بازگشت

وصية الامام الصادق


لقد كان الامام الصادق عليه السلام سيما في أواخر عمره الشريف يتحاشي الصراحة في النص علي امامة ولده الكاظم عليه السلام الا لخواص أصحابه علي ما سيأتي بيانه، و ذلك خوفا من السلطات الحاكمة التي كانت تراقبه أشد المراقبة في السنين الأخيرة من حياته المباركة، كما تؤكد ذلك مواقف المنصور معه و اهتمامه بمعرفة وصيه عندما بلغه نبأ وفاته عليه السلام، فقد دعا أبوجعفر المنصور في جوف الليل أباأيوب الخوزي، فلما أتاه رمي كتابا اليه، و قال: هذا كتاب محمد بن سليمان يخبرنا بأن جعفر بن محمد قد مات، فانا لله و انا اليه راجعون، و أين مثل جعفر! ثم قال له: اكتب ان كان أوصي الي رجل بعينه فقدمه و اضرب عنقه، فكتب و عاد الجواب:



[ صفحه 38]



قد أوصي الي خمسة أحدهم أبوجعفر المنصور، و محمد بن سليمان، و عبدالله، و موسي، و حميدة. قال المنصور: ما الي قتل هؤلاء سبيل [1] .

و في رواية النضر بن سويد: أولهم أبوجعفر المنصور، ثم عبدالله، و موسي، و محمد بن جعفر، و مولي لأبي عبدالله [2] .

و يبدو من وصية الامام الصادق عليه السلام لهؤلاء الخمسة أنه كان يقدر حراجة الموقف و يخاف علي خليفته من اولئك الطغاة، فصاغ وصيته علي هذا النحو، و أخبر ثقات أصحابه بخليفته الشرعي، و أوصاهم بالكتمان حتي عن عامة الشيعة ريثما يتهيأ الجو المناسب لذلك.


پاورقي

[1] المناقب 4: 320. اعلام الوري: 298.

[2] اعلام الوري: 298.