بازگشت

عمارة المشهد بعد العصر العباسي


و في سنة 769 ه قام السلطان أويس الجلائري بتعمير المشهد، و ذلك لتصدعه من جراء تتابع الغرق و الفيضانات.

و في سنة 914 ه و ما بعدها قام الشاه اسماعيل الصفوي بعد احتلاله بغداد بعمارة المشهد المقدس و تجديدها، و توسيع الروضة، و تبليط الأروقة بالرخام، و صنع صندوقين خشبيين يوضعان علي المرقدين الشريفين، و تزيين الحرم و أطرافه الخارجية بالطابوق الكاشاني ذي الآيات القرآنية و الكتابات التأريخية، كما أمر بأن تكون المآذن أربعا بعد أن كانت اثنتين، و بتشييد مسجد كبير في الجهة الشمالية للحرم متصل به يعرف لحد الآن بالجامع الصفوي، هذا فضلا عن تقديم ما يحتاجه المشهد من فرش و قناديل و تعيين الخدام و الحفاظ و المؤذنين، و بعض الآثار الصفوية باقية الي اليوم.

و في سنة 941 ه دخل سليمان القانوني بغداد محتلا لها و مزيلا آثار حكم الصفويين، فأصدر فرمانا باكمال بعض النواقص الصغيرة التي لم يكملها الصفويون.

و في سنة 1032 ه فتح الشاه عباس الصفوي بغداد ثانية، و زار المشهد الكاظمي، و أمر باعادة و تشييد ما خربته الحروب و الفتن و ما سببته من اهمال



[ صفحه 460]



و تسيب، و أمر بنصب ضريح ضخم من الفولاذ يوضع علي الصندوقين ليقيهما من غوائل النهب و السلب أثناء معارك الفوضي أو هجوم العشائر علي البلدة، و نتيجة لتأزم العلاقات بين ايران و تركيا تأخر وصول الضريح حتي سنة 1115 ه.

و في سنة 1045 ه قام الشاه صفي بن عباس الصفوي باجراء بعض الاصلاحات في المشهد.

و في سنة 1207 ه بدأ العمل في المشهد الكاظمي علي قدم و ساق، تنفيذا لأوامر آقا محمد شاه القاجاري، و ذلك لاكمال ما بدأه الصفويون في هذا المشهد، كاكمال تشييد المنائر و احداث صحن واسع يحف بالحرم من جهاته الثلاث الشرقية و الجنوبية و الغربية، و يتصل الجامع الكبير بالحرم من جهته الشمالية، و تم تخطيط الصحن بمساحته الموجودة اليوم.

و قام الشاه فتح علي شاه بأعمال اضافية اخري بعد الشاه محمد شاه القاجاري، منها نقش باطن القبتين بماء الذهب و الميناء و قطع الزجاج الملون، و تزيين جدران الروضة كلها من حد الطابوق الكاشاني الصفوي الي أعلي الجدار المتصل بالسقف بقطع الزجاج «المرايا» الجميل المثبت علي الخشب، و تذهيب القبتين و المنائر الصغار الأربع.

و في سنة 1255 ه غشي الايوان الصغير الذي يشرع فيه باب الرواق في الطارمة الجنوبية بالذهب، بنفقة منوجهر خان الملقب بمعتمد الدولة.

و في سنة 1255 ه أيضا أهدي السلطان محمود الثاني الي المشهد الكاظمي الستر النبوي، و هو من السندس المطرز، فاسدل علي الضريح في ليلة القدر من شهر رمضان من السنة المذكورة.

و في سنة 1270 ه أرسل ناصرالدين شاه القاجاري ملك ايران أحد علماء



[ صفحه 461]



عصره المعروفين، و هو الشيخ عبدالحسين الطهراني، المعروف بلقب شيخ العراقين الي العراق، للاشراف علي تنفيذ مخطط عمراني واسع للعتبات المقدسة من تجديد و اصلاح و تجميل، و خوله تخويلا كاملا في الصرف و التصرف.

و قد بدأت الأعمال العمرانية في المشهد الكاظمي سنة 1281 ه، و انتهي العمل سنة 1285 ه، بعد اجراء سائر الاصلاحات المطلوبة في المشهد بروضته و أروقته و ايوانيه، و أصبح آية في الفن و الجمال و الابداع و الاحكام.

و تطوع الأمير فرهاد ميرزا القاجاري - عم ملك ايران ناصرالدين شاه - للانفاق علي مشروع ضخم يشتمل علي بناء سراديب، منظمة لدفن الموتي، و تذهيب المنائر الأربعة الكبري من حد وقوف المؤذن الي قمتها، و تشييد سور مرتفع للصحن يتكون من طابقين، و نصب ساعتين كبيرتين فوق البابين الرئيسيين، و تم جميع ذلك في سنة 1301 ه [1] .


پاورقي

[1] دائرة المعارف الاسلامية الشيعية: 345 - 353، باختصار و تصرف.