بازگشت

اخباره مع المهدي


1 - عن أبي خالد الزبالي، قال: قدم علينا أبوالحسن الكاظم عليه السلام زبالة، و معه جماعة من أصحاب المهدي بعثهم في اشخاصه اليه الي العراق من المدينة، ذلك في القدمة الاولي علي المهدي، فأتيته و سلمت عليه، فسر برؤيتي، و أوصاني بشراء حوائج له و تعبيتها عندي، فرآني غير منبسط و أنا مفكر منقبض، فقال: ما لي أراك منقبضا؟ فقلت: و كيف لا و رأيتك سائرا و أنت تصير الي هذا الطاغية و لا آمن عليك منه! فقال: يا أباخالد، ليس علي منه بأس، فاذا كان في شهر كذا من يوم الفلاني فانتظرني آخر النهار مع دخول الليل، فاني اوافيك ان شاء الله تعالي.

قال أبوخالد: فما كان لي هم الا احصاء تلك الشهور و الأيام الي ذلك اليوم الذي و عدني المأتي فيه، فخرجت و انتظرته الي أن غربت الشمس، فلم أر أحدا، فداخلني الشك في أمره، فلما كان دخول الليل، فبينما أنا كذلك، فاذا بسواد قد أقبل من ناحية العراق، فاذا هو علي بغلة أمام القطار، فسلمت و سررت بمقدمه



[ صفحه 352]



و تخلصه، فقال لي: داخلك الشك يا أباخالد! فقلت: الحمد لله الذي خلصك من هذا الطاغية، فقال: يا أباخالد، ان لهم الي دعوة لا أتخلص منها [1] .

2 - و عن الفضل بن الربيع، عن أبيه، أنه لما حبس المهدي موسي بن جعفر، رأي المهدي في النوم علي بن أبي طالب عليه السلام و هو يقول: يا محمد (فهل عسيتم ان توليتم أن تفسدوا في الأرض و تقطعوا أرحامكم) [2] .

قال الربيع: فأرسل الي ليلا، فراعني ذلك، فجئته، فاذا هو يقرأ هذه الآية - و كان أحسن الناس صوتا - و قال علي بموسي بن جعفر، فجئته به، فعانقه و أجلسه الي جانبه، و قال: يا أباالحسن، اني رأيت أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب، في النوم يقرأ علي كذا، فتؤمنني أن تخرج علي أو علي أحد من ولدي، فقال: والله لا فعلت ذلك، و لا هو من شأني. قال: صدقت، يا ربيع، أعطه ثلاثة آلاف دينار و رده الي أهله الي المدينة.

قال الربيع: فأحكمت أمره ليلا، فما أصبح الا و هو في الطريق خوف العوائق [3] .



[ صفحه 353]



3 - و عن ابن شهر آشوب، قال: لما بويع محمد المهدي، دعا حميد بن قحطبة نصف الليل، و قال: ان اخلاص أبيك و أخيك فينا أظهر من الشمس، و حالك عندي موقوف. فقال: أفديك بالمال و النفس. فقال: هذا لسائر الناس.

قال: أفديك بالروح و المال و الأهل و الولد. فلم يجبه المهدي. فقال: أفديك بالمال و النفس و الأهل و الولد والدين. فقال: لله درك، فعاهده علي ذلك، و أمره بقتل الكاظم عليه السلام في السحر بغتة، فنام فرآي في منامه عليا عليه السلام يشير اليه و يقرأ (فهل عسيتم ان توليتم أن تفسدوا في الأرض و تقطعوا أرحامكم)، فانتبه مذعورا، و نهي حميدا عما أمره، و أكرم الكاظم عليه السلام و وصله [4] .

4 - و عن علي بن يقطين: قال: سأل المهدي أباالحسن عليه السلام عن الخمر، هل هي محرمة في كتاب الله عزوجل؟ فان الناس انما يعرفون النهي عنها و لا يعرفون التحريم لها؟ فقال له أبوالحسن عليه السلام: بل هي محرمة في كتاب الله عزوجل يا أميرالمؤمنين. فقال له: في أي موضع هي محرمة في كتاب الله جل اسمه، يا أباالحسن؟ فقال: قول الله عزوجل: (قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها و ما بطن و الاثم و البغي بغير الحق) [5] ، فأما قوله: (ما ظهر منها) يعني الزنا المعلن و نصب الرايات التي كانت ترفعها الفواجر للفواحش في الجاهلية، و أما قوله عزوجل: (و ما بطن) يعني ما نكح من الآباء، لأن الناس كانوا قبل أن يبعث النبي صلي الله عليه و آله اذا كان للرجل زوجة و مات عنها تزوجها ابنه من بعده، اذا لم تكن امه، فحرم الله عزوجل ذلك.



[ صفحه 354]



و أما الاثم، فانها الخمرة بعينها، و قد قال الله عزوجل في موضع آخر: (يسئلونك عن الخمر و الميسر قل فيهما اثم كبير و منافع للناس) [6] فأما الاثم في كتاب الله فهي الخمرة و الميسر، و اثمهما أكبر كما قال الله تعالي.

قال: فقال المهدي: يا علي بن يقطين، هذه والله فتوي هاشمية.

قال: قلت له: صدقت والله يا أميرالمؤمنين، الحمد لله الذي لم يخرج هذا العلم منكم أهل البيت. قال: فوالله ما صبر المهدي [الا] أن قال لي: صدقت يا رافضي [7] .

