن يرزقني دارا و زوجة و ولدا و خادما و الحج في كل سنة، فرفع يده و قال: اللهم صل علي محمد و آل محمد، و ارزقه دارا و زوجة و ولدا و خادما و الحج خمسين.



[ صفحه 149]



قال حماد: فحججت ثمانية و أربعين سنة، و هذه زوجتي وراء الستر تسمع كلامي، و هذا ابني، و هذا خادمي، و حج بعد هذا الكلام حجتين، ثم خرج بعد الخمسين فزامل أباالعاص النوفلي، فلما صار في موضع الاحرام دخل يغتسل، فجاء الوادي فحمله، فغرق فمات و دفن بالسيالة [1] .

2 - و عن محمد بن الحسين، عن عثمان بن عيسي، قال: قلت لأبي الحسن الأول عليه السلام: ان الحسن بن محمد له اخوة من أبيه و ليس يولد له ولد الا مات، فادع الله له، فقال: قضيت حاجته؛ فولد له غلامان [2] .

3 - و عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، قال: حججت أيام خالي اسماعيل بن الياس، فكتبت الي أبي الحسن الأول عليه السلام، فكتب خالي: ان لي بنات و ليس لي ذكر، و قد قل رجالنا، و قد خلفت امرأتي و هي حامل، فادع الله أن يجعله غلاما و سمه، فوقع في الكتاب: قد قضي الله تبارك و تعالي حاجتك، و سمه محمدا، فقدمنا الكوفة و قد ولد له غلام قبل دخول الكوفة بستة أيام، و دخلنا يوم سابعه، قال أبومحمد: فهو و الله اليوم رجل له أولاد [3] .



[ صفحه 150]



4 - و عن ابراهيم بن صالح، عن رجل من الجعفريين، قال: كان بالمدينة عندنا رجل يكني أبا القمقام و كان محارفا [4] ، فأتي أباالحسن عليه السلام فشكا اليه حرفته، و أخبره أنه لا يتوجه في حاجة فتقضي له، فقال له أبوالحسن عليه السلام: قل في آخر دعائك من صلاة الفجر: «سبحان الله العظيم، أستغفر الله و أسأله من فضله» عشر مرات.

قال أبوالقمقام: فلزمت ذلك، فوالله ما لبثت الا قليلا حتي ورد علي قوم من البادية، فأخبروني أن رجلا من قومي مات و لم يعرف له وارث غيري، فانطلقت فقبضت ميراثه و أنا مستغن [5] .

5 - و عن زياد القندي، قال: كتبت الي أبي الحسن الأول عليه السلام: علمني دعاء فاني قد بليت بشي ء، و كان قد حبس ببغداد حيث اتهم بأموالهم، فكتب اليه: اذا صليت فأطل السجود، ثم قل: يا أحد من لا أحد له، حتي ينقطع النفس، ثم قل: يا من لا يزيده كثرة الدعاء الا جودا و كرما، حتي ينقطع النفس، ثم قل: يا رب الأرباب، أنت أنت أنت الذي انقطع الرجاء الا منك، يا علي يا عظيم.

قال زياد: فدعوت به ففرج الله عني و خلي سبيلي [6] .

6 - قال ابن شهر آشوب: حكي أنه مغص بعض الخلفاء، فعجز بختيشوع النصراني عن دوائه، و أخذ جليدا فأذابه بدواء، ثم أخذ ماء و عقده بدواء، و قال:



[ صفحه 151]



هذا الطب الا أن يكون مستجابا دعاؤه، ذا منزلة عند الله يدعو لك.

فقال الخليفة: علي بموسي بن جعفر، فاتي به، فسمع في الطريق أنينه، فدعا الله سبحانه، و زال مغص الخليفة، فقال له: بحق جدك المصطفي أن تقول بما دعوت لي؟ فقال: قلت: اللهم كما أريته ذل معصيته، فأره عز طاعتي؛ فشفاه الله من ساعته [7] .

7 - و عن شقيق البلخي [8] ، قال: خرجت حاجا في سنة تسع و أربعين و مائة، فنزلنا القادسية، فبينا أنا أنظر الي الناس في زينتهم و كثرتهم، فنظرت الي فتي حسن الوجه، شديد السمرة، ضعيف، فوق ثيابه ثوب من صوف، مشتمل بشملة، في رجليه نعلان، و قد جلس منفردا، فقلت في نفسي: هذا الفتي من الصوفية يريد أن يكون كلا علي الناس في طريقهم، و الله لأمضين اليه و لاوبخنه، فدنوت منه، فلما رآني مقبلا قال: يا شقيق (... اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم...) [9] .

ثم تركني و مضي فقلت في نفسي: ان هذا الأمر عظيم، قد تكلم بما في نفسي، و نطق باسمي، و ما هذا الا عبد صالح، لألحقنه و لأسألنه أن يحالني، فأسرعت في أثره



[ صفحه 152]



فلم ألحقه، و غاب عن عيني، فلما نزلنا واقصة [10] ، و اذا به يصلي و أعضاؤه تضطرب و دموعه تجري، فقلت: هذا صاحبي أمضي اليه و أستحله.

