بازگشت

عهده بالامامة


قال الشيخ المفيد رحمه الله [1] : كان الامام بعد أبي الحسن موسي بن جعفر ابنه أباالحسن علي بن موسي الرضا عليه السلام لفضله علي جماعة اخوته و أهل بيته، و ظهور علمه و حلمه و ورعه و اجتهاده، و اجتماع الخاصة و العامة علي ذلك فيه، و معرفتهم



[ صفحه 430]



به منه، و بنص أبيه علي امامته عليه السلام من بعده و اشارته اليه بذلك دون جماعة اخوته و أهل بيته.

فممن روي النص علي الرضا علي بن موسي عليه السلام بالامامة من أبيه و الاشارة اليه منه بذلك، من خاصته و ثقاته و أهل الورع و العلم و الفقه من شيعته: داود ابن كثير الرقي، و محمد بن اسحاق بن عمار، و علي بن يقطين، و نعيم القابوسي، و الحسين بن المختار، و زياد بن مروان، و المخزومي، و داود بن سليمان، و نصر ابن قابوس، و داود بن زربي، و يزيد بن سليط، و محمد بن سنان.

1 - فعن داود الرقي، قال: قلت لأبي ابراهيم عليه السلام: جعلت فداك، اني قد كبرت سني، فخذ بيدي و أنقدني من النار، من صاحبنا بعدك؟ قال: فأشار الي ابنه أبي الحسن عليه السلام فقال: هذا صاحبكم من بعدي [2] .

2 - و عن محمد بن اسحاق بن عمار، قال: قلت لأبي الحسن الأول عليه السلام: ألا تدلني علي من آخذ عنه ديني؟ فقال: هذا ابني علي، ان أبي أخذ بيدي فأدخلني الي قبر رسول الله صلي الله عليه و آله فقال لي: يا بني، ان الله جل و علا قال: (اني جاعل في الأرض خليفة) [3] و ان الله اذا قال قولا وفي به [4] .



[ صفحه 431]



3 - و عن الحسين بن نعيم الصحاف، قال:

كنت أنا و هشام بن الحكم و علي بن يقطين ببغداد، فقال علي بن يقطين: كنت عند العبد الصالح فقال لي: يا علي بن يقطين، هذا علي سيد ولدي، أما اني قد نحلته كنيتي [5] - و في رواية اخري: كتبي - فضرب هشام براحته جبهته، ثم قال: ويحك، كيف قلت؟ فقال علي بن يقطين: سمعته والله منه كما قلت، فقال هشام: ان الأمر والله فيه من بعده [6] .

4 - و عن نعيم القابوسي، عن أبي الحسن موسي عليه السلام، قال: ابني علي أكبر ولدي، و آثرهم عندي، و أحبهم الي، و هو ينظر معي في الجفر، و لم ينظر فيه الا نبي أو وصي نبي [7] .

5 - و عن الحسين بن المختار، قال: خرجت الينا ألواح من أبي الحسن موسي عليه السلام و هو في الحبس: عهدي الي أكبر ولدي أن يفعل كذا، و أن يفعل كذا، و فلان لا تنله شيئا حتي ألقاك أو يقضي الله علي بالموت [8] .



[ صفحه 432]



6 - و عن زياد بن مروان القندي، قال: دخلت علي أبي ابراهيم و عنده أبوالحسن ابنه عليه السلام فقال لي:

يا زياد، هذا ابني فلان، كتابه كتابي، و كلامه كلامي، و رسوله رسولي، و ما قال فالقول قولي [9] .

7 - و عن محمد بن الفضيل، قال: حدثني المخزومي - و كانت امه من ولد جعفر بن أبي طالب - قال: بعث الينا أبوالحسن موسي فجمعنا ثم قال: أتدرون لم جمعتكم؟ فقلنا: لا. قال: اشهدوا أن ابني هذا وصيي، و القيم بأمري، و خليفتي من بعدي، من كان له عندي دين فليأخذه من ابني هذا، و من كانت له عندي عدة فليتنجزها منه، و من لم يكن له بد من لقائي فلا يلقني الا بكتابه [10] .

8 - و عن داود بن سليمان، قال: قلت لأبي ابراهيم عليه السلام: اني أخاف أن يحدث حدث و لا ألقاك، فأخبرني من الامام بعدك؟ فقال: ابني فلان، يعني أباالحسن عليه السلام [11] .



[ صفحه 433]



9 - و عن نصر بن قابوس، قال: قلت لأبي ابراهيم عليه السلام: انني سألت أباك: من الذي يكون من بعدك؟ فأخبرني أنك أنت هو، فلما توفي أبوعبدالله عليه السلام ذهب الناس يمينا و شمالا، و قلت بك أنا و أصحابي، فأخبرني من الذي يكون بعدك من ولدك؟ قال: ابني علي [12] .

10 - و عن داود بن زربي، قال: جئت الي أبي ابراهيم عليه السلام بمال، فأخذ بعضه و ترك بعضه، فقلت: أصلحك الله، لأي شي ء تركته عندي؟ فقال: ان صاحب هذا الأمر يطلبه منك، فلما جاء نعيه بعث الي أبوالحسن الرضا عليه السلام، فسألني ذلك المال، فدفعته اليه [13] .

11 - و عن يزيد بن سليط - في حديث طويل - عن أبي ابراهيم عليه السلام أنه قال في السنة التي قبض عليه فيها: اني اؤخذ في هذه السنة، و الأمر الي ابني علي، سمي علي و علي، فأما علي الأول فعلي بن أبي طالب عليه السلام، و أما علي الآخر فعلي ابن الحسين عليه السلام، اعطي فهم الأول و حلمه و نصره و ورعه و ورده و دينه، و محنة الآخر و صبره علي ما يكره [14] .



