بازگشت

التوسل بقبره الشريف و ما ظهر فيه من المعاجز


1 - روي البغدادي في (تأريخ بغداد) بالاسناد عن أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، قال: سمعت الحسن بن ابراهيم أباعلي الخلال يقول: ما همني أمر فقصدت قبر موسي بن جعفر عليه السلام فتوسلت به الا سهل الله تعالي لي ما احب [1] .

2 - و في (مناقب ابن شهر آشوب): رؤي في بغداد امرأة تهرول، فقيل: الي



[ صفحه 462]



أين؟ قالت: الي موسي بن جعفر، فانه حبس ابني. فقال لها حنبلي: انه قد مات في الحبس. فقالت: بحق المقتول في الحبس أن تريني القدرة، فاذا بابنها قد اطلق، و اخذ ابن المستهزي ء بجنايته [2] .

3 - و عن الحسن بن محمد بن جمهور العمي، قال: رأيت في سنة 296 - و هي السنة التي تقلد فيها علي بن محمد بن موسي بن الفرات وزارة المقتدر - أحمد بن ربيعة الأنباري الكاتب، و قد اعتلت يده العلة الخبيثة، و عظم أمرها حتي راحت و اسودت، و أشار يزيد المتطبب بقطعها، و لم يشك أحد مما رآه في تلفه.

فرأي في منامه مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام فقال له: يا أميرالمؤمنين، أما تستوهب لي يدي؟ فقال: أنا مشغول عنك، و لكن امض الي موسي بن جعفر، فانه يستوهبها لك. فأصبح فقال: ائتوني بمحمل و وطئوا تحتي، و احملوني الي مقابر قريش. ففعلوا ذلك بعد أن غسلوه و طيبوه و طرحوا عليه ثوبا، و حملوه الي قبر موسي بن جعفر عليه السلام، فلاذ به و دعا، و أخذ من تربته و طلا بها يده الي الكتف و شدها.

فلما كان من الغد حلها و قد سقط كل لحم و جلد عليها حتي بقيت عظاما و عروقا و أعصابا مشبكة، و انقطعت الرائحة، و بلغ خبره الوزير، فحمل اليه حتي نظر اليه، ثم عولج فرجع الي الديوان، و كتب بها كما كان، ففيه يقول صالح الديلمي:



و موسي قد شفي الكف

من الكاتب اذ زارا [3] .



[ صفحه 463]



4 - في (كشف الغمة) للاربلي، قال: لقد قرع سمعي ذكر واقعة عظيمة ذكرها بعض صدور العراق، أثبتت لموسي عليه السلام أشرف منقبة، و شهدت له بعلو مقامه عند الله تعالي و زلفي و منزلة لديه، و ظهرت بها كرامته بعد وفاته، و لا شك أن ظهور الكرامة بعد الموت أكبر منها دلالة حال الحياة.

و هي أن من عظماء الخلفاء من كان له نائب كبير الشأن في الدنيا من مماليكه الأعيان، في ولاية عامة طالت فيها مدته، و كان ذا سطوة و جبروت، فلما انتقل الي الله تعالي اقتضت رعاية الخليفة أن تقدم بدفنه في ضريح مجاور لضريح الامام موسي بن جعفر عليه السلام بالمشهد المطهر، و كان بالمشهد المطهر نقيب معروف مشهود له بالصلاح، كثير التردد و الملازمة للضريح و الخدمة له، قائم بوظائفها. فذكر هذا النقيب أنه بعد دفن هذا المتوفي في ذلك القبر بات بالمشهد الشريف، فرأي في منامه أن القبر قد انفتح و النار تشتعل فيه، و قد انتشر منه دخان و رائحة قتار [4] ذلك المدفون فيه الي أن ملأت المشهد، و أن الامام موسي عليه السلام واقف، فصاح لهذا النقيب باسمه و قال له: تقول للخليفة: يا فلان - و سماه باسمه - لقد آذيتني بمجاورة هذا الظالم. و قال كلاما خشنا. فاستيقظ ذلك النقيب و هو يرعد فرقا و خوفا، و لم يلبث أن كتب ورقة و سيرها منهيا فيها صورة الواقعة بتفصيلها.

فلما جن الليل جاء الخليفة الي المشهد المطهر بنفسه و استدعي النقيب، و دخلوا الضريح، و أمر بكشف ذلك القبر، و نقل ذلك المدفون الي موضع آخر خارج المشهد، فلما كشفوه وجدوا فيه رماد الحريق، و لم يجدوا للميت أثرا [5] .



