ام ابراهيم الأكبر
روي القطب الراوندي عن واضح، عن الرضا عليه السلام، قال: قال أبي موسي عليه السلام للحسين بن أبي العلاء: اشتر لي جارية نوبية. فقال الحسين: أعرف و الله جارية نوبية نفيسة أحسن ما رأيت من النوبة، فلولا خصلة لكانت من شأنك.
فقال: ما تلك الخصلة؟ قال: لا تعرف كلامك، و أنت لا تعرف كلامها.
فتبسم الامام عليه السلام، ثم قال: اذهب حتي تشتريها.
قال] الحسين: فلما دخلت بها اليه، قال لها بلغتها: ما اسمك؟ قالت: مؤنسة.
[ صفحه 33]
قال عليه السلام: أنت لعمري مؤنسة، قد كان لك اسم غير هذا، كان اسمك قبل هذا (حبيبة). قالت: صدقت.
ثم قال: يابن أبي العلاء، انها ستلد لي غلاما لا يكون في ولدي أسخي منه، و لا أشجع و لا أعبد منه، قال: فما تسميه حتي أعرفه؟ قال: اسمه ابراهيم.
فقال علي بن أبي حمزة: كنت مع موسي عليه السلام بمني اذ أتاني رسوله فقال: الحق بي بالثعلبية، فلحقت به و معه عياله و عمران خادمه، فقال عليه السلام: أيما أحب اليك، المقام ها هنا، أو تلحق بمكة؟ قلت: أحبهما الي ما أحببته. قال: مكة خير لك.
ثم بعثني الي داره بمكة، و أتيته و قد صلي المغرب، فدخلت، فقال: اخلع نعليك انك بالوادي المقدس، فخلعت نعلي و جلست معه، فأتيت بخوان فيه خبيص [1] ، فأكلت أنا و هو عليه السلام، ثم رفع الخوان و كنت احدثه، ثم غشيني النعاس، فقال لي: قم فنم حتي أقوم أنا لصلاة الليل، فحملني النوم الي أن فرغ من صلاة الليل. ثم جاءني فنبهني، فقال: قم فتوضأ و صل صلاة الليل و خفف. فلما فرغت من الصلاة صليت الفجر.
ثم قال لي: يا علي، ان ام ولدي ضربها الطلق، فحملتها الي الثعلبية مخافة أن يسمع الناس صوتها، فولدت هناك الغلام الذي ذكرت لك كرمه و سخاءه و شجاعته.
قال علي بن أبي حمزة: فوالله لقد أدركت الغلام فكان كما وصف [2] .
[ صفحه 34]
پاورقي
[1] الخبيص: الحلواء المخبوصة من التمر و السمن.
[2] الخرائج و الجرائح 1: 310، الحديث 4. البحار 48: 69، الحديث 92.