فصبرت حتي جلس و أقبلت نحوه، فلما رآني مقبلا قال: يا شقيق اتل: (و اني لغفار لمن تاب و آمن و عمل صالحا ثم اهتدي) [11] .

ثم تركني و مضي، فقلت: ان هذا الفتي لمن الأبدال، لقد تكلم علي سري مرتين، فلما نزلنا زبالة [12] اذا بالفتي قائم علي البئر و بيده ركوة [13] يريد أن يستقي ماء، فسقطت الركوة من يده في البئر، و أنا أنظر اليه، فرأيته و قد رمق السماء و سمعته يقول:



أنت ريي [14] اذا ظمئت الي الماء

و قوتي اذا أردت الطعاما



اللهم سيدي ما لي غيرها فلا تعدمنيها، قال شقيق: فوالله لقد رأيت البئر و قد ارتفع ماؤها، فمد يده و أخذ الركوة و ملأها ماء، فتوضأ و صلي أربع ركعات، ثم مال الي كثيب رمل، فجعل يقبض بيده و يطرحه في الركوة و يحركه و يشرب، فأقبلت اليه و سلمت عليه، فرد علي السلام. فقلت: أطعمني من فضل ما أنعم الله عليك.

فقال: يا شقيق، لم تزل نعمة الله علينا ظاهرة و باطنة، فأحسن ظنك بربك، ثم ناولني الركوة فشربت منها، فاذا هو سويق و سكر، فوالله ما شربت قط ألذ منه و لا أطيب ريحا، فشبعت و رويت، و بقيت أياما لا أشتهي طعاما و شرابا.



[ صفحه 153]



ثم اني لم أره حتي دخلنا مكة، فرأيته ليلة الي جنب قبة الشراب في نصف الليل قائما يصلي بخشوع و أنين و بكاء، فلم يزل كذلك حتي ذهب الليل، فلما رأي الفجر جلس في مصلاه يسبح، ثم قام فصلي الغداة و طاف بالبيت اسبوعا [15] ، فخرج فتبعته، و اذا له حاشية و موال و هو علي خلاف ما رأيته في الطريق، دار به الناس من حوله يسلمون عليه، فقلت لبعض من رأيته يقرب منه: من هذا الفتي؟ فقال: هذا موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب عليهم السلام. فقلت: قد عجبت أن تكون هذه العجائب الا لمثل هذا السيد.

و قد نظم بعض المتقدمين واقعة شقيق البلخي معه عليه السلام في أبيات طويلة، منها:



سل شقيق البلخي عنه بما شا

هد منه و ما الذي كان أبصر



قال لما حججت عاينت شخصا

ناحل الجسم شاحب اللون أسمر



سائرا وحده و ليس له زا

د فما زلت دائبا أتذكر



و توهمت أنه يسأل النا

س و لم أدر أنه الحج الأكبر



ثم عاينته و نحن نزول

دون فيد [16] علي الكثيب الأحمر



يضع الرمل في الانا و يشربه

فناديته و عقلي محير



اسقني شربة فلما سقاني

منه عاينته سويقا و سكر



فسألت الحجيج من يك هذا

قيل: هذا الامام موسي بن جعفر [17] .



[ صفحه 154]




پاورقي

[1] دلائل الامامة: 160، قرب الاسناد: 128، اثبات الوصية: 168، أمالي المفيد 12: 11، الاختصاص: 205، رجال الكشي: 316، الحديث 572، المناقب 4: 306، و السيالة: هي أول مرحلة لأهل المدينة اذا أرادوا مكة.

[2] قرب الاسناد: 126.

[3] قرب الاسناد: 141.

[4] المحارف: المحروم يطلب فلا يرزق، و هو خلاف المبارك.

[5] الكافي 5: 315.

[6] الكافي 3: 328، الحديث 25.

[7] المناقب 4: 305، البحار 48: 140، الحديث 17، العوالم: 238، الحديث 1.

[8] هو شقيق بن ابراهيم البلخي الأزدي، زاهد صوفي، من مشاهير المشايخ في خراسان، حدث عن أبي حنيفة، و قتل في غزاة كولان - و هي بليدة في حدود بلاد الترك - في سنة 153 ه، و قيل: سنة 194 ه سير أعلام النبلاء 9: 313، طبقات الأولياء: 12، حلية الأولياء 8: 58، منتهي الآمال: 324.

[9] الحجرات: 12.

[10] واقصة: منزل بطريق مكة بعد القرعاء.

[11] طه: 82.

[12] زبالة: منزل بطريق مكة من الكوفة.

[13] الركوة: اناء صغير من جلد يشرب فيه الماء.

[14] في نسخة: ربي.

[15] أي سبعا.

[16] فيد: بليدة في منتصف طريق مكة من الكوفة.

[17] كشف الغمة 3: 3، نور الأبصار: 149، تذكرة الخواص: 348، صفة الصفوة 2: 185، الفصول المهمة: 233، اسعاف الراغبين: 247، دلائل الامامة: 152، مطالب السؤول: 83، المناقب 4: 302.