[ صفحه 464]



5 - وردتنا هذه الرسالة - و الكتاب ماثل للطبع - من الدكتور الخطيب الشيخ أحمد الوائلي، يحدثنا فيها عن المعجزة التي حصلت في شفاء الله عين ابنته بعد توسله بالامام الكاظم عليه السلام، و اليك نصها:

الأخ الكريم أباعلي، دام محترما.

تحية يؤججها الشوق و يذكيها البعد لك و للأولاد و الأهل، أرجو أن تكون بخير و عافية.

و بعد:

فيما يخص قضية عين ابنتي، فهي كما يلي بايجاز:

في نفس اليوم الذي تعرض فيه عبدالكريم قاسم للاغتيال، كانت ابنتي الكبيرة - و هي آنذاك في حدود الثانية عشرة - تكنس ساحة البيت، و هناك استكان شاي مكسور و قد لصق بأرض البيت، فحاولت قلعه فانكسر و وقعت منه شظية بعينها، ففركت عينها و هي لا تدري بالشظية، فتمزق انسان العين.

و علي الفور استحصلنا اذنا بالسفر الي بغداد، و أدخلتها مستشفي للعيون في شارع الرشيد للدكتور و هرام اراثون - و هو أرمني - فعقد لجنة و استخرجوا الشظية من عينها، ثم أخبروني بأنهم لا يستطيعون شيئا سوي اجراء عملية لحفظ العين من التشويه الخارجي، أما الرؤية فلا تعود؛ لأن العين تمزقت، و أكدوا لي بأنه حتي في الخارج لا يستطيعون أكثر من ذلك. فوقعت علي اجراء العملية، و أدخلوا البنت الي العملية.

و في الأثناء خطر بذهني اننا نقول للناس بأن آل محمد صلي الله عليه و آله لهم معجزات، و ان لهم عند الله جاها عظيما، فلم لا أقصد موسي بن جعفر عليه السلام حتي أعرف صدق دعوانا؟ فتوضأت و قصدت الامام، و في أثناء الطريق كنت أقول: ما ذنب هذه



[ صفحه 465]



الطفلة من دون سائر البنات، ثم استغفرت الله تعالي و لعنت هذه الخطرات، و قصدت فورا ضريح الامام الكاظم عليه السلام، فصليت ركعتين و وقفت عند الرأس الشريف، و قلت له: هذه صبية، و أنا خادمكم و محسوب عليكم، و أنت اما أن تكون كما نقرأ، أو أنت مجرد دعوي. و خرجت وعدت للمستشفي و قد اخرجت البنت من العملية.

و مكثنا نراقبها سبعة أيام لئلا تغير وضعية نومها، و في اليوم السابع جاء الطبيب ليفتح العين و يجدد الضماد، و لما فتح الضماد وقف ساكنا، و قال: ماذا صنعت؟ فظننت أنه يوبخنا لأنا أهملنا مراقبتها، و لكنه قال: ان العين فيها نور، و سوف تعود لها وضعيتها الطبيعية. فانفجرت باكيا، و قلت له: لقد طرقت بابا من أبواب الله فأكرمني. و حكيت له القصة. فقال: آمنت بالله تعالي.

و بعد اسبوع خرجت من المستشفي و هي بعافية.

أما الأبيات فهي قصيدة منشورة في ديوان «ايقاع الفكر»، و هي:



لقدسك يا باب الحوائج باب

جثت عنده للطالبين رغاب



يمر عليه المستحيل فينثني

الي ممكن يدعي به فيجاب



مناهل ريا عند باب ابن جعفر

تفيض عطاء للذين أنابوا



و يمكنكم قراءة القصيدة في الديوان المذكور و تسجيلها عندكم.

تقبلوا بالختام أعز امنياتي و أحر أشواقي لكم و لكافة اخواننا، و سامحوني علي التأخير.

أحمد الوائلي

الأول من ذي القعدة الحرام

1417 / 11 / 1



[ صفحه 466]




پاورقي

[1] تأريخ بغداد 1: 120.

[2] المناقب 4: 305.

[3] بحارالأنوار 102: 6 / 27.

[4] القتار: رائحة العظم أو اللحم المحترق.

[5] كشف الغمة 3: 5. البحار 48: 103 / 83.