[ صفحه 434]



12 - و عن ابن سنان، قال:

دخلت علي أبي الحسن موسي عليه السلام من قبل أن يقدم العراق بسنة [15] ، و علي ابنه جالس بين يديه، فنظر الي و قال: يا محمد، انه سيكون في هذه السنة حركة، فلا تجزع لذلك.

قال: قلت: و ما يكون - جعلني الله فداك - فقد أقلقتني؟

قال عليه السلام: أصير الي هذا الطاغية، أما انه لا ينداني [16] منه سوء، و لا من الذي يكون من بعده.

قال: قلت: و ما يكون، جعلني الله فداك؟

قال: (يضل الله الظالمين و يفعل الله ما يشاء) [17] .

قال: قلت: و ما ذاك، جعلني الله فداك؟

قال: من ظلم ابني هذا حقه و جحده امامته من بعدي، كان كمن ظلم علي ابن أبي طالب عليه السلام امامته و جحده حقه بعد رسول الله صلي الله عليه و آله.

قال: قلت: والله لئن مد الله لي في العمر لاسلمن له حقه و لاقرن له بامامته.

قال: صدقت يا محمد، يمد الله في عمرك، و تسلم له حقه، و تقر له بامامته و امامة من يكون من بعده.

قال: قلت: و من ذاك؟

قال: ابنه محمد،



[ صفحه 435]



قال: قلت: له الرضا و التسليم [18] .

13 - و عن محمد بن اسماعيل بن الفضل الهاشمي، قال:

دخلت علي أبي الحسن موسي بن جعفر عليه السلام و قد اشتكي شكاية شديدة، فقلت له: ان كان ما أسأل الله أن لا يريناه، فالي من؟

قال: الي علي ابني، و كتابه كتابي، و هو وصيي و خليفتي من بعدي [19] .

14 - و عن داود بن كثير، قال:

قلت لأبي عبدالله عليه السلام: جعلت فداك - و قدمني للموت قبلك - ان كان كون، فالي من؟

قال: الي ابني موسي.

فكان ذلك الكون، فوالله ما شككت في موسي طرفة عين قط، ثم مكثت نحوا من ثلاثين سنة، ثم أتيت أباالحسن موسي فقلت له: جعلت فداك، ان كان كون فالي من؟

قال: علي ابني.

قال: فكان ذلك الكون، فوالله ما شككت في علي طرفة عين قط [20] .



[ صفحه 436]



15 - و عن عبدالرحمن بن الحجاج، قال:

أوصي أبوالحسن موسي بن جعفر عليه السلام الي ابنه علي، و كتب له كتابا أشهد فيه ستين رجلا من وجوه أهل المدينة [21] .

16 - عن حسين بن بشير، قال: أقام لنا أبوالحسن موسي بن جعفر عليه السلام ابنه عليا عليه السلام كما أقام رسول الله صلي الله عليه و آله عليا عليه السلام يوم غدير خم، فقال: يا أهل المدينة - أو قال: يا أهل المسجد - هذا وصيي من بعدي [22] .



[ صفحه 437]




پاورقي

[1] الارشاد 2: 253 - 247.

[2] الكافي 1: 3 / 249، عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 7 / 23، غيبة الطوسي: 9 / 34، الفصول المهمة: 243، اعلام الوري: 304، البحار 49: 34 / 23.

[3] البقرة: 30.

[4] الكافي 1: 4 / 249، غيبة الطوسي: 10 / 34، البحار 49: 35 / 24.

[5] يعني: أباالحسن.

[6] الكافي 1: 1 / 248، عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 2 / 21، غيبة الطوسي: 11 / 35.

[7] الكافي 1: 2 / 249، عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 27 / 31، غيبة الطوسي: 12 / 36، مناقب ابن شهر آشوب 367: 4، البحار 49: 39 / 24.

[8] الكافي 1: 8 / 350، عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 23 / 30، غيبة الطوسي: 13 / 36، البحار 49: 37 / 24.

[9] الكافي 1: 6 / 249، عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 25 / 31، غيبة الطوسي: 14 / 37، الفصول المهمة: 244، البحار 49: 23 / 19.

[10] الكافي 1: 7 / 249، عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 14 / 27، غيبة الطوسي: 15 / 37، الفصول المهمة: 244، البحار 49: 12 / 16.

[11] الكافي 1: 11 / 250، عيون أخبار الرضا عليه السلام1: 8 / 23، غيبة الطوسي: 16 / 38، البحار 49: 38 / 24.

[12] الكافي 1: 12 / 250، عيون أخبار الرضا عليه السلام1: 36 / 31، رجال الكشي: 849 / 451، غيبة الطوسي: 17 / 38، البحار 49: 39 / 25.

[13] الكافي 1: 13 / 520، غيبة الطوسي: 93 / 18، المناقب 4: 398، البحار 49: 40 / 25.

[14] الكافي 1: 252 / ذيل الحديث 14، غيبة الطوسي: 19 / 40.

[15] أي القدمة الاولي أيام المهدي العباسي.

[16] أي لا يصيبني.

[17] ابراهيم: 27.

[18] الكافي 1: 16 / 256، غيبة الطوسي: 8 / 32، عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 29 / 32، البحار49: 27 / 22.

[19] عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 1 / 20.

[20] عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 6 / 22.

[21] عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 17 / 28.

[22] عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 18 / 28.