بازگشت

السعادة و الشقاوة


1 - عن محمد بن أبي عمير، قال: سألت أباالحسن موسي بن جعفر عليه السلام عن معني قول رسول الله صلي الله عليه و آله: «الشقي من شقي في بطن امه، و السعيد من سعد في بطن امه».

فقال عليه السلام: الشقي من علم الله و هو في بطن امه أنه سيعمل أعمال الأشقياء، و السعيد من علم الله و هو في بطن امه أنه سيعمل أعمال السعداء. قلت له: فما معني قوله صلي الله عليه و آله: «اعملوا فكل ميسر لما خلق له»؟

فقال عليه السلام: «ان الله عزوجل خلق الجن و الانس ليعبدوه، و لم يخلقهم ليعصوه، و ذلك قوله عزوجل: (و ما خلقت الجن و الانس الا ليعبدون) [1] فيسر كلا لما خلق



[ صفحه 210]



له، فالويل لمن استحب العمي علي الهدي [2] .

2 - و روي داود بن قبيصة، عن الامام الرضا عليه السلام، أنه قال: سأل رجل أبي عليه السلام: هل منع الله عما أمر به، و هل نهي عما أراد، و هل أعان علي ما لم يرد؟

فقال عليه السلام: أما قولك: هل منع عما أمر به، فلا يجوز ذلك عليه، و لو جاز ذلك لكان قد منع ابليس عن السجود لآدم، و لو منعه لعذره و لم يلعنه.

و أما قولك هل نهي عما أراد، فلا يجوز ذلك، و لو جاز ذلك لكان حيث نهي آدم عليه السلام عن أكل الشجرة أراد منه أكلها، و لو أراد منه أكلها، لما نادي عليه صبيان الكتاتيب (و عصي آدم ربه فغوي) [3] و الله تعالي لا يجوز عليه أن يأمر بشي ء و يريد غيره.

و أما قولك: هل أعان علي ما لم يرد، فلا يجوز ذلك عليه، و تعالي الله عن أن يعين علي قتل الأنبياء و تكفيرهم، و قتل الحسين بن علي عليه السلام و الفضلاء من ولده، و كيف يعين علي ما لم يرد و قد أعد جهنم لمخالفيه و لعنهم علي تكذيبهم لطاعته و ارتكابهم لمخالفته؟ و لو جاز أن يعين علي ما لم يرد، لكان أعان فرعون علي كفره و ادعائه أنه رب العالمين، أفتري أنه أراد من فرعون أن يدعي الربوبية؟ و مضي الامام يقول: يستتاب قائل هذا القول، فان تاب من كذبه علي الله و الا ضربت عنقه [4] .



[ صفحه 211]




پاورقي

[1] الذاريات: 56.

[2] التوحيد: 356، الحديث 3.

[3] طه: 121.

[4] بحارالأنوار 5: 24، الحديث 31. الاحتجاج: 387.