بازگشت

مع موسي الهادي


تسلم الهادي مقاليد الخلافة و هو في غضارة العمر، فقد كان عمره 23 سنة، و قيل: 26 سنة، و كان سادرا في الطيش و الغرور، متماديا في الاثم و الفجور، يشرب الخمر و يجاهر بالفسوق [1] .

و قد أسرف في سفك دماء العلويين، فأنزل بهم العقاب الصارم، و قد أجمع رأيه علي التنكيل بالامام موسي عليه السلام، الا أن الله تعالي استجاب لدعاء الامام



[ صفحه 357]



موسي بن جعفر عليه السلام و قصم ظهره قبل أن يقوم بذلك، و سنذكر ذلك مفصلا.

و لم تذكر المصادر التأريخية أن الهادي استدعي الامام الي بغداد كما هو ديدن خلفاء الجور مع أهل البيت عليهم السلام، و لعل المدة القصيرة التي حكم بها و التي لا تتجاوز سنة و شهرا و خمسة عشر يوما، لم تسمح له بممارسة هذا الاسلوب.

و قد بلغ من حقد موسي الهادي علي أهل بيت النبوة عليهم السلام أنه كان علي ابن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الذي يلقب بالجزري، قد تزوج رقية بنت عمرو العثمانية، و كانت قبله تحت المهدي، فبلغ ذلك الهادي، فأرسل اليه و حمل اليه، فقال له: أعياك النساء الا امرأة أميرالمؤمنين؟ قال: ما حرم الله علي خلقه الا نساء جدي صلي الله عليه و آله، أما غيرهن فلا و لا كرامة، فشجه بمخصرة كانت في يده، و جلده خمسمائة سوط، و أراده أن يطلقها فلم يفعل، و كان قد غشي عليه من الضرب [2] .


پاورقي

[1] انظر سيرته و أخباره في الكامل في التأريخ لابن الأثير 106 - 101: 6.

[2] الكامل في التأريخ 6: 104.