بازگشت

في سبب خروجها من المدينة و وفاتها


قال الحسن بن محمد القمي: أخبرني مشايخ قم عن آبائهم: أنه لما أخرج المأمون الرضا عليه السلام من المدينة الي مرو لولاية العهد في سنة 200 من الهجرة، خرجت فاطمة اخته تقصده في سنة 201 ه، فلما وصلت الي ساوة مرضت، فسألت: كم بينها و بين قم؟ قالوا: عشرة فراسخ، فقالت: احملوني اليها، فحملوها الي قم، و أنزلوها في بيت موسي بن خزرج بن سعد الأشعري.

قال: و في أصح الروايات أنه لما وصل خبرها الي قم، استقبلها أشراف قم، و تقدمهم موسي بن خزرج، فلما وصل اليها أخذ بزمام ناقتها و جرها الي منزله، و كانت في داره سبعة عشر يوما، ثم توفيت رضوان الله عليها، فأمر موسي بتغسيلها و تكفينها و صلي عليها و دفنها في أرض كانت له، و هي الآن روضتها، و بني عليها سقيفة من البواري، الي أن بنت زينب بنت محمد بن علي الجواد عليه السلام عليها قبة [1] .

و روي الحسن بن محمد القمي، باسناده عن محمد بن الحسن بن أحمد



[ صفحه 29]



ابن الوليد: أنه لما توفيت فاطمة رضوان الله عليها و غسلت و كفنت، حملوها الي مقبرة بابلان، و وضعوها علي سرداب حفر لها، فاختلف آل سعد في من ينزلها الي السرداب، ثم اتفقوا علي خادم لهم صالح كبير السن يقال له قادر، فلما بعثوا اليه رأوا راكبين مقبلين من جانب الرملة و عليهما اللثام، فلما قربا من الجنازة نزلا و صليا عليها، ثم نزلا السرداب و أنزلا الجنازة و دفناها فيه، ثم خرجا و لم يكلما أحدا و ركبا و ذهبا و لم يدر أحد من هما.

و قال: المحراب الذي كانت فاطمة رضوان الله عليها تصلي فيه موجود الي الآن في دار موسي بن خزرج و يزوره الناس [2] .

قال المؤلف: و لا يزال هذا المحراب الي يومنا هذا يؤمه الناس للصلاة و الدعاء و التبرك، و هو الآن في مسجد عامر في شارع جهار مردان بقم المقدسة، و قد جددت عمارته أخيرا بشكل يناسب مقام السيدة فاطمة المعصومة رضوان الله عليها. و قد زرت حجرتها و محرابها عدة مرات.


پاورقي

[1] تأريخ قم: 213. البحار 48: 290، الحديث 2، و 60: 219.

[2] تأريخ قم: 213، البحار 48: 290، الحديث 9، و 60: 219.