بازگشت

في علمه بحديث النفس


1 - عن هشام بن سالم، قال: كنا بالمدينة بعد وفاة أبي عبدالله عليه السلام، أنا و مؤمن الطاق أبوجعفر، قال: و الناس مجتمعون علي أن عبدالله [الأفطح] صاحب الأمر بعد أبيه، فدخلنا عليه أنا و صاحب الطاق و الناس مجتمعون عند عبدالله، و ذلك أنهم رووا عن أبي عبدالله عليه السلام أن الأمر في الكبير ما لم يكن به عاهة.

فدخلنا نسأله عما كنا نسأل عنه أباه، فسألناه عن الزكاة في كم تجب؟ قال: في مائتين خمسة، قلنا: ففي مائة؟ قال: درهمان و نصف درهم، قال: قلنا له: والله ما تقول المرجئة هذا، فرفع يده الي السماء فقال: لا والله ما أدري ما تقول المرجئة.

قال: فخرجنا من عنده ضلالا لا ندري الي أين نتوجه أنا و أبوجعفر الأحول، فقعدنا في بعض أزقة المدينة باكين حياري لا ندري الي من نقصد و الي من نتوجه، نقول الي المرجئة، الي القدرية، الي الزيدية، الي المعتزلة، الي الخوارج. قال: فنحن كذلك اذ رأيت رجلا شيخا لا أعرفه يومي ء الي بيده، فخفت أن يكون عينا من عيون أبي جعفر [1] ، و ذلك أنه كان له بالمدينة جواسيس ينظرون علي من اتفق شيعة جعفر فيضربون عنقه، فخفت أن يكون منهم، فقلت لأبي جعفر: تنح فاني خائف علي نفسي و عليك، و انما يريدني ليس يريدك، فتنح عني لا تهلك و تعين علي نفسك، فتنحي غير بعيد و تبعت الشيخ، و ذاك



[ صفحه 155]



أني ظننت أني لا أقدر علي التخلص منه.

فما زلت أتبعه حتي ورد بي علي باب أبي الحسن موسي عليه السلام، ثم خلاني و مضي، فاذا خادم بالباب فقال لي: ادخل رحمك الله، قال: فدخلت فاذا أبوالحسن عليه السلام فقال لي ابتداء: لا الي المرجئة، و لا الي القدرية، و لا الي الزيدية، و لا الي الخوارج، الي الي الي... الحديث [2] .

2 - و عن خالد بن نجيح، قال: دخلت علي أبي الحسن الأول عليه السلام و هو في عرصة داره، و هو يومئذ بالرميلة [3] ، فلما نظرت اليه قلت في نفسي: بأبي و امي مظلوم مغصوب مضطهد، ثم دنوت فقبلت ما بين عينيه، ثم جلست بين يديه، فالتفت الي و قال: يا خالد، نحن أعلم بهذا الأمر، فلا تضمر هذا في نفسك، فقلت: والله ما أردت بهذا شيئا.

فقال: نحن أعلم بهذا الأمر من غيرنا، لو أردنا لزف الينا، و ان لهؤلاء القوم مدة و غاية لابد من الانتهاء اليها، فقلت: لا أعود اضمر في نفسي شيئا بعد هذا. فقال: لا تعد أبدا [4] .



[ صفحه 156]



3 - و عن علي بن يقطين، قال: أردت أن أكتب الي أبي الحسن الأول عليه السلام: أيتنور الرجل و هو جنب؟ فكتب الي أشياء ابتداء منه، أولها: النورة تزيد الرجل نظافة، ولكن لا يجامع الرجل و هو مختضب، و لا يجامع امرأة مختضبة [5] .

4 - و عن محمد بن الفضل الصيرفي، قال: دخلت علي أبي الحسن عليه السلام فسألته عن أشياء، و أردت أن أسأله عن السلاح فأغفلته، و خرجت و دخلت علي أبي الحسن بن بشير، فاذا غلامه و معه رقعته عليه السلام و فيها: بسم الله الرحمن الرحيم، أنا بمنزلة أبي و وارثه و عندي ما كان عنده [6] .

5 - و عن علي بن أبي حمزة، قال: أصاب الناس بمكة سنة من السنين صواعق كثيرة مات من ذلك خلق كثير، فدخلت علي أبي ابراهيم عليه السلام فقال مبتدئا من غير أن أسأله: ينبغي للغريق و المصعوق أن يتربص به ثلاثا لا يدفن الا أن يجي ء منه ريح تدل علي موته.

قلت: جعلت فداك، كأنك تخبرني أنه قد دفن ناس كثير أحياء؟ فقال: نعم يا علي، قد دفن ناس كثير أحياء، ما ماتوا الا في قبورهم [7] .

6 - و عن أحمد بن عمر الخلال، قال: سمعت الأخرس يذكر موسي



[ صفحه 157]



ابن جعفر عليه السلام بسوء، فاشتريت سكينا و قلت في نفسي: والله لأقتلنه اذا خرج للمسجد، فأقمت علي ذلك و جلست فما شعرت الا برقعة أبي الحسن عليه السلام قد طلعت علي فيها مكتوب: بحقي عليك لما كففت عن الأخرس، فان الله ثقتي و هو حسبي، فما بقي أيام الا و مات [8] .


پاورقي

[1] هو أبوجعفر المنصور العباسي.

[2] رجال الكشي 2: 565، الحديث 502، المناقب 4: 290، بصائر الدرجات: 270، الكافي 1: 285، الحديث 7، الخرائج و الجرائح 1: 331، الحديث 23. حلية الأبرار 2: 233، دلائل الامامة: 157، اعلام الوري: 291.

[3] الرميلة: منزل في طريق مكة الي البصرة.

[4] بصائر الدرجات: 146، الحديث 7. دلائل الامامة: 159. الثاقب في المناقب: 437، الحديث 372.

[5] بصائر الدرجات: 271، الحديث 3. دلائل الامامة: 160، الخرائج و الجرائح 1: 652.

[6] بصائر الدرجات: 252، الحديث 5. الخرائج و الجرائح 2: 663، الحديث 6.

[7] الكافي 3: 210، الحديث 6. التهذيب 1: 338، الحديث 159. المناقب 4: 292.

[8] الخرائج و الجرائح 2: 651، الحديث 3. المناقب 4: 289. الثاقب في المناقب: 438، الحديث 4. بحارالأنوار 48: 59، الحديث 69.