5 - و عن الحسن بن علي بن النعمان، قال: لما بني المهدي في المسجد الحرام بقيت دار في تربيع المسجد، فطلبها من أصحابها فامتنعوا، فسأل عن ذلك الفقهاء، فكل قال له: انه لا ينبغي أن يدخل شيئا في المسجد الحرام غصبا، فقال له علي ابن يقطين: يا أميرالمؤمنين، لو كتبت الي موسي بن جعفر لأخبرك بوجه الأمر في ذلك.

فكتب الي والي المدينة أن يسأل موسي بن جعفر عن دار أردنا أن ندخلها في المسجد الحرام، فامتنع علينا صاحبها، فكيف المخرج من ذلك؟ فقال ذلك لأبي الحسن عليه السلام، فقال أبوالحسن عليه السلام: و لابد من الجواب في هذا؟ فقال له: الأمر لابد منه. فقال له: اكتب، «بسم الله الرحمن الرحيم، ان كانت الكعبة هي



[ صفحه 355]



النازلة بالناس فالناس أولي بفنائها، و ان كان الناس هم النازلون بفناء الكعبة فالكعبة أولي بفنائها». فلما أتي الكتاب الي المهدي أخذ الكتاب فقبله، ثم أمر بهدم الدار، فأتي أهل الدار أباالحسن عليه السلام فسألوه أن يكتب لهم الي المهدي كتابا في ثمن دارهم، فكتب اليه أن أرضخ [8] لهم شيئا، فأرضاهم [9] .

6 - و عن علي بن أسباط، قال: لما ورد أبوالحسن موسي عليه السلام علي المهدي العباسي رآه يرد المظالم، فقال: يا أميرالمؤمنين، ما بال مظلمتنا لا ترد؟ فقال له: و ما ذاك يا أباالحسن؟ قال: ان الله تبارك و تعالي لما فتح علي نبيه صلي الله عليه و آله فدك و ما والاها، لم يوجف عليه بخيل و لا ركاب، فأنزل الله علي نبيه صلي الله عليه و آله (و آت ذا القربي حقه) [10] فلم يدر رسول الله صلي الله عليه و آله من هم، فراجع في ذلك جبرئيل، و راجع جبرئيل ربه، فأوحي الله اليه: أن ادفع فدك الي فاطمة عليهاالسلام.

فدعاها رسول الله صلي الله عليه و آله، فقال لها: يا فاطمة، ان الله أمرني أن أدفع اليك فدك. فقالت: قد قبلت يا رسول الله من الله و منك، فلم يزل وكلاؤها فيها حياة رسول الله صلي الله عليه و آله.

فلما ولي أبوبكر أخرج عنها وكلاؤها، فأتته فسألته أن يردها عليها. فقال لها: ائتيني بأسود أو أحمر يشهد بذلك.

فجاءت بأميرالمؤمنين [علي عليه السلام]و ام أيمن، فشهدا لها، فكتب لها بترك



[ صفحه 356]



التعرض، فخرجت و الكتاب معها، فلقيها عمر بن الخطاب، فقال: ما هذا معك يا بنت محمد؟ قالت: كتاب كتبه لي ابن أبي قحافة. قال: أرينيه، فأبت، فانتزعه من يدها و نظر فيه، ثم تفل فيه و محاه و خرقه.

فقال لها: هذا لم يوجف عليه أبوك بخيل و لا ركاب، فضعي الحبال في رقابنا.

فقال المهدي العباسي: يا أباالحسن، حدها لي. فقال: حد منها جبل احد، و حد منها عريش مصر، و حد منها سيف البحر، و حد منها دومة الجندل.

فقال له: كل هذا؟ قال: نعم، يا أميرالمؤمنين، هذا كله، ان هذا كله مما لم يوجف أهله علي رسول الله صلي الله عليه و آله بخيل و لا ركاب. فقال: كثير، و أنظر فيه [11] .

و مات المهدي في 22 محرم سنة 169 ه، و بويع بعده لولده موسي الهادي.


پاورقي

[1] الفصول المهمة: 232. نورالأبصار: 149. الكافي 1: 3 / 477. عنه البحار 48: 32 / 228. اعلام الوري: 305. و نحوه في دلائل الامامة: 165. المناقب 4: 287 و 294. قرب الاسناد: 140. اثبات الوصية: 165. الخرائج و الجرائح 1: 8 / 315.

[2] سورة محمد صلي الله عليه و آله: 22.

[3] تأريخ بغداد 13: 30. اعلام الوري: 294. صفة الصفوة 2: 184. تذكرة الخواص: 249. وفيات الأعيان 5: 308. سير أعلام النبلاء 6: 272. البداية و النهاية 10: 190. الفصول المهمة: 230.

[4] المناقب 4: 300. البحار 48: 15 / 139. العوالم: 1 / 222.

[5] الأعراف: 33.

[6] البقرة: 219.

[7] الكافي 6: 1 / 406. العياشي 2: 17 / 83. الوسائل 14: 7 / 314، و 17: 12 / 240. البحار 79: 59 / 145.

[8] أرضخ له: أعطاه قليلا من كثير.

[9] تفسير العياشي 1: 185.

[10] الاسراء: 26.

[11] الكافي 1: 5 / 456. عنه البحار 48: 29 / 156. و رواه في التهذيب 4: 414 / 148. عنهما الوسائل 6: 5 / 366.