بازگشت

تصديه للتيارات المنحرفة و الملحدة


لقد سار الامام الكاظم عليه السلام علي النهج الذي انتهجه أبوه الامام جعفر الصادق عليه السلام و اعتمده في التصدي للتيارات المنحرفة التي غزت العالم الاسلامي آنذاك، سيما الدعوة الي الأفكار الالحادية و الغلو التي بدأت تنشط و تبث سمومها في نفوس الناشئة الاسلامية، و قد تبناها أعداء الاسلام و الحاقدون علي انتصاراته العظيمة في بناء العقل و الروح.

و لما عجز الملحدون و الغلاة و فشلوا في الوقوف بوجه الزحف الاسلامي المتنامي، وجدوا أن لا مناص من أن يندسوا بين المسلمين لبث أفكارهم السامة للنيل منهم و تفكيك أواصرهم المترابطة في غزو عقولهم و أفكارهم و هم في عقر دارهم.

و قد كثر الملحدون في ذلك العصر، و أشاعوا مقولاتهم كقولهم ان الله تعالي جسم كباقي الموجودات، و كان موقف الامام الكاظم عليه السلام من هذه الدعوات المحمومة موقف المتصدي و الناقد لها بالأدلة العلمية الثابتة و المنطق الحازم، و بين فساد بعض الآراء و العقائد، و شرح المراد من الأحاديث التي قد يستفاد من ظواهرها التجسيم أو التشبيه أو الحركة أو الانتقال، و أكد القول انه تعالي لا جسم



[ صفحه 202]



و لا صورة و لا تحديد، و كل شي ء سواه مخلوق، و انما تكون الأشياء بارادته و مشيئته من غير كلام و لا تردد في نفس و لا نطق بلسان.

و قد وجهت المزيد من الأسئلة للامام عليه السلام فيما يتعلق بذات الله تعالي و صفاته و علمه و ارادته و مشيئته، فأجاب عليه السلام هو و من بعده أصحابه عن كثير من الأضاليل التي كانت شائعة بين الناس في تلك الأيام.

فعلي الرغم من المراقبة الشديدة و الضغظ السياسي، و تضييق الحكام علي الامام عليه السلام، الا أنه عليه السلام لم يترك مسؤوليته العلمية، و لم يتخل عن تصحيح المسار الاسلامي بكل ما حوي من علوم و معارف و اتجاهات، فتصدي هو و تلامذته لتيارات الالحاد و الزندقة، كما تصدي أبوه الصادق و جده الباقر عليهماالسلام من قبل لتثبيت أركان التوحيد و تنقية مدارات العقيدة و ايجاد رؤية عقائدية أصيلة تشع بروح التوحيد و تثبت في أعماق النفس و العقل.

و فيما يلي بعض المسائل العقائدية التي أجاب عنها الامام عليه السلام أو بينها لأصحابه عليه السلام: