بازگشت

ظهور آياته في الحيوان و الجماد


1 - عن علي بن يقطين، قال: استدعي الرشيد رجلا يبطل به أمر أبي الحسن و يخجله في المجلس، فانتدب له رجل معزم [1] ، فلما احضرت المائدة عمل ناموسا [2] علي الخبز، فكان كلما رام خادم أبي الحسن تناول رغيف من الخبز طار من بين يديه، و استفز هارون الفرح و الضحك لذلك.

فلم يلبث أبوالحسن أن رفع رأسه الي أسد مصور علي بعض الستور فقال له: يا أسد الله، خذ عدو الله. قال: فوثبت تلك الصورة كأعظم ما يكون من السباع، فافترس ذلك المعزم، فخر هارون و ندماؤه علي وجوههم مغشيا عليهم، و طارت عقولهم خوفا من هول ما رأوه. فلما أفاقوا من ذلك بعد حين، قال هارون لأبي الحسن عليه السلام: أسألك بحقي عليك لما سألت الصورة أن ترد الرجل.



[ صفحه 158]



فقال: ان كانت عصا موسي ردت ما ابتلعته من حبال القوم و عصيهم، فان هذه الصورة ترد ما ابتلعته من هذا الرجل [3] .

2 - و عن علي بن أبي حمزة البطائني، قال: خرج أبوالحسن موسي عليه السلام في بعض الأيام من المدينة الي ضيعة له خارجة عنها، فصحبته أنا، و كان عليه السلام راكبا بغلة و أنا علي حمار لي، فلما صرنا في بعض الطريق اعترضنا أسد، فأحجمت خوفا، و أقدم أبوالحسن غير مكترث به، فرأيت الأسد يتذلل لأبي الحسن عليه السلام و يهمهم، فوقف له أبوالحسن كالمصغي الي همهمته، و وضع الأسد يده علي كفل بغلته، و قد همتني نفسي من ذلك، و خفت خوفا عظيما، ثم تنحي الأسد الي جانب الطريق، و حول أبوالحسن عليه السلام وجهه الي القبلة، و جعل يدعو و يحرك شفتيه ما لا أفهمه، ثم أومأ الي الأسد بيده أن امض، فهمهم الأسد همهمة طويلة و أبوالحسن عليه السلام يقول: آمين آمين، و انصرف الأسد حتي غاب عن بين أعيننا.

و مضي أبوالحسن عليه السلام لوجهه و اتبعته، فلما بعدنا عن الموضع لحقته، فقلت له: جعلت فداك، ما شأن هذا الأسد و لقد خفته و الله عليك، و عجبت من شأنه معك! فقال لي أبوالحسن عليه السلام: انه خرج الي يشكو عسر الولادة علي لبوته، و سألني أن أسأل الله أن يفرج عنها، ففعلت ذلك له، و القي في روعي أنها تلد ذكرا فخبرته بذلك، فقال لي: امض في حفظ الله، فلا سلط الله عليك،



[ صفحه 159]



و لا علي ذريتك، و لا علي أحد من شيعتك شيئا من السباع، فقلت: آمين.

و قد نظم ذلك بعض الشعراء:



و اذكر الليث حين ألقي يديه

فسعي نحوه و زار و زمجر



ثم لما رأي الامام أتاه

و تجافي عنه و هاب و أكبر



و هو طاو ثلاثا هذا هو الحق

و ما لم أقله أوفي و أكثر [4] .




پاورقي

[1] المعزم: الذي يستعمل العزائم و الرقي لنفع أو ضرر.

[2] الناموس: ما يتنمس به من الحيلة.

[3] المناقب 4: 299. البحار 48: 41، الحديث 17. العوالم: 145، الحديث 1. عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 95، الحديث 1. أمالي الصدوق: 127، الحديث 19. روضة الواعظين: 215.

[4] المناقب 4: 298. البحار 48: 57، الحديث 67. العوالم: 141، الحديث 1. الصراط المستقيم 2: 192، الحديث 22. الخرائج و الجرائح 2: 649، الحديث 1.