نفي الزمان و المكان
1 - عن يونس بن عبدالرحمن، قال: قلت لأبي الحسن موسي بن جعفر عليه السلام: لأي علة عرج الله بنبيه صلي الله عليه و آله الي السماء، و منها الي سدرة المنتهي، و منها الي حجب النور، و خاطبه و ناجاه هناك، و الله لا يوصف بمكان؟
فقال عليه السلام: ان الله تبارك و تعالي لا يوصف بمكان، و لا يجري عليه زمان، و لكنه عزوجل أراد أن يشرف به ملائكته و سكان سماواته، و يكرمهم بمشاهدته، و يريه عجائب عظمته، ما يخبر به بعد هبوطه، و ليس ذلك علي ما يقول المشبهون، سبحان الله و تعالي عما يشركون [1] .
2 - و عن الشيخ المفيد رحمه الله، قال: قال يونس بن عبدالرحمن يوما لموسي ابن جعفر عليه السلام: أين كان ربك حين لا سماء مبنية و لا أرضا مدحية؟
قال عليه السلام: كان نورا علي نورا، خلق من ذلك النور ماء منكدرا، فخلق
[ صفحه 209]
من ذلك الماء ظلمة، فكان عرشه علي تلك الظلمة.
قال: انما سألتك عن المكان.
قال: قال عليه السلام: كلما قلت: أين، فأين هو المكان.
قال: وصفت فأجدت، انما سألتك عن المكان الموجود المعروف!
قال: كان في علمه لعلمه، فقصر علم العلماء عند علمه.
قال: انما سألتك عن المكان! قال: يا لكع، أليس قد أجبتك، أنه كان في علمه لعلمه، فقصر علم العلماء عند علمه [2] .
پاورقي
[1] التوحيد: 175، الحديث 5. العلل 1: 126.
[2] الاختصاص